قصيدة اليوم ″إلى حزينة″ شعر فؤاد نعمان الخوري

في مبادرة لإدارة جريدة ″سفير الشمال″ اللبنانية بالتعاون مع مكتبها في سيدني أوستراليا تنشر يومياً قصيدة لأحد شعراء الإغتراب في أوستراليا، وذلك للمساهمة في نشرها لقرأئها المنتشرين حول العالم..

إلى حزينة

أدمنتُ حزنكِ، صار جرحُك مطهري،

ونمَتْ على الوجع المُبلّل أزهُري،

وتوحّدَتْ عيناكِ والوطنَ الذي

بالنار أكتبُه، فيُحرِق دفتري…

تبكِين، تبكي في الحديقة وردةٌ،

ويجنُّ دِنٌّ بالنبيذ الأحمرِ،

ويضُوع من شفةٍ عبيرٌ مُسكِرٌ:

يا شوقِ قلبي للعبير المُسكِرِ!

أهواكِ فِي شجَر الكآبة برعماً،

وعداً صغيراً بالربيع الأخضرِ؛

حُبي لكِ جسرُ العبُور إلى المدى،

لن يستريحَ الموجُ حتّى تعبُري…

فجرٌ بدا في الأفقِ، حبّي شمسُهُ:

لا تسكُني في الأمسِ، لا تتسمّرِي..

كوني كما أنتِ، كما شئتِ، كما

غزلَت لك الأحلامُ، ثُوري، قرّري:

فالعمرُ تصنعُه البطولة وحدها،

والموتُ حلمٌ مُقعدٌ لم يكبُرِ…

أهواكِ: ما لِلحزن، بعدُ، تلفُّتٌ،

أهواكِ قمحاً في ضمير البيدرِ؛

عيناكِ عِيدي، واليدانِ شمُوعهُ،

والخمرُ شَعرٌ كستنائيٌّ طرِي،

والضوءُ من ثغرٍ يسيلُ، كأنّهُ

قمرٌ تكلّلَ بالزبيبِ الأشقرِ؛

والأبيضانِ حمامتانِ تداعتَا،

وتربّعَ الشحرورُ فوق المرمرِ…

يا غيمةً فوق السهُولِ تجمّعَتْ:

صلّيتُ طولَ الليل حتّى تُمطرِي!



Related Posts


Post Author: SafirAlChamal