إكتشف عكار” لاظهار وجهها الحقيقي… نجلة حمود”

3

تمكنت مجموعة “اكتشف عكار” الشبابية وبمبادرة فردية من التسويق لأجمل غابات لبنان والقاء الضوء على المقومات البيئية والأثرية الهامة التي تختزنها محافظة عكار، متجاوزة بذلك وبأشواط الدولة اللبنانية ووزارتيّ السياحة والبيئة اللتان عجزتا عن تقديم أي خطوة جدية من شأنها تعزيز السياحة في عكار.

يمكن القول أن زيارة الوزراء على مدار الأعوام الماضية لم تتخط الدعوات التقليدية، ورفع الشعارات وإطلاق الوعود الظرفية التي ينتهي مفعولها بغياب مفعول الزيارة، من دون أن تحمل أية إشارة إيجابية حول إمكانية القيام بخطوات سريعة من أجل تفعيل السياحة وحماية الغابات الفريدة من نوعها في منطقة البحر المتوسط، وايقاف التعديات المتكررة التي تهدف الى استنزاف مقومات عكار السياحية والبيئية ساحلا وجردا.

وقد بات واضحا أن عكار لم تعرف في يوم من الأيام أي اهتمام سياحي رسمي، بالرغم من غناها بالمواقع الأثرية الطبيعية والبيئية، وهي بحاجة لورشة عمل  تكون بالتعاون والتنسيق بين السلطة المحلية المتمثلة بالبلديات، ووزارتيّ السياحة والثقافة، وإذا كانت المسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف الرسمية والأهلية فإن المسؤولية الكبرى تقع على نواب المنطقة الذين لم يقدموا أي قانون من شأنه حماية غابات المنطقة أو إعلانها محمية طبيعية.

تحت عنوان “إكتشف عكار” تنظم مجموعة شبابية رحلات بيئية تتضمن (مشي في الطبيعة، تخييم، تصوير، المشي داخل الأنهر، التزلج، مخيمات ثلجية، اكتشاف الكهوف..)

وإذ نجح الناشطون البيئيون والمرشدون الجبليون من القاء الضوء على غابات عكار وإظهار أهميتها البيئية والجمالية بما يعود بالمنفعة على المنطقة التي لطالما كانت ممرا للسياح من دون أن تكون مقرا لهم، فتمكن فريق “إكتشف عكار” من لفت أنظار محبي الطبيعة من مختلف المناطق اللبنانية، عبر الحملة الاعلامية التي يقوم بها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا لجهة ابراز فيديوهات دعائية وصور جمالية عن المنطقة.  

وعكست هذه النشاطات مدى الحاجة وتجاوب أبناء عكار مع الفكرة، الأمر الذي شكل دافعا للمزيد من التطور على مختلف الصعد، بحسب ما يؤكد مسؤول المجموعة الناشط البيئي عبد القادر عبد المجيد، لافتا الى “أننا ننظم رحلات أسبوعية الى مختلف المواقع السياحية والأثرية، بدءا من وادي جهنم، مشمش حرار، احراج فنيدق، القموعة، احراج عكار العتيقة، بزبينا، كرم شباط، جبل أكروم، وادي عودين، المرغان، وادي الأسود، جرود بيت أيوب، مشمش،عيون السمك….. 

ويلفت عبد المجيد الى “أن النجاح الذي حققناه خلال الأشهر القليلة الماضية يعد إحراجا للوزارات المعنية، ودعوة لكي تتحمل مسؤولياتها حيال عكار، وإدراجها ضمن الخريطة السياحية التابعة لوزارة السياحة التي تعتبر أن السياحة تنتهي دائما في جبيل، فتغيب عكار عن المنشورات الخاصة بالوزارات المعنية وعن الأشرطة الدعائية التابعة لها”.

ويضيف: “نحن نسعى الى تعزيز السياحة البيئية في عكار، ورسم دروب مشي جديدة نحن نحددها لوضعها على الخريطة السياحية، التي ما تزال غائبة بالرغم مما تختزنه من قلاع، وحصون، وبيوت تراثية، وكنائس، وسرايا، وغابات، وأنهر، ومواقع أثرية هامة تؤرخ لحقبات تاريخية مختلفة مرت على البلاد”.

ويلفت عبد المجيد الى “أننا ننظم رحلة كل يوم أحد ونؤمن باصات من بيروت وطرابلس وعكار وبأسعار رمزية جدا تغطي كلفة الترويقة والاحتياجات خلال النهار والمعدات اللازمة للنشاطات، وكل ذلك بهدف التشجيع على السياحة البيئية وتعريف اللبنانيين على غابات عكار، وبالتالي إظهار وجه عكار الحقيقي”.

Post Author: SafirAlChamal