الصفدي ″يزكزك″ الحريري باللواء ريفي..غسان ريفي

تركت مشاركة النائب محمد الصفدي وعقيلته في فعاليات ″ليالي طرابلس الرمضانية″ الى جانب الوزير السابق اللواء أشرف ريفي وعقيلته في خان العسكر، علامات إستفهام كثيرة حول إذا كانت هذه الزيارة رمضانية ـ إجتماعية؟، أم أن الصفدي أراد من خلالها توجيه رسالة الى حليفه الرئيس سعد الحريري؟.

في قراءة للعلاقة السياسية المستجدة بين الحريري والصفدي، يبدو واضحا أن ثمة مدّ وجزر بين الرجلين، وأن كثيرا من الأمور ما تزال عالقة بينهما لا سيما في ما يتعلق بالتحالف الانتخابي، علما أن الصفدي سلّف الحريري كثيرا منذ إستعادة علاقتهما حيويتها، من دون أن يحصل منه على شيء حتى الآن.

لا شك في أن الصفدي يشكل حاجة إنتخابية للحريري في طرابلس، فالرجل ما يزال حاضرا في مدينته ويمتلك واحدة من أهم وأنشط الماكينات الانتخابية، ويستطيع أن يمول حملته ماليا من دون أن يواجه أية صعوبات، لكن اللافت أن سلوك الحريري تجاه الصفدي لا يوحي بذلك، بل على العكس فان ما يحصل يُظهر أن الصفدي هو من يسعى وراء التحالف مع الحريري للخروج من تحت عباءة الرئيس نجيب ميقاتي، ولعدم الدخول في مغامرة غير محسوبة النتائج بالتحالف مع اللواء أشرف ريفي.

تشير المعطيات الى أن الحريري لا يعامل الصفدي بالمثل، لا بل أن الأخير قد تعرض أكثر من مرة الى “دق نقص” من رئيس الحكومة، فالصفدي حرص على تنظيم مؤتمر إنماء طرابلس في السراي الحكومي وبرعاية الحريري في محاولة لاظهاره بأنه يمتلك مفتاح الانماء في طرابلس، فكان الرد من الحريري بعدم إبلاغ الصفدي بزيارته الانمائية الى طرابلس وهو علم من المفتي مالك الشعار عندما إتصل به لدعوته الى حفل الغداء، فقاطع الصفدي الغداء بشكل شخصي وأرسل إبن شقيقه أحمد الصفدي لتمثليه.

ثم حرص الصفدي على إقامة حفل سحور رمضاني على شرف الحريري في دارته في البربارة بحضور 300 شخص أكثرهم من العائلات الطرابلسية، وكان السحور مناسبة لوصل ما إنقطع بين هذه العائلات وبين الحريري، فكان الرد من رئيس الحكومة بعدم حضوره لافتتاح معرض الآثار النبوية الشريفة الذي أقامته جمعية ″أكيد فينا سوا″ برئاسة عقيلة الصفدي السيدة فيولات برعاية الحريري الذي فاجئ الصفدي بايفاد مدير مكتبه نادر الحريري لتمثيله، بالرغم من وعده القاطع بأنه سيحضر شخصيا.

يبدو أن هذا الاستلشاق أثار غضب الصفدي، خصوصا في ظل ما يتم التداول به بعض الأوساط من أن الرئيس الحريري الذي عاد من عكار والضنية والمنية مطمئنا الى شعبيته،  ويعمل على إستعادة حضوره في طرابلس، عاد الى سابق عهده من الفوقية السياسية مع حلفائه، وهذا أمر يرفضه الصفدي الذي يسعى في حال حصل التحالف بينه وبين الحريري أن يكون شريكا أساسيا وفعليا في اللائحة وفي تقاسم عدد النواب.

أمام هذا الواقع، تشير المعطيات الى أنه ربما أراد الصفدي أن ″يزكزك″ الحريري وأن يوجه رسالة له، من خلال زيارته خان العسكر وتمضيتة مع عقيلته أمسية الى جانب اللواء أشرف ريفي الذي بات الحريري يعتبره عدوا ويسعى بكل ما أوتي من قوة ونفوذ الى محاصرته، ويعادي كل من يتعاطى أو يتعاون معه.

والرسالة الصفدية لم تكن في شكل الزيارة فقط، بل في المضمون الذي ترجم أولا بتأكيده على العلاقة الأخوية التي تربطه بريفي والتي تتجاوز السياسة وخلافاتها، إضافة الى الهجوم العنيف على القانون الانتخابي الذي يعتبره الحريري إنجازا لحكومته، حيث وصفه الصفدي بالقانون المسخ.

وبذلك كانت رسالة الصفدي واضحة بأن خياراته السياسية والانتخابية مفتوحة في طرابلس، بينما خيارات الحريري قد تكون معدومة في حال لم يكن الصفدي من بينها، وأن الصفدي في حال إستمر سلوك الحريري على حاله فانه مستعد لأن يقلب الطاولة، ويعود الى مربعه الأول من التحالفات السياسية والانتخابية.

Post Author: SafirAlChamal