كيف سيواجه حسان دياب سياسة العصا والجزرة؟!… غسان ريفي

هي سياسة العصا والجزرة تمارسها التيارات السياسية مع حسان دياب بعد تسميته لتأليف حكومة إنقاذية، وقد ترجمها أمس الوزير جبران باسيل في مؤتمره الصحافي بعد إجتماع تكتل ″لبنان القوي″، حيث وضع الرئيس المكلف أمام خيارين فإما التأليف السريع وفق رأي هذه التيارات بما يضمن نجاح الحكومة ويؤمن لها الثقة في مجلس النواب، أو دوام التعطيل الى أن ينزع الحراك الشعبي التكليف منه وذلك في رد واضح وصريح على كلام دياب حول أن ″أحدا لا يستطيع أن يسحب منه التكليف″.

اللافت أن دياب لا يلقى معارضة من التيارات السياسية التي آثرت عدم تسميته لرئاسة الحكومة، فهي كانت منسجمة مع نفسها لجهة إعلان المقاطعة وعدم المشاركة، وربط منح الثقة بشكل الحكومة التي تريدها تكنوقراط من دون سياسيين، لكن “الجلد السياسي” لدياب يأتي من الفريق الذي سماه ويريد من خلاله تشكيل حكومة على قياسه تحت شعار “التعاطي مع التطورات السياسية في لبنان والمنطقة لا سيما بعد إغتيال قاسم سليماني”.

يبدو واضحا أن دياب بات أسير التشكيلة الحكومية التي وضعها، وعرضها قبل أسبوع على رئيس الجمهورية ميشال عون الذي لم يقبل بها، كما رفضتها التيارات السياسية المعنية بالتأليف والتي إعتبرت أن دياب يتعاطى مع مهمته وكأنه يعيش في كوكب آخر لا يوجد فيه سياسيين مؤثرين، في حين تعتبر أوساط دياب أن تلك التيارات تتعاطى مع تشكيل الحكومة وكأنها ما تزال تعيش في مرحلة ما قبل 17 تشرين الأول أي قبل إنطلاق الحراك الشعبي.

بالأمس كانت رسائل جبران باسيل واضحة، فهو أراد ضرب عصفورين بحجر واحد، لجهة إستهداف رئيس حكومة تصريف الأعمال وإتهامه بالتقصير من باب تصفية الحسابات معه، ومن ثم محاولته تطويع الرئيس المكلف ودعوته ضمنا الى العمل وفق رؤية التيار الوطني الحر التي تؤمن له شروط النجاح وتمنحه الثقة في المجلس النيابي، وإلا فإن حكومته لن تبصر النور.

واللافت أن رسائل باسيل جاءت بعد لقاء مطول له مع الرئيس نبيه بري في عين التينة كانت خلاله الأجواء إيجابية (بحسب المصادر)، ما يوحي بأن الفريق الذي سمّى دياب لرئاسة الحكومة قد نفض يده منه أو يكاد، إلا في حال مسارعة دياب الى إسترضائه بتشكيل حكومة يرضى عنها، ما يضع دياب فعليا أمام خيار العصا والجزرة.

يمكن القول أن الرئيس المكلف بات في وضع لا يحسد عليه، فالأرض تغلي غضبا على عدم تشكيل حكومة، والأصوات ترتفع مطالبة باعتذاره، ورئيس الجمهورية عبر أمام مقربين منه بأن ظنه قد خاب به، وباسيل يسعى الى وضع يده على حكومته أو إعتماد كل الوسائل لاسقاطه، والثنائي الشيعي يرفض الحكومة التي وضع تشكيلتها، والحزب التقدمي الاشتراكي يريد أن يستدرجه لتمثيل الدروز بوزيرين، والقوات اللبنانية تضغط عليه في إتجاه حكومة الاختصاصيين، وتيار المستقبل يسعى الى دفن حكومته قبل أن تولد بما يمهد لعودة الحريري الى السراي الحكومي، وكتلة الوسط المستقل لا ترى فيه الشخص المناسب لهذه المرحلة، وتيار المردة يريد وزيرين.. فعلى من يعتمد حسان دياب؟، وكيف له أن يشكل حكومة في ظل مقاطعة سياسية شبه كاملة له، وفي ظل شرعية سنية منزوعة عنه؟.

لا شك في أن دياب لم يعد لديه الكثير من الخيارات، فإما أن يرضى بـ”جزرة” باسيل، أو أن يتمسك بالتكليف فيواجه “عصا” الشارع، أو أن يعتذر..  


فيديو:

  1. بالفيديو: اعمال شغب وتكسير في شارع الحمرا

  2. بالفيديو والصور.. طرابلس ″عروس الثورة″ تنتفض من جديد

  3. بالفيديو:سيدة مسنّة تغني لموظفي المصرف

  4. بالفيديو: نانسي عجرم وعائلتها في خطر.. رجل يهددها بالقتل علناً

  5. بالفيديو: استخدمه زوج نانسي عجرم.. 13 معلومة عن مسدس غلوك

  6. فيديو جديد.. هكذا استكشف السارق منزل نانسي عجرم قبل الحادثة

  7. بالفيديو: اشكال بين مواطنين وعمال في مطعم.. وسامي فتفت يوضح


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل يحق لـ سليمان فرنجية بوزيرين في الحكومة؟… غسان ريفي

  2. حكومة دياب تتأرجح.. أين ستستقر؟… غسان ريفي

  3. هل يستطيع الرئيس المكلف مواجهة تدخلات جبران باسيل؟… غسان ريفي

  4. طرابلس تغلي.. لا لتمديد ولاية المفتي الشعار… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal