حشد غير مسبوق في افتتاح معرض الكتاب ال49 في الرابطة الثقافية.. طرابلس عاصمة الفكر والحوار..

أطلقت الرابطة الثقافيه في طرابلس معرض الكتاب السنوي التاسع والاربعين برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ممثلا بوزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى وحضور  وزير الاعلام المهندس زياد مكاري,  مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام, المطران يوسف سويف ممثلا بالاب بشارة ايليا, رئيس تيار المرده الوزير السابق سليمان فرنجية ممثلا برفلي دياب النواب: الدكتور ايهاب مطر، جميل عبود, د. حيدر ناصر, وممثلين عن النواب: كريم كبارة، اشرف ريفي، فيصل كرامي، طه ناجي، ميشال معوض،النائب السابق رامي فنج, امين عام تيار المستقبل الشيخ احمد الحريري ممثلا بالاستاذ ناصر عدرة, مدير عام الامن العام العميد الياس البيسري ممثلا بالمقدم طلال حمدان, ممثل السفارة السويسرية القنصل جهاد مرعشلي, رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير , رئيس اتحاد بلديات الفيحاء حسن غمراوي, رئيس بلدية طرابلس المهندس احمد قمر الدين, مدير عام الدفاع المدني في لبنان العميد ريمون خطار ممثلا بالرئيس الاقليمي صفا زيادة, نقيبة المحامين ماري تراز القوال وحشد من الشخصيات السياسية والقضائية والحقوقية والاجتماعية والاقتصادية والاكاديمية والتربوية والثقافية والامنية والعسكرية والفنية والاختيارية والصحية والاهلية والروابط والهيئات الشبابية والكشفية، إضافة الى جمهور كبير بناء المدينة والشمال.


بداية، النشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة مقدمة الحفل الدكتورة رفيف دندشي، تلاها كلمة رئيس الرابطة الثقافيه الصحافي  رامز الفري الذي استهلها بالدعوة للوقوف دقيقه صمت على ارواح الشهداء في فلسطين والامتين العربية والاسلامية، وقال: من جديد نلتقي اليوم في رحاب الرابطة الثقافية لنفتتح معرض الكتاب السنوي في موسمة التاسع والأربعين، هذا المعرض الذي بات ظاهرة ثقافية ووطنية ينتظرها  اللبنانيون عامة والشماليون خاصة في كل عام، حيث يأتي المعرض هذه السنة ليؤكد مرة أخرى على إصرار الرابطة الثقافية في طرابلس على دورها ورسالتها تجاه قضية الوطن والإنسان في لبنان.
ذلك أن وطننا اليوم يعاني ما يعانيه من أزمات على كافة الصعد والمستويات   والانسان فيه ما زال ينوء تحت عبء الضائقة الاقتصادية والاجتماعية والمالية والتربوية والصحية والسياسية، ولكوننا نفهم النشاط الثقافي التزامًا بحقوق الإنسان وحرية الوطن واستقلاله وتوجهًا نحو الإبداع وآفاق المستقبل المشرق، فلا بد لنا من متابعة المسيرة، مسيرة المواجهة الحقيقية لكل محاولات وأشكال طمس وجودنا اللبناني وهويتنا الوطنية، وبكل أشكال القهر والظلم، وليس معرض الكتاب السنوي سوى محطة سنوية في مسيرتنا هذه، لذلك تكرس ضرورة وطنية وشعبية شاملة يتجند لتنظيمه عشرات المتطوعين والمتطوعات ويحضره ويشارك فيه أوسع حشد من المهتمين بثقافة الكلمة والمؤمنين بالمقاومة الثقافية وسلاح الموقف.

القابضون على الجمر اليوم، التأم جمعهم واحتشدت صفوفهم، فهم على الموعد السنوي لممارسة فعل الإيمان، بشوق المؤمن وانفعاله، فاليوم نجدد اللقاء بين القارئ والكتاب بين العاقل والمعقول بين العارف والمعرفة.

أقول بأن القابضين على الجمر، قد التأموا … لأن من يؤمن بالعقل والحب والحرية والكلمة والفكر في هذه الأيام… هو قابض على الجمر.

وأضاف الفري: إننا نثق بالكلمة ونؤمن بالكتاب، ونجد أن هذه الأيام الرديئة لا تدعو إلى الاستسلام والإحباط، بل تفرض علينا نحن الإحياء في ساحات الأشباح، أن نزيد العلم علمًا وأن نسعى جهدنا، لإعادة صياغة الحياة والمجتمع، لأن الشعوب لا تموت ولأن صانعي الحياة، أبدًا هم الظافرون…
إن الكتاب الذي نلتقي على تكريمه اليوم، هنا في الرابطة التي أسمها قد اشتق من الثقافة، نؤمن إيمانًا عميقًا بالعقل، والكلمة والحرية، فالرابطة ساحة رحبة لكل فكر وكل جهد من أجل البناء والتقدم، وسنبقى نعمل كل ما بوسعنا رغم كل الصعاب والعقبات لنحافظ على الرابطة أرض حوار ومحبة، أرض استقلال وكرامة، فنحن نعرف الثقافة فكرًا وشرفًا، فلا قيمة للثقافة بدون شرف الثقافة والمثقف، ولا قيمة لمثقف ليس مفروزًا في المجتمع وإلى الأعماق، ليكون النبض والقلب والفعل لهذا المجتمع.

ثم ألقى ممثل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الوزير محمد وسام مرتضى كلمته وفيها:
يعرف أبناء القرى وكثيرون منكم منهم ان عرس السنديان تحييه العصافير التي يطربها ان تجد لها ظلا وسكنى بين الاغصان والأوراق الخضراء .
فيما يفرح السنديان بأن حفيفه يعتلي صهوة النسيم مضرسا باحلى زقزقات، أنه عهد ربيعي وثيق يشبه هذا الذي عقدته طرابلس مع معرض الكتاب الذي ياوي ابيها كل ربيع رفوفا من كتب واسرابا من مكتبات ودور نشر ومنتديات واعراسا لمنتديات ثقافية متنوعة.
ولا عجب في ذلك ايها الأحبة، فطرابلس هي سنديانة البلدان الثابتة في وجه الريح ،  الباسطة خضرة محبتها في كل اتجاه ، والمقيمة على اغصانها الحسنى الفيحاء عاصمة لبنان الثانية، مدينة العلم والعلماء ، وملتقيه.

وأضاف مرتضى: طرابلس منذ نصف قرن تقيم موعدا سنويا ثابتا مع الكتاب ، يضاف الى مواعيدها اليومية ، مع الفكر والثقافة ، والابداع والصمود، وما ذلك الا لأن ابناءها مدركون بأن المعرفة سبيل البشر جميعا الى الوعي الذي هو الغاية الأولى والأخيرة لكل نشاط معرفي.
وبأن الكتاب وسيلة من أهم وسائل المعرفة وزرع الوعي في العقول، والحقيقة.
وتابع: إننا في وزارة الثقافة جعلنا بأس الوعي شعارا لنا ومنهاج عمل، ثقة منا بأن زمن الأزمات يفرض على المسؤولين والمواطنين معا ان يتحلوا بالدرجة العليا من الإدراك العام لما يحيط بهم، وينزل عليهم وأن ينظروا الى واقعهم نظرة شديدة التبصر ، يومض فيها العلم والتحليل السليم والفهم الدقيق . ليكون في قدرتهم تخطي ما هم فيه للوصول الى المأمول،  وهذا ينطبق على كل الميادين في السياسة والثقافة والإقتصاد وغيرها.

وهل من سبيل ايها الأحبة،  الى بذل الوعي ، اكثر من الكلمة وكتابتها والكتاب ومعارضه، 
الأساس في ما نسعى اليه ان الكتاب ليس قنية تزين المنازل، بل هو مصدر المعرفة، ولهذا دابت طرابلس وسائر المناطق اللبنانية كذلك على احاطة معارض الكتب التي تقام فيها ، بمجموعة من النشاطات الثقافية تجتمع فيها نخبة من المهتمين وتكون هي الاخرى وسيلة لبث الوعي الذي ندعو اليه .
وذلك لكي لا يحسب احد ان هذه الفعاليات الراقية هي أسواق بيع وشراء  فقط، فيما المطلوب ان تكون منصات تنوير .
وتابع: ولعل أبلغ درس تمليه علينا قاعدة الوعي هو اللقاء ، نعم ايها الأحبة،  لقد آن لنا أن نلتقي على فهم أصيل للازمات النازلة بنا، الذي يتعاضد علينا فيها دور الخارج مع تشرذم الداخل، فتستعصي الحدود .
ان للدول مصالح تسعى الى تنفيذها،  ولو على حساب شعوب العالم ولذلك نرى المعايير  المتقلبة في التعاطي حول مسألة واخرى على وصف مصالح تلك الدول .

ما يجري في فلسطين ايها الأحبة مثال صارخ حيث تهان الضحية ويبرأ المجرمون،  ان يقصف الصهاينة غزة بطائراتهم الحديثة ويقتلوا النساء والأطفال والشيوخ والابرياء ، فهذا حرب ضد الإرهاب، أما ان تبصق طفلة في وجه جندي مغتصب، فهذا ارهاب . فالمقاوم الذي يمسك سكينا هو إرهابي،  والكيان الذي يفتك بالناس ويدمر البيوت ويجرف الأراضي ويتلف الزرع والضرع دولة حضارية تدافع عن نفسها،  ما أعجب هذه المعادلات التي لا ينفيها ويبددها الا الوعي الناتج عن الإرادة والتعمق في درس المشاكل بعقول علمية بعيدة عن التعصب والانحياز والخوف ،
من هنا يكون الكتاب حجر الزاوية في بناء الفرد والمجتمع والدولة ، مع الإشارة الى أن الله تعالى في محكم تنزيله دعانا الى أن نلتقي على كلمة سواء ليعلمنا ان الكلمة افضل عنوان للقاء بين البشر ،

وتسالون ايها الأحبة عن اوضاعنا السياسية والإقتصادية والمعيشية،  هذه ينطبق عليها أيضا وجوب الإضاءة الى الدرب الذي يدل اي الحوار ، والبحث في المخارج المتوفرة على ضوء ما يجري في الإقليم من مصالحة سعودية ايرانية،  ومن حرب إسرائيلية على فلسطين الصابرة ، ولا بد للوعي الذي ندعو اليه ، اذا تحلينا به جميعا،  من ان يقودنا الى شاطيء الأمان أما التعنت والتحكم والتعصب والبغض فانها ليست من الخير في شيء كما قال المعلم بطرس البستاني  .

وختم الوزير مرتضى: أعود إلى طرابلس أيها الأحبة،  أعود اليها وهي التي لها في قلبي ما تعلمون، طرابلس ستكون عاصمة الثقافة العربية،  للعام ٢٠٢٤، واطمئنكم الى أن الهيكليات الادارية لحسن إدارة لهذه الفعالية المهمة ستبصر النور قريبا ، جدا ،ونحن نأمل أن يكون معرض الكتاب القادم جزء مهما من هذه الفعالية، 

بوركت جهودكم أجمعين منظمين ومشاركين وبالاخص جهود الرابطة الثقافيه في طرابلس منظمة هذا المعرض، سلامة طرابلس كما ارادها الرئيس الرشيد مدينة للعلم والقيم، دامت عزيزة ابية مشرقية عربية .

ثم قص الوزير مرتضى والوزير مكاري والنواب والمفتي إمام ورئيس الرابطة الشريط التقليدي وقاموا بجولة في ارجاء المعرض الذي يستمر حتى يوم الاحد 21 أيار الجاري.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal