معرض الكتاب الـ49 ينطلق اليوم في طرابلس.. عرسٌ لفيحاء الفكر والثقافة!… بشرى تاج الدين

تفتح طرابلس اليوم ذراعيها لرواد الفكر والكتاب والثقافة الذين يجتمعون على الموعد السنوي الذي تضربه الرابطة الثقافية بتظاهرتها المتمثلة بمعرض الكتاب في نسخته التاسعة والأربعين برعاية رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وذلك قبل اليوبيل الذهبي الذي سيكتب إسم الرابطة بأحرف من ذهب على ثباتها ونضالها وجهادها من أجل الاستمرار والبقاء والتأكيد على أن طرابلس هي فيحاء الثقافة وفيحاء الحوار والتنوع.

يشكل معرض الكتاب منبرا ثقافيا تفاعليا وساحة تلاق بين كل مكونات الوطن على إختلاف توجهاتهم وإنتماءاتهم، لذلك فان الرابطة برئاسة الزميل الصحافي رامز الفري تُصرّ على مواجهة كل العراقيل والمعوقات والمخاوف الأمنية والسياسية والاقتصادية والمالية، وعلى تذليلها وتحويلها الى عامل دفع وتحد لدى كل أبناء طرابلس من أجل التأكيد على أن المدينة ستبقى محضنا لجميع اللبنانيين.

في مسيرته في الرابطة الثقافية يعمل رئيسها رامز الفري على محورين إثنين: الأول إعادة إحياء الرابطة وتنشيط دورها وإعادتها ركنا أساسيا للعمل الاجتماعي والثقافي في طرابلس، والثاني تطوير وتفعيل معرض الكتاب ليشكل عامل جذب على المستوى اللبناني، ويكون محطة سنوية جامعة لكل المفكرين والمثقفين والأدباء، بالرغم من إعادته الى مقر الرابطة حيث سيكون للكتاب المساحة الأكبر والحضور الأبرز الى جانب مشاركات لمؤسسات ثقافية وتربوية وإجتماعية وإعلامية.

يشهد المعرض في نسخته الـ 49 أنشطة مواكبة متنوعة حيث سيتم توقيع أكثر من 70 كتابا جديدا، إضافة الى إقامة أكثر من 40 نشاطا ثقافيا وندوات تعالج شؤونا إجتماعية مختلفة.

يقول رئيس الرابطة الثقافية الزميل رامز الفري لـ”سفير الشمال”: نحن صامدون، ونعتبر أن معرض الكتاب السنوي بات من تراث طرابلس وهو مستمر منذ العام 1974 ولغاية اليوم بالرغم من الصعوبات والحرب الأهلية والتوترات الأمنية وجولات العنف والثورة والكورونا والانهيار الاقتصادي والمالي، ونحن نعتبر أيضا أن الاستمرار في إقامة المعرض ضروري، ونحاول من خلاله أن نتناول القضايا التي تهم المواطنين، وأن نحاكي واقعنا ونسعى الى تغيير الصورة النمطية عن طرابلس ببعض النشاطات والأمسيات الفنية والشعريةوالثقافية، ولا شك في أن معرض الكتاب يصرّ على إظهار صورة طرابلس الحضارية ويؤكد على المقاومة الثقافية التي سبق وأطلقناها.

ويضيف: كان الطلب على المشاركة في المعرض كبير جدا هذا العام، وقد إعتذرنا من مؤسسات عدة لأننا لم نستطع تأمين مكان لها، نظرا لضيق المكان في الرابطة وسعينا الدؤوب لإعطاء أكبر مساحة للكتاب، وقد بتنا نلاحظ أن أصحاب الباع الطويل في الكتابة والنشر يحاولون توقيت إصدار كتبهم بالتزامن مع معرض الكتاب لما لهذا المعرض من أهمية بالغة في حياتنا الثقافية والمجتمعية.

وختم الفري: إعتبارا من اليوم ولمدة عشرة أيام، ستكون طرابلس على موعد يومي مع عرس ثقافي ستحتضنه الرابطة الثقافية وسيتنوع بين مختلف الأنشطة التي تتعدى الأربعين، فضلا عن الاصدارات الجديدة التي ستتخطى السبعين، ونحن ندعو كل اللبنانيين بدون إستثناء الى مشاركة طرابلس عرسها الثقافي، والمشاركة في مساحات الفكر والحوار التي سيتضمنها المعرض.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal