السرقات تعزل عكار.. والبلديات في خبر كان!… نجلة حمود

لم تعد القوى الأمنية معنية بإحصاء عدد السرقات التي تتم يوميا في محافظة عكار، إذ أن رقما قياسيا سجل لجهة توالي السرقات في مختلف القرى والبلدات، حتى أن خبر السرقات بات خبزا يوميا لأبناء المحافظة الذين يعيشون في عزلة تامة بكل معنى الكلمة نتيجة وقاحة السارقين الذين قاموا بسرقة التوتر العالي وبالتالي حرمان كل المحافظة من الكهرباء، والمياه بشكل تام.

ليس مبالغا فيه القول، أن عكار تعيش في ظلام دامس، والمواطنون يلجأون للوسائل البدائية في تأمين الانارة والمياه ومتطلباتهم المعيشية. لم تترك عصابات السرقة، أي سلك كهربائي أو خطوط هاتف الا وقامت بسرقته، وتكاد فرق الصيانة التابعة لمؤسسة كهرباء لبنان ولهيئة أوجيرو تصاب بالاحباط نتيجة الكم الهائل من السرقات. وهو ما عزل مناطق بأكملها وتحديدا الريفية منها، التي مر أكثر من ستة أشهر على إنقطاع خطوط الهاتف فيها من دون أن يتم إصلاحها.

لم تنفع محاضر الضبط لمخفر العبدة في ردع السارقين، إذ بلغت الوقاحة حد سرقة زوايا التشبيك الداعمة لأبراج التوتر العالي، في بلدتي ذوق الحبالصة وذوق الحصنية ما تسبب بكارثة وأدى الى إنقطاع التيار كليا عن المحافظة بشكل تام وعن جزء من محافظة الهرمل التي تتغذى من البرجين.

واللافت، وبحسب بيان مؤسسة كهرباء لبنان، أن الموظفين لاحظوا سرقة زوايا التشبيك وقاموا بإبلاغ المؤسسة التي سارعت الى إصلاحها ولكن ما لبث أن تم سرقتها مجددا، وإثر العاصفة سقطت الأبراج، ولولا العناية الالهية لكانت تسببت بكارثة فعلية، إذ تفيد مصادر المؤسسة أن الأبراج بعلو يفوق الـ 20 مترا، وكل خط كهرباء بسماكة 600 مل وبالتالي فان سقوطه على المنازل والسيارات يؤدي حتما الى تحطيمها، كما أن قوة الكهرباء وهي 220 ك.ف، كان يمكن أن تتسبب بإنفجار قوي وبالتالي كارثة فعلية.

السرقات الممنهجة لمنشآت مؤسسة كهرباء لبنان، دفع بالمؤسسة الى مناشدة القوى الأمنية وكذلك البلديات واتحاد البلديات، قمع التعديات وكشف المعتدين وتوقيفهم وإنزال اشد العقوبات بهم لما سببوه من أضرار فادحة وحرمان منطقة عكار مما هو متوفر من طاقة كهربائية. مؤكدة ان الوضع الراهن شديد الخطورة وبالغ الضرر بحيث أن كامل محافظة عكار قد باتت معزولة كهربائيا وبالتالي فان محطات حلبا، القبيات وبيت ملات باتت خارج الخدمة، وحذرت المؤسسة “من أنها لن تتمكن من إعادة التيار في حال سقوط مزيد من أبراج التوتر العالي”.

 كل ذلك والسلطة المحلية من بلديات واتحادات، في خبر كان، ففي وقت تمكنت فيه بعض البلديات وفي مقدمتها بلديات الشفت (منيارة) إذ يكاد لا يسجل أي سرقات، وبعض بلديات إتحاد عكار الشمالي (القبيات وعندقت)، من تقديم نموذج يحتذى في ضبط الأمن ضمن نطاقها عبر تطوع الشبان ومراقبة مداخل البلدات، الا أن بلديات أخرى بدت غير معنية وأخذت من الأزمة المالية والاقتصادية ذريعة للمزيد من التسيب والفلتان، وتكاد السرقات لا تعد ولا تحصى ضمن نطاقها.

وتفيد مصادر متابعة “أن القوى الأمنية عاجزة عن متابعة كل بلديات عكار بسبب النقص في العتيد والعتاد، كما أن عدد المراكز غير كافي لمتابعة بلديات عكار المترامية الأطراف، ولكن يمكن ضبط الأمور بحال تم التعاون والتنسيق مع البلديات، التي عليها تعزيز دور شرطة البلدية إضافة الى الاستعانة بمتطوعين من أبناء البلدة، وهم بالتأكيد كثر بحال أرادت البلديات العمل”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal