عيد الأم.. عيد الحياة!.. أستراليا – نادين شعّار

إن الإحتفال بعيد الأم يعد من الإحتفالات الغالية على قلوبنا جميعاً، رغم أن الأم لا تحتاج ليوم واحد في السنة لنحتفل بها فهي فجر الحياة وبسمة الرجاء ولهفة الحنان وحضن الأمان.
الأم هي الدنيا وكل ما في الدنيا من جمالات وكمالات فكل شيء وكل كائن حي يناشد الأمومة بين دمعة وابتسامة، لأن الأم هي الفرحة التي يعيشها الإنسان في قرارة نفسه وهي البلسم الشافي للجراح.
وعيد الأم هو عيد الطبيعة بكل فصولها ومعانيها، وفي عيدها الميمون تحتشد القلوب في العالم بأسره إحتفالاً بهذا العيد والطيور تغرد على أغصان الشجر وهي ترحب بالأمومة رمز المحبة وكنز العاطفة .

ويعد الإحتفال بعيد الأم من الإحتفالات التي ظهرت في القرن العشرين، تكريماً لدور الأمهات في تربية الأبناء وتأثيرهن في مجتمعاتهن.

إلا أن تاريخ الإحتفال بعيد الأم يختلف من دولة إلى أخرى، حيث بدأت فكرة الإحتفال بعيد الأم في الدول العربية مع الصحفي المصري علي أمين، مؤسس صحيفة “أخبار اليوم” عام 1955.

وفي الولايات المتحدة
بدأت فكرة تخصيص يوم للأم مع المؤلفة الأمريكية جوليا وورد هاوي، التي إقترحت الإحتفال بهذا العيد في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1872، بهدف تمكين الأمهات من المشاركة في مسيرات السلام وقتها.

وفي عام 1908 نظمت مجموعة من الأمهات تقودهن آنا جارفيس حملة للإحتفال بيوم للأم في ثاني أحد من شهر مايو/أيار والذي يتزامن مع ذكرى وفاة والدتها، وقد تبنت الدعوة العديد من المدن في الولايات المتحدة، وفي وقت لاحق من عام 1914 أقر الرئيس الأمريكي ويلسون هذا التاريخ عيداً للأم، ويعد عيد الأم عطلة عامة في الولايات المتحدة، وقد تبنت العديد من الدول هذا التاريخ.

ولأن الإحتفال الأمريكي في ثاني أحد من مايو/ أيار، لذلك يختلف تاريخ الإحتفال به من عام لآخر.

أما الدول التي تحتفل به وفقاً للتقويم الأمريكي فهي: أستراليا والنمسا وبلجيكا وبنغلاديش والصين وكندا وكولومبيا والبرازيل وكرواتيا والإكوادور وإستونيا وفنلندا وألمانيا واليونان والهند وإيطاليا واليابان ولاتفيا وماليزيا ومالطا والفلبين وجنوب افريقيا وسويسرا وتايوان وهولندا وتركيا وفنزويلا وزامبيا.
وتحتفل بريطانيا بعيد الأم في الأحد الأخير من شهر مارس/آذار من كل عام ويعرف بأحد الأمهات.

أما النرويج فهي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتفل بعيد الأم في فبراير/شباط وتحديداً في ثاني أحد من فبراير، وهو تقليد ديني في الأساس، فيما تحتفل السويد بعيد الأم في آخر يوم أحد من يونيو/حزيران،
وتحتفل فرنسا به في أول يوم أحد من يونيو/حزيران سنوياً.

مهما إختلف تاريخ الإحتفال بعيد الأم من بلد لآخر تبقى الأم صاحبة هذا العيد العالمي منارة الأجيال ومدرسة القيم الإنسانية على مائدة الخير والعطاء والتضحية، لتزود المجتمعات المتعددة والمختلفة من زاد الحنان الذي ينهض بالمجتمع الإنساني نحو مراتب العز والكمال.

أعاده الله بالخير على كل أم لا تزال على قيد الحياة، ونطلب من الله تعالى أن يتغمد كل أم غادرت هذه الحياة الفانية بمراحمه السماوية وبركاته السرمدية الأبدية، والتحية القلبية والسلام النابع من أعماق الفؤاد لكل أم يتم الإحتفال اليوم بعيدها التاريخي الخالد.
وكل عام وأمهات العالم بألف خير.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal