لما يُسمّى شباط..  بـ″شهر البسينات″؟… إسراء ديب

بدأ شهر شباط (فبراير) وبدأت تتغيّر معه حال القطط بأنواعها وأجناسها كافّة، فبعد عيش هذه الحيوانات التي يألفها ويُفضّلها النّاس، فترات من السكون والهدوء طوال السنة، سرعان ما ينقلب مزاجها رأسًا على عقب بمواجهة عوارض ومُؤثّرات عدّة تدفعها لتكون أكثر حدّة وفي بعض الأحيان أكثر عدوانية مع بدء ما يُسمّى بموسم التزاوج أو حالة الشبق كما يُطلق عليها الأطباء، أو بدء ما يُسمّيه بعض الأشخاص بشهر “البسينات أو القطط” والذي يُصادف حدوثه في الشهر الثاني من كلّ عام.

ويُعلّل الأطباء ربط شباط بالتزاوج لدى القطط إلى اعتبار أنّها من الحيوانات “الموسمية” أيّ أنّ الدورة التناسلية عند الإناث تُعدّ محدودة ضمن موسم مُعيّن وليست مثل الإنسان، بل هي تبدأ مع أوائل الربيع، بحدوث عوارض عدّة مرصودة من قبل النّاس الذين يروْنها ويسمعونها أيضًا، كما يُؤكّد الأخصائي في طبّ وجراحة الحيوان الدكتور علاء خليل.

ويقول الدكتورخليل: ” إن للقطط طقوسا خاصّة بموسمها، منها المواء بشكلٍ مزعج يُشبه كثيرًا بكاء الأطفال، نشاط مختلف ومضاعف، فضلًا عن رؤيتهم مجتمعين مع بعضهم البعض بحركة غير مألوفة في مواسم أخرى، أمّا القطط التي رُبيت في المنزل فتتضح هذه الأعراض حين تبدأ بتدلّلها، محاولتها شمّ رائحة الذكورة في المنزل، وحين تطول مدّة البحث ولا تجده، ستُصبح عصبية المزاج، محبطة، ستزيد عدوانيتها، وسيزيد أيضًا احتمال هربها من المنزل سواء من الشرفة أو النافذة… ويُمكن أن تتفاقم هذه الحالة وصولًا إلى قيامها بالتبرز في كلّ مكان بغية لفت أنظار أصحابها على مدى انزعاجها من وحدتها، وبهدف نشر رائحة هرمون الاستروجين ليشمّها الذكر ولو بالصدفة ليبحث عنها”.

 وفيما يخصّ قول البعض أنّ القطة قد يُؤدّي بها اليأس إلى الانتحار، يعتبر الدكتور خليل أنّها قد تسقط من الأعلى إلى الأسفل، ولكن ليس للانتحار، فالقطط أنانية جدًا بطبعها، بل لرؤيتها لأحد الذكور في الأسفل، فلا يتمكّن من الوصول إليها فيذهب، أمّا هي فتُقرّر النزول إليه وتُجرّب هذا الأمر من خلال تمسّكها بأنابيب المياه، أو الجدار مثلًا، ولكنّها قد تفشل.

أمّا الذكر، فهو مستعدّ للتزاوج لمدّة 365 يومًا، ولكن تزيد هذه الرّغبة في موسم التزاوج مع ازدياد رائحة الاستروجين، وبالتالي إنّ عوارضه تعدّ مزعجة أكثر، لأنّه يتقاتل مع غيره من الذكور من أجل الإناث، وبالتالي سيقوم بالتبوّل أيضًا أينما كان وعلى مدار السنة، لينشر رائحة التستيستيرون لجذب الأنثى”.

وعلى الرّغم من هذه الأعراض واستفحالها في هذا الموسم، لا تخشى ربى حليْحل التي تجد راحتها النّفسية في تربية أكثر من عشر قطط في منزلها، وذلك نظرًا لأنّها اعتمدت على الحلّ الجذريّ الذي يدعو إليه الأطباء والذي يكمن في عملية استئصال الغدد التناسلية للإناث ( المبايض والرحم) لإزالة هرمون الرّغبة الجنسية، وقد تكون لها عوارض جانبية كتعرّض القطة للسمنة لهذا من الضروريّ إجراء العملية قبل أن إتمام سنّ بلوغها أيّ عند بلوغها ثمانية أشهر، أمّا الذكور فيُفضّل إجراء عملية (الخصي) قبل ثمانية أشهر أيضًا” بحسب الدكتور خليل الذي يُشير إلى وجود حلول أخرى ولكنّها خطيرة على صحّة الحيوان وهي استعمال مركّب “Medroxyprogesteron” المضاد للرّغبة حقنًا بالإبر، ولكن من المعروف أنّ العلاجات الهرمونية قد تصل إلى سرطان المبيض مثلًا لنقوم بعدها باستئصالها وهنا نعود للعملية.

وليس خافيًا أنّ هناك الكثير من القطط يتزاوجون ويولدون في مواسم أخرى من العام، ويقول خليل أنّها “تُعاني من خلل يعود إلى التغيّر المناخي العالمي واختلاف درجات الحرارة، الأمر الذي يُؤثّر على دورتها التناسلية كما دورة غيرها من الحيوانات كالأغنام مثلًا التي كانت تتزاوج مرتين في السنة، أمّا اليوم فباتت تصل إلى ثلاث مرات… كما أنّ طقوس القطط التي لديها هذا الخلل ستكون أقلّ حدّة من الموسم الأصليّ”.

وتحمل القطة لمدّة 59 يومًا بأربعة قطط أو 14 في الحالات الشاذة وقد يموت بعضها من الجوع عجزًا منها عن إرضاعهم، وتكون هادئة جدًا في هذه المرحلة لتلد في مكان آمن لا تسمح لأحد باقترابه منه، إلّا فرد من أفراد العائلة الذي تُحبّه وتثق به كثيرًا…

cat3


مواضيع ذات صلة:

  1. أكثر من 900 كلب شارد يهدّدون طرابلس: فهل من حلّ؟… إسراء ديب

  2. الميناء: مشروع الصرف الصحي يُقلق أبنائها.. من يُعوّض خسارتهم؟… إسراء ديب

  3. أيها اللبنانيون.. صحتكم بأيدي تجار الأدوية… إسراء ديب


Post Author: SafirAlChamal