لماذا تعطلت ″أنتينات″ وليد بك؟… مرسال الترس

منذ تسلم الشاب وليد جنبلاط مفاتيح البيت الجنبلاطي في العام 1977 بعد استشهاد والده  الزعيم الاشتراكي والمفكر والفيلسوف كمال جنبلاط، والعديد من السياسيين في لبنان يحسدونه على دقة ″أنتيناته″ في سبر أغوار مستقبل الأحداث السياسية، والبناء على الشيء مقتضاه.

نجح وليد جنبلاط في الاستئثار بالقسم الأكبر من الزعامة الدرزية ليس في لبنان فحسب وإنما في المحيط الاقليمي. حيث كان يُحسن القراءة مهما كانت الاجواء ملبدة وغير واضحة لسواه، ما يدعو الى التساؤل اليوم: هل تعطلت بوصلة جنبلاط وفقد الاتجاه الصحيح؟، أم أن التطورات الاقليمية والدولية هي التي كانت سبب التشويش لسيد المختارة وشلّت قدراته في قراءة الاحداث ومستقبلها كما يجب؟، ومن أين جاءت العاصفة الشمسية التي ضربت تلك الانتينات وحوّلت صاحبها الى سفينة تتلاعب بها الامواج المتلاطمة في محيط هائج؟. البعض يرى أن سوء تقدير جنبلاط في وضع جميع البيض الذي كان يملكه عام 2005 بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري في سلة اللاعب الاميركي الذي لا يؤتمن له قد أصاب أنتيناته بالغثيان: فهو (بحسب هذا البعض) خسر الزعامة التي كان يتمتع بها لسنوات في إدارة مجموعة الرابع عشر من آذار. حيث كانت أفكاره واقتراحاته المتقدمة، قوتاً شبه يومي للذين ركبوا موجة ثورة الأرز، حتى إبتلعت الثورة أبناءها تباعاً، وتركتهم على قارعة مشوشة وغير واضحة الاتجاهات، فأنفرط العقد وتفرّق العشاق على زغل!..

ويرى هؤلاء أن “زعيم المختاره خسر دوره المحوري في اللعبة السياسية اللبنانية كونه بيضة القبان (وهو اللقب الذي كان يستسيغه) التي تستطيع دوزنة اتجاهات الطوائف والمذاهب الأخرى، من زاوية أن الجميع أقليات لا تستطيع حسم الأمور في أي اتجاه، إذا لم يكن جنبلاط الى جانبها ووفق شروطه، ولكن بعد التسوية الرئاسية في باريس بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل والتي أفضت بوصول العماد ميشال عون الى قصر بعبدا، فقَدَ رئيس الحزب الاشتراكي دوره وبات يتكل على آخرين ليقدمون له المساعدة في حفظ ما يعتبره حقوقاً، فيما يقارعه قادة دروز على حقوق الطائفة، ووصل الامر بالرئيس سعد الحريري الى أن يذّكره بالوفاء!”.

خسر صاحب مقولة الى أين علاقة كانت متينة جداً بحزب الله قدمت له في ظروف محددة اكثر من جرافة لإزالة العديد من العوائق، وعندما طُرحت عليه تمنيات بوجوب أخذها بعين الاعتبار، هيأت له أنتيناته أن السباحة في البحور الغربية ستعود عليه بانواع من الاسماك غير متوفرة في البحور الشرقية، ولكن تراءى له وخاب ظنه!.

هناك مقولة شهيرة تلفت الى وجوب حفظ الرؤوس عند تغيير الدول، والقريبون من جنبلاط مقتنعون بأنه سيكون قادراً على حفظ رأسه نظراً لحنكته السياسية الكبرى، وهو المعروف بأنه يملك مقوداً متحركاً بسرعات عالية. وخصوصاً اذا ما مدّ له رئيس مجلس النواب نبيه بري يد العون ورفده بالزيت المساعد على ذلك..


مواضيع ذات صلة:

  1. المغتربون يصدمون المسؤولين ووزارة الخارجية!… مرسال الترس

  2. على اللبنانيين بلع الموسى حتى جلاء الصورة في المنطقة… مرسال الترس

  3. باسيل يُحرج الحريري ليُخرج القوات والمرده… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal