سيجورنيه محذّراً: إنتخبوا رئيساً وإلّا سيغيب لبنان عن طاولة التسوية!.. عبدالكافي الصمد

أكثر من إشارة أرسلها وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده في ختام زيارته إلى لبنان، التي امتدت يوماً واحداً، كشفت بعض ما حمله الوزير الفرنسي في جعبته وأطلع عليه المسؤولين اللبنانينن الذين التقاهم، من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إلى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب وصولاً إلى لقائه قائد الجيش العماد جوزاف عون.

أبرز هذه الإشارات يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:

أولاً: بعد إخفاق المبعوث الرئاسي الخاص الى لبنان جان إيف لودريان في تأدية مهمته التي أوكلت إليه سابقاً، لأسباب عدّة، أتى وزير الخارجية الفرنسي سيجورنيه إلى لبنان لا ليكمل مهمة لودريان، بل حمل معه أفكاراً جديدة، وورقة عمل قيل إنّه سلّمها إلى المسؤولين اللبنانيين بهدف مساعدة بلدهم على إخراجه من أزمته، وتحديداً أزمة الفراغ الرئاسي والإنهيار المالي والتصعيد الأمني في الجنوب نتيجة الإعتداءات الإسرائيلية، التي قال عنها الوزير الفرنسي إنّها “أزمة طالت كثيراً، ونحاول أن نتفادى أن تعصف في لبنان حرباً إقليمية، وندعو الأطراف كافّة إلى ضبط النّفس”، محذّراً من أنّه “نرفض السيناريو الأسوأ في لبنان وهو الحرب”، ومضيفاً: “نرفض سيناريو الحرب في جنوب لبنان، وقد أبلغنا المسؤولين اللبنانيين بضرورة منع التصعيد”.

ثانياً: قال الوزير الفرنسي، مباشرة أو تلميحاً، أنّ بلاده والإتحاد الأوروبي ومعهما الولايات المتحدة ودول إقليمية حليفة، يرفضون ربط ما يحصل في الجنوب بما يشهده قطاع غزّة، أيّ أنّه يُعبّر عن رفضه مبدأ “وحدة الساحات” الذي رفعه محور المقاومة في المنطقة، إلّا أنّ تفكيك هذا المبدأ ما يزال يتعثر، برغم محاولات عديدة بُذلت وما تزال من أجل عدم ربط أزمات المنطقة ببعضها.

ثالثاً: لم يخفِ الوزير الفرنسي الزائر قلقه من تدهور الوضع الأمني في لبنان، وعلى وجه التحديد إحتمال إندلاع حرب مع الكيان الصهيوني والمقاومة، ما دفعه إلى التأكيد على أمرين: الأوّل أنّ قوات اليونيفيل تلعب دوراً حاسماً لتفادي السيناريو الأسوأ وعلى كلّ الأطراف أن تسمح لليونيفيل بالقيام بمهامها كاملة؛ والثاني أنّ بلاده ستواصل دعم الجيش اللبناني، لأنها ترى أنّ عودة الإستقرار إلى الجنوب تتطلب إعادة إنتشار الجيش اللبناني هناك.

رابعاً: التلميح الأخطر الذي أشار إليه سيجورنيه هو الخشية من عدم إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنّ ذلك برأيه أنّه “بدون رئيس منتخب، لبنان لن يُدعى إلى طاولة المفاوضات”، وهي إشارة تؤكّد ما تسرّب مؤخّراً من أنّ هناك تحضيرات لعقد مؤتمر دولي لمناقشة قضايا المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وإنهاء العدوان على قطاع غزّة، فضلاً عن قضية لبنان، الذي سيكون مقعده في المؤتمر شاغراً إذا استمر الفراغ الرئاسي، فيقرر عندها المجتمعون على الطاولة تقرير مصيره ورسم مستقبله في غيابه.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal