سويسرا تستضيف حواراً وطنياً يستعيد مشهدية جنيف ولوزان!… عبد الكافي الصمد

بعدما كان الأمر مجرد همس وتبادل أفكار تجري بعيداً عن الأضواء، خرج إلى العلن ما كان مضمراً من تحضيرات طيلة الفترة الماضية حول إستعدادات تجري لعقد مؤتمر حوار وطني، بهدف إخراج البلد من المآزق الذي يعيشه، خصوصاً حول ما يتعلق باستحقاق إنتخابات رئاسة الجمهورية المهدّدة بالتأجيل، بالتزامن مع خشية على لبنان من استمرار شغور منصب رئاسة الجمهورية لفترة طويلة، ما قد يهدّد الإستقرار الامني الهشّ الذي يعيشه، ويفاقم من الأزمات السياسية والإقتصادية والمعيشية التي دفعت البلد اكثر نحو قعرٍ سحيق.

فبعدما كانت تسريبات إعلامية تتحدث في الآونة الأخيرة عن أنّ الكويت أو الأردن أو مصر ستكون المكان الذي سيُعقد فيه مؤتمر الحوار الوطني الجديد، أو المؤتمر التأسيسي كما يُروّج البعض ليكون بديلاً عن إتفاق الطائف أو تطويراً له وتعديلاً عليه، كشفت المعلومات الأخيرة بأنّ سويسرا ستكون الوجهة، في مشهد سيستعيد إنعقاد مؤتمرين للحوار الوطني في سويسرا، الأول في جنيف بين 31 تشرين الأول و4 تشرين الثاني عام 1983، والثاني بين 12 و20 آذار من العام 1984.

التمهيد لاستضافة سويسرا مؤتمراً للحوار اللبناني ستكون نقطة إنطلاقته المعلنة الأسبوع المقبل، عندما ستستضيف السفيرة السويسرية في لبنان ماريون ويشلت ممثلين عن أحزاب وقوى لبنانية متمثلة في مجلس النواب، في لقاء يرجّح كثيرون بأنّه سيكون مقدمة لمؤتمر حوار أوسع سيعقد في سويسرا، يتوقع البعض أنّه قد يكون الشّهر المقبل.

ما سبق يعني أنّ الإستحقاقات السياسية المقبلة في البلاد قد أضحت في حكم المؤجّلة حتماً، وتحديداً إنتخاب رئيس جديد للجمهورية في الأيّام القليلة المتبقية قبل نهاية ولاية الرئيس الحالي ميشال عون أواخر الشهر الجاري، وتشكيل حكومة جديدة ما تزال ولادتها متعثرة رغم تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية نجيب ميقاتي تأليفها في شهر حزيران الماضي، بعد إستحقاق الإنتخابات النيابية التي جرت في 15 أيّار الفائت.

حَراك سويسرا “الحواري” في لبنان كان محط اهتمام واسع في لبنان، في محاولة لاستكشاف أبعاده وأهدافه، هل هو تحضير لمؤتمر حوار سياسي على شاكلة مؤتمري جنيف ولوزان، أو مؤتمري الطائف عام 1989 والدوحة عام 2008، أم هو مجرد مؤتمر أكاديمي للحوار يعقد سنوياً في سويسرا، وأنّ دعوات وُجّهت إلى أحزاب وقوى لبنانية للمشاركة فيه، كما أنّ مسألة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية ليست مطروحة على جدول أعماله.

غير أنّ دعوة السفيرة السويسرية في بيروت ممثلي أحزاب وقوى لبنانية إلى عشاء سيقام في السفارة الثلاثاء المقبل في 19 تشرين الأول الجاري، كشفت أنّ الحاضرين ليسوا أكاديميين بل سياسيين من الدرجة الأولى، وهم النائب علي فياض عن حزب الله، النائب ملحم الرياشي عن القوات اللبنانية، النائب آلان عون عن التيار الوطني الحر، النائب وائل أبو فاعور عن الحزب التقدمي الإشتراكي، النائب إبراهيم منيمنة عن النوّاب التغييريين، ومستشار رئيس مجلس النواب بري علي حمدان عن حركة أمل.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal