هل ينتظر الحراك الشعبي مسؤولين بهذه المواصفات؟… مرسال الترس

أيام قليلة وينهي الحراك الشعبي في لبنان شهره الاول من الاحتجاجات التي لاقت استحسان الداخل والخارج على سلميته وشموله كافة المحافظات، في أجواء من التفاعل الاجتماعي البعيد عن الحساسيات الطائفية والمذهبية والمناطقية التي كانت تعمل باستمرار على التفريق بين شرائح المواطنين، مع سعي دؤوب خفي لعدم تحقيق ذلك التفاعل. وقد ظهر ذلك في الصراعات والحروب المتعاقبة التي كانت تأخذ من الطوائف والمذاهب والفروق الاجتماعية الوقود اللازم.  

ولكن الاسئلة المطروحة بقوة في أذهان المراقبين والمتابعين تدور حول النتائج التي سيستطيع هذا الحراك تحقيقها، ليس في القضاء على الفساد المعشش داخل أذهان العديد من المسؤولين والادارات والمؤسسات العامة وحسب، وقد بات أشبه بسرطان لا دواء ناجع له. وإنما على الأقل في ظاهر الأمور اليومية كما يحصل في العديد من الدول التي تقيم شأناً لمواطنيها، وتصنّف في إطار البديهيات:

فرئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسن وصل الى مكتبه في أكثر من مناسبة وهو بالبدلة الرسمية على دراجة هوائية مهترئة.

أيضاً رئيس وزراء هولندا مارك روته أستخدم دراجته الهوائية خلال زيارته لملك البلاد فيليم ألكساندر، حيث ظهر في الصور التي تم توزيعها رسمياً يركن الدراجة إلى جانب السجادة الحمراء أمام مدخل القصر الملكي حيث كان الحراس بانتظاره.

 رئيس جمهورية فنلندا ساولي نينيستو وصل متأخراً الى احدى المحاضرات فوجد القاعة مليئة بالحضور فجلس على السلم المؤدي الى القاعة كباقي الناس الذين لم يجدوا أمكنة لهم.

أما رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا كيت لوريل أرديرن فقد لخصت في أقل من ثلاث دقائق ما انجزته من مشاريع وتقديمات للمواطنين خلال سنتين من توليها لمهماتها.

 فهل يتوقع أهل الحراك في لبنان أن يصل الى سدة المسؤولية شخصيات تهمها المصلحة الوطنية العليا بعيداً عن مصالحها الضيقة ونهب الاموال، ولا تعنيها البهرجات والمظاهر ابتداء من صفير موتوسيكلات قوى الامن الداخلي لتنبئ بعبورها للطرقات، مروراً بالمواكب المدججة بالاسلحة والتي تضم عشرات السيارات الحديثة الطراز التي يملك من أمثالها سلطان بروناي حاكم أغنى مملكة في العالم، وصولاً الى الخطابات الطنانة الرنانة التي تمتد أحياناً لساعات والتي لا تتعدى كونها أقوالاً ووعوداً لا يلمس المواطنون اي تطبيق عملي لها؟.

Post Author: SafirAlChamal