ثورة متناقضة في عكار.. مطالب وشغب وعودة الحريري… نجلة حمود

تبدو عكار تائهة في خياراتها، المحافظة التي شاركت بخجل في التظاهرات التي نظمت منذ بداية الاحتجاجات على الأوضاع المعيشية، تعرضت مرارا لمحاولات إستغلال الحراك وحرفه عن مساره. فعمل البعض ان كان من رجال دين أو ورؤساء بلديات على فرض وجودهم ضمن المعتصمين وإعتلاء المنابر للمطالبة بمحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين. ونسيَ هؤلاء ومعهم حشد من الجمهور الذي يطالب بحياة كريمة، أنهم جزء لا يتجزأ من منظومة الفساد في المجتمع، وأن عليهم قبل تكبير الحجر، محاسبة السلطة المحلية على تقصيرها واهمالها، وسؤالها عن المليارات التي تدخل صناديقها سنويا، وعن إنجازاتها التي لا تتجاوز في أحسن الأحوال رفع النفايات، حتى أن هذه المهمة البسيطة يعجزون عنها، فيتصدر مشهد النفايات المتراكمة على جوانب الطرق العامة المشهد في عكار.

كما على الجمهور محاسبة رجال الدين وسؤالهم عن أموال الفقراء، وعن البذخ والترف في الموائد والعزائم في حين أن فقراء عكار يئنون من اهمال رجال الدين لرسالتهم التي تتجلى في التخفيف من عوز الفقراء ومنع المذلة عنهم، ولعل النقاش الذي دار قبل أيام على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب سوء توزيع المساعدات التي تصل الى صندوق الزكاة خير دليل على ما يجري من فوضى ومحسوبيات، فضلا عن أزمة أموال الوقف والمباني والممتلكات التابعة لها، أما الفضيحة الكبرى فتتجلى في أزمة مدرسي مادة الشريعة الاسلامية والذين لم يقبضوا رواتبهم والتي لا تتجاوز الـ5 آلاف ليرة عن كل ساعة تدريس..

كل هذا غيض من فيض. جاهدت بعض الأحزاب، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي اللبناني، الحزب الشعبي الناصري، مجموعة شباب اعتصام خيمة حلبا ومجموعة من المجتمع المدني، في محاولة الحفاظ على روحية الحراك، وتحديدا عقب إجتياح جمهور “المستقبل” الساحات والشوارع في بيروت وطرابلس وعكار وصيدا.. حيث حتى بدا أن “الثورة” انقلبت على نفسها وأعطت تفسيراً جديداً لشعارها “كلن يعني كلن”، فأمسى بقاء “كلن يعني كلن”! وفي مقدمتهم الرئيس سعد الحريري. ومع قرار الجيش اللبناني فتح الطرقات إندلعت ثورة من نوع آخر بين الجيش اللبناني وأهالي ببنين ـ العبدة قبل ان يعمد العقلاء الى حل الخلاف وفتح الطريق جزئيا أمام المارة والسيارات.

ينقسم الشارع العكاري بين من يرى أن ما يجرى في عكار من اعتصامات لم يرتق الى مستوى الثورة وهو عبارة عن حراك يمتلك القيم والمبادئ ويتمسك بها سعيا وراء الاصلاح ومحاربة الفساد، وهذا الحراك يعمل تحت سقف القوى الأمنية ويتجاوب معها.

وبين متحمسين يقطعون الطرقات لشل الحركة، وهم أقدموا يوم أمس على إجبار المصارف في منطقة العبدة على اغلاق أبوابها غير آبهين بالمواطنين والموظفين المخنوقين ماليا، والذين يحتاجون الى قبض معاشاتهم للتمكن من تلبية إحتياجاتهم الأساسية. كما أغلقوا مكاتب شركة ألفا إحتجاجا على رفع أسعار بطاقات التشريج وبيعها لهم على سعر صرف لدولار المرتفع. أمام هذا الواقع بدأت الصرخة ترتفع في عكار جراء لا سيما بسبب قطع الطرقات الذي يراه البعض غير مبرر، حيث يمكن الاستمرار في الاعتصام من دون العرقلة وقطع أرزاق المواطنين الذين يعتاشون كل يوم بيوم، خصوصا أن هؤلاء لا يمكنهم تحمل المزيد من الأعباء.


فيديو: 

  1. بالفيديو: سجال حاد بين عطاالله ويعقوبيان.. وردّ عنيف من الأخيرة

  2. بالفيديو: ناشطون يعتدون على الوزير غسان عطالله بالضرب

  3. بالفيديو: تدريب هيفاء وهبي على القتال في أشباح أوروبا

  4. بالفيديو: دومينيك حوراني تسقط أثناء استعراض مهاراتها وتنقل إلى المستشفى


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. البيئة تغلق كسارة في المجدل ـ عكار لمخالفتها شروط الترخيص… نجلة حمود

  2. عكار: لهذه الأسباب فشلت مساعي التوافق في حلبا… نجلة حمود

  3. أزمة النفايات تتفاعل في الدريب الأوسط.. ما حقيقة إنشاء مكب في المجدل؟.. نجلة حمود


 

Post Author: SafirAlChamal