تململ إنتخابي في عكار.. خمسة لوائح قيد التشكيل!… نجلة حمود

خمسة لوائح، من المفترض أن تُبصر النور في عكار، في ظل ضياع وعدم قدرة على حسم التحالفات والأسماء بالنسبة لغالبية اللوائح بإستثناء لائحة “نواب المستقبل” التي تبدو الأكثر وضوحا بعد أن حسمت خيارها بعدم التحالف مع الأحزاب.

تضم لائحة نواب المستقبل: وليد البعريني، هادي حبيش، محمد سليمان، كما تم حسم إسم سجيع عطية كمرشح عن المقعد الأرثوذكسي، ويشكل المرشح السني الثالث العقدة الأساسية التي يتم العمل عليها، خصوصا عقب النقمة لتجاوز “المراعبة”، بعد إستبعاد النائب طارق المرعبي.

وتفيد مصادر متابعة، أن العمل حاليا يتركز على التواصل مع رئيس الجامعة المرعبية غسان المرعبي، لتسمية مرشح من قبله. وبحال فشلت المفاوضات فالاتجاه سيكون نحو رجل الأعمال علي طليس لكونه يعوض النقص في منطقة ببنين وبرقايل وجوارها.

اللائحة الثانية، هي لائحة “العزم في عكار”، والتي تعمل للتحالف مع بعض الشخصيات المستقلة، وتشير المصادر المواكبة الى أن التواصل قائم بين منسق تيار العزم في عكار الدكتور هيثم عز الدين وبين الجميع من نواب حاليين وسابقين إضافة الى شخصيات من المستقلين والناشطين سياسيا وإجتماعيا، والأمور ستتبلور في الوقت القريب بعد أن يتخذ الرئيس نجيب ميقاتي قرارا تجاه هذا الاستحقاق. 

اللائحة الثالثة، لائحة الثامن من آذار والمتحالفة مع التيار الوطني الحر، لا تزال في طور التشكل، خصوصا عقب الخلافات داخل الأحزاب وفي مقدمتها الحزب القومي، إضافة الى الخلاف في الشارع العلوي عقب إعلان حزب البعث ترشيح عمار الأحمد، ما أدى الى خلط أوراق، نتيجة الاعتراض على المرشح الأحمد، كما قرر المرشح العلوي حسن السلوم وهو صاحب الحضور القوي في الشارع العكاري وتمكن في العام 2018، من حصد 4500 صوتا تفضيليا، الى ترشيح زوجته ليندا سلوم، مؤكدا بذلك عدم تنازله عن شعبيته.

 أما المكون السني الحليف الأساسي في اللائحة، فالتشاور لا يزال قائما مع أكثر من مرشح، من ضمنهم أحد المرشحين السنة من وادي خالد، وهي تعد منطقة الثقل السني في عكار وبالتالي يصعب على أي لائحة تجاوزها، ويجري الحديث عن إعادة التحالف مع المرشح السابق على اللائحة محمد يحي، الذي تمكن في العام 2018 من حصد 9 ألاف صوتا تفضيليا.

وفي ما يتعلق بالتيار الوطني الحر فلا يزال في طور الدراسات والاحصاءات التي سيقرر على أساسها الترشيحات والتحالفات.  

أما اللائحة الرابعة فهي للقوات اللبنانية، التي لم تحسم خيارها بالترشح بعد في عكار، لعدم وجود أساس “متين” للارتكاز عليه، والأساس المتين هو المرشح السني الذي قد يؤمن حاصلا إنتخابيا للائحة لضمان وصول المرشح الأرثوذكسي وسام منصور خلفا للنائب وهبي قاطيشا، ولكن عقبات كثيرة تحول دون ولادة اللائحة وفي مقدمتها عدم رغبة السنة بالتحالف مع القوات، خوفا من نقمة الشارع السني الذي يتهم زعيم القوات بالغدر والخيانة، وعدم الوقوف الى جانب الرئيس سعد الحريري.  

وللغاية تنشط الاتصالات مع عدد من المكونات السنية لترؤس اللائحة من دون أن تصل الى أي نتيجة جدية ومنهم: النائب والوزير السابق طلال المرعبي، رئيس المجلس الأعلى للدفاع سابقا سعدالله حمد، والعميد المتقاعد خالد ضاهر من جبل أكروم، كما طرح إسم المحامي جوزيف مخايل من القبيات عن المقعد الماروني. في حين تتحصن الجماعة الاسلامية بالصمت بالرغم من تسمية مرشحها عن دائرة عكار محمد هوشر.

اللائحة الخامسة، لائحة “إئتلاف الثورة والتغيير” والتي أعلنت عن خوضها الاستحقاق الانتخابي بلائحة مكتملة، من أهم شروطها أن يكون المرشحين قوى تغييرية مستقلة كليا عن السلطة والأحزاب السياسية. على أن يخضع المرشحين “لسلسلة إختبارات وتقييم أمام لجان مختصة. ويبرز إسم العميد المتقاعد جورج نادر، كمرشح ثابت وحيد في اللائحة.

بالتزامن، تتجه الأنظار الى بعض الشخصيات الوازنة الذين قد يشكلون رافعة لعدد من اللوائح، لا سيما المهندس جان موسى الذي لم يحسم خياراته بعد، ومن المنتظر أن يعود الى عكار نهاية الاسبوع الحالي قادما من المملكة العربية السعودية.

وفي ما يتعلق بمزاج الشارع العكاري، ونسبة الاقتراع والمرشحين البارزين، يشير مدير مكتب “الاحصاء والتوثيق” كمال فغالي الى “بروز مؤشرا خطيرا في مناطق المنية ـ الضنية وعكار، نتيجة وجود حالة غضب كبيرة لدى الناخبين، لأن هذه المناطق عانت أكثر من غيرها من الأزمة الاقتصادية والانهيار المالي وهو ما ينعكس تململا لدى الناخبين”، لافتا الى “أن 15 % هي نسبة الناخبين الذين أكدوا أنهم سيصوتون كما في العام 2018، أما من لا يرغبون بالتصويت كما في السابق ويفضلون التوجه الى خيارات الثورة بحال تمكنت من إثبات وجودها وترشيح شخصيات تحظى بالدعم والثقة، يبلغون 35 %، أما نسبة الذين لم يقرروا بعد ماذا سيفعلون فتبلغ 35 %، و15 % إمتنعوا عن الاجابة”.

وعن وضع اللائحتين الرئيسييتين في عكار “المستقبليون” ولائحة 8 آذار المتحالفة مع التيار الوطني الحر، يؤكد فغالي، أن “الاحصاءات أظهرت تفوق أربعة من النواب الحاليين الذين  يحتلون المراتب الأربعة الأولى وهم على التوالي: وليد البعريني، هادي حبيش، محمد سليمان، وأسعد درغام”، لافتا الى أن “الأحزاب وبالرغم من خساراتها لشعبيتها الى أنها لا تزال الأقوى لعدم وجود قوة تغييرية جدية لمواجهتها”، ويؤكد فغالي، إمتلاك “المستقبليون” ثلاثة مقاعد مضمونة وهي مقعدين للسنة، وليد البعريني، ومحمد سليمان، والماروني هادي حبيش الذي لا يزال الأقوى في الشارع المسيحي. لافتا الى أن هذا الرقم قابل للارتفاع، وذلك رهن إعلان اللوائح والأسماء، لأن جمهور المستقبل حاليا مربك ويعاني من التشتت والضياع، وعند تبلور الأمور سيعود شد العصب الطائفي وستتحسن أمور اللوائح”.

ويشير فغالي، الى أن “قوى 8 آذار وتحديدا حزب الله سيسعى ليكون له مرشح سني في عكار، وممكن أن يسعى ليكون لديه مرشح علني ومرشح بالواسطة، فهذه فرصة للتمدد، ومن المرجح أن تحصد اللائحة مقعدين السني والأورثوذكسي”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal