هل يشاغب جعجع على “الخماسية”؟!.. غسان ريفي

يحمل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “السلّم بالعرض”، فكلما أوحت “اللجنة الخماسية” بإحراز تقدم وإيجابية في الملف الرئاسي، يسارع الى التصدي لها، وكأنه يشاغب على جهودها للحؤول دون إتمام هذا الاستحقاق خلال الأشهر المقبلة.

حتى قبل تشكيل “اللجنة الخماسية”، وعندما حصل التقارب السعودي ـ الايراني الذي فاجأ قوى المعارضة في لبنان، تبلغ جعجع يومها من السفير السعودي وليد البخاري بأن هذا التقارب يحتاج الى تدعيم من خلال التخفيف من اللهجة الاستفزازية في الداخل اللبناني وصولا الى التهدئة بين التيارات السياسية كافة، لكن جعجع سارع الى رفع السقف، مستفيدا من قداس شهداء القوات في زحلة عندما قال للقوى التي تتبنى ترشيح سليمان فرنجية “على بعبدا ما بتفوتوا”، ثم في مقابلات تلفزيونية تساءل: أين التقارب السعودي الايراني؟ في محاولة واضحة للتخفيف من تأثيره والتنصل من تداعياته.

يومها تحدثت معلومات عن عين حمراء سعودية تجاه جعجع ترجمها السفير البخاري بمقاطعة إفطاره الرمضاني في معراب مع أكثر من 11 نائبا سنيا وعدد من المفتين والمشايخ، وذلك في رسالة واضحة بأن “مسار التهدئة إنطلق ومن غير المسموح لأي كان أن يقف بوجهه”.

إنعكس التفاهم السعودي ـ الايراني إيجابا على الساحة اللبنانية، وخفف من الاحتقان المذهبي السني ـ الشيعي، والذي جاء طوفان الأقصى وتصدي المقاومة للعدوان الاسرائيلي في الجنوب ليطويه، لكن في الوقت نفسه إنعكس توترا على الساحة المسيحية، فانقلب حليف السعودية على توجيهاتها، وتمرد حليف حزب الله على توجهاته الرئاسية، وأمعن الإثنان في الانقسام والخلاف فيما بينهما ما إنعكس تعطيلا للاستحقاق الرئاسي.

مع عودة السعودية لتلعب دورها في “اللجنة الخماسية” ما أعطاها زخما قويا، بدأ الحراك الجدي على خط الوساطات لإنتخاب رئيس للجمهورية، وقد سارع سفراء “الخماسية” خلال إجتماعهم في دارة السفير السعودي الى التأكيد على عدم فرض أسماء مرشحين والتوجه نحو إعتماد مواصفات أولها أن “يكون الرئيس العتيد على تماس مباشر ومسافة واحدة من كل الأطراف اللبنانية”.

ولم تكد هذه المواقف الايجابية تُنشر في وسائل الإعلام حتى سارع جعجع الى التشويش عليها، مشددا خلال مقابلة تلفزيونية على أنه “إذا لم يكن مرشحنا الرئاسي مستفزا لحزب الله.. شو بدنا فيه”، ما يشير الى أن جعجع يرفض مواصفات “الخماسية”، وهو يدرك أن موقفه سيؤدي الى مزيد من التوترات السياسية ولن يفضي الى إنتخاب رئيس للجمهورية، علما، أن العالم كله يُجمع على ضرورة أن لا يكون الرئيس الجديد مستفزا لأحد.

ويبدو أن الايجابيات التي أحاطت بلقاء الرئيس نبيه بري مع سفراء “الخماسية” في عين التينة أمس، قد أزعجت جعجع، خصوصا أن ما طرح في اللقاء من شأنه أن يمهد لأجواء قد تساعد في إتمام الاستحقاق، إلا أن رئيس القوات وقف بالمرصاد، حيث إعتبر أن “دعوة الرئيس بري الى الحوار هي دعوة لتبني مرشح الممانعة سليمان فرنجية، ما يشير الى أن هذه القوى ما تزال تمارس التعطيل”، في حين أن كل المعلومات التي رشحت عن اللقاء أكدت أن النقاش تمحور حول المشاورات التي يمكن أن تكون ثلاثية أو ثنائية.

كل ذلك يوحي أن جعجع لا يريد إنتخاب رئيس للجمهورية في الوقت الحالي، كون موازين القوى ليست لصالح فريقه السياسي، لذلك ومنذ فترة، بات معلوما أن جعجع ينتظر تبدلا في المناخات الاقليمية والدولية لمصلحة الدول الصديقة له، ليستثمر ذلك في لبنان إما بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية أو لترشيح شخصية يمون عليها وتستفز الطرف الآخر، لكن يبدو واضحا حتى الآن ومن خلال التطورات الاقليمية أن رياح المنطقة تجري بعكس ما تشتهي سفن جعجع!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal