جنبلاط يحمي ظهر المقاومة في حربها ضدّ إسرائيل: تُدافع عن لبنان!.. عبدالكافي الصمد

أكثر من رسالة أرسلها الرئيس السّابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في حديثه الذي أدلى به يوم أمس إلى قناة “بي. بي. سي” حيال العدوان الإسرائيلي على لبنان، وردّ حزب الله على ذلك العدوان، بعضها موجّه للداخل وآخر للخارج، وهي رسائل حملت أكثر من معنى ومغزى، وستكون لها بلا شك تداعيات على مستقبل ومصير العدوان الإسرائيلي على لبنان، ومعه مستقبل ومصير العدوان على قطاع غزة.

مبرّراً ما قامت به حركة حماس في عملية طوفان الأقصى التي نفذتها في 7 تشرين الأول الماضي، وردّ العدو الصهيوني على تلك العملية بحرب إبادة وتدمير واسعة في أنحاء قطاع غزة، دخلت يومها الـ224.

وصف الزعيم الدرزي عملية طوفان الأقصى بأنّها “لحظة كبيرة في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي، والأرض التي تمَ الهجوم عليها هي أرض فلسطين”، سائلاً: “أيّ نضال في سبيل التحرر لا يكون فيه ضحايا؟”، ومجيباً: “هذا أمر مكلف، ولكن هذا هو الطريق وليس هناك من طريق آخر في التحرر من المشروع الإستعماري، إستعمار على أرض فلسطين من دون استثناء”.

ما قاله جنبلاط كان تمهيداً لتبرير دخول حزب الله في الحرب ضد العدو الإسرائيلي كجهة إسناد وإشغال، ودعماً لموقف الحزب في هذا التدخل عندما قال إنّ “حزب الله يدافع عن لبنان”، وكاشفاً أنّه “كان حديثي في بداية الحرب في الجنوب بألا نتورط، أو لا يُورط الحزب في الحرب، لكن الحرب بدأت”.

فاتحاً صفحات الماضي التي كان العدو الإسرائيلي لا يتوقف عن الإعتداء على لبنان منذ نشأة الكيان في عام 1948 حتى اليوم، وفي رسالة موجّهة إلى الداخل اللبناني الذي ينتقد البعض فيه دخول الحزب في الحرب دفاعاً عن لبنان، إصطفافاً وراء جهات عدّة إقليمية وخارجية مستاءة من مشاركة الحزب في الحرب، قال جنبلاط: “ننسى دائماً أنّ هناك عدواً تاريخياً للبنان إستباح الجنوب مرّات ومرّات من الخمسينات إلى الستينات، فيما اليوم بعض من اللبنانيين ينسى هذا الأمر”.

أكثر من ذلك، وخوفاً من إنفلات الوضع في الجنوب وتحوّله، لأسباب وظروف مختلفة، من مقاومة ودعم لقطاع غزة في صموده ومواجهته العدوان الإسرائيلي، ووقوفاَ إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعماً له، يرى جنبلاط أنه “أفضّل أن تبقى جبهة الجنوب مضبوطة بيد الحزب”، في إشارة واضحة منه إلى خشيته أن تتحوّل المقاومة في الجنوب إلى حالة من الفوضى والعبث الأمني كما حصل قبل اجتياح العدو الإسرائيلي لبنان عام 1982.

موقف جنبلاط هذا لا شكّ في أنّه سيريح حزب الله وحلفاءه في محور المقاومة، لكنه في المقابل سيزعج الفريق الآخر المعارض للحزب ومحوره، وهو موقف ستكون له حساباته وارتداداته السياسية على السّاحة اللبنانية في المرحلة المقبلة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal