سليمان فرنجيه.. السهل الممتنع!… مرسال الترس

كثيرة جداً هي التناقضات التي تتحكم بالساحة اللبنانية وبآداء العديد من السياسيين والمسؤولين. فمنهم من يسعى الى لملمة الجراح وتضميدها باستمرار، وآخرين يدفعون بالبلاد من خلال تصرفاتهم الى حافة الهاوية التي يسعى اليها أعداء هذا الوطن الذين يحفرون بالابرة وصولاً الى الطائرة من أجل تقويض مقوماته التي تستند الى عيش أبنائه المشترك، كلٌ وفق قناعاته الدينية وعاداته الاجتماعية. الامر الذي يعيق الاجندات الشيطانية للذين يخططون لتشتيت هذا الشرق وتفتيته الى كانتونات مذهبية وطائفية.

متعددة هي الشخصيات اللبنانية التي تركت بصمات في ترسيخ استقلال هذا الوطن، ولكن في مرحلة التصدع الكبير بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري والتي أدت الى إنقسام عامودي خطير، تميز رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه في رسم خط واضح تمسك به في كل الظروف من دون أي تعديل جوهري أو أساسي مما أفسح له المجال في تكوين مصداقية باتت شعاراً يوسم به على مستوى الوطن.

ففي حين يسعى بعض الساسة الى استغلال الخلافات الطائفية والمذهبية لتعزيز حضورهم، تمسك فرنجيه بشعارات الوحدة الوطنية حتى في أحلك الظروف ولم يعمل على استفزاز أي مكون من المكونات الثمانية عشر لهذا الوطن!

وفي حين بنى العديد من الساسة ابراجهم المتعالية من خلال قنواتهم الاقليمية أو الدولية، إتكأ هو على سيرته الوطنية المترسخة. مع العلم أنه كان الاقدر على استغلال قنواته، ولكنه كان على قناعة أن اي دعم خارجي لن يؤسس لمستقبل واعد ما لم يستند الى التجذر في أرضه ومحيطه الوطني.

وفي حين استغل العديد من الساسة الصراعات بين الآخرين لري أدوارهم، بسط فرنجيه يده باتجاه الجميع وبدون أي استثناء، حتى بات مضرب مثل في الصفح والغفران اللذين هما أساس انتمائه الديني! وكان سباقاً في التنازل عن حقه الشخصي في سبيل ديمومة الطائفة وإبعادها عن تدمير نفسها بنفسها كما فعل ويفعل بها آخرون!..

وفي حين طوّع العديد من الساسة مراجعهم الدينية في طريق ارتقائهم السياسي كان دائماً يعلن كل الاحترام لمرجعيته حتى في احلك ظروف التموضع والانحياز.

ربما تحبه أو تكرهه أو تخالفه الرأي أو التوجهات، ولكن لا يوجد فريق على الساحة اللبنانية الاّ ويحترمه ويحترم خياراته، لأنه ملتزم الى اقصى الحدود إذا وعد، وشهم الى أعلى الدرجات. لذلك فهو قادر على إجراء الاتصالات من اقصى يمين التيارات والاحزاب الى أقصى يسارها بدون تحفظ. حتى أن بعض المراقبين يصفونه بالسهل الممتنع (أي المتميز الصعب الذي يصل إلى الناس بسهولة). وعليه… فعند حساب البيدر سيتم فرز الزؤان عن القمح البلدي.


مواضيع ذات صلة:

  1. سباق التسلح اللبناني ينافس العالمي!… مرسال الترس

  2. هل إنسحب زمن ″قلة الوفاء″ على التيار البرتقالي؟… مرسال الترس

  3. لماذا تعطلت ″أنتينات″ وليد بك؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal