مجزرة نيوزيلندا… ليست بفيلم رعب… عزام ريفي

استفاقت الكرة الأرضية يوم أمس على مجزرة مروعة، أشبه بفيلم رعب طويل، هزت العالم من أقصاه الى أقصاه، واتخذت من نيوزيلاندا بلداً، ومن مسجد النور مسرحا، وعند صلاة الظهر يوم الجمعة الواقع في 15 آذار زماناً. ارتكبها سفاح وضيع، لا يمت الى البشرية بصلة، عديم الإنسانية والضمير، مريض الجسد والروح معاً، ارتكبها على الهواء مباشرة مستعيناً بمواقع التواصل الإجتماعي، وبكل دم بارد ومن دون أي تردد، وفي اذنيه تضج أنغام موسيقى صاخبة معانيها تدل على الحقد والكراهية، تاركاً خلفه نحو 50 شهيد، وعشرات الجرحى والمصابين، وآلام ودموع وحسرات العديد من الناس حول العالم.

مما لا شك فيه ان الأسترالي الجنسية ليس، بمهاجم، أو مجرم، أو قاتل، أو مختل عقلياً، كما وصفته وسائل الإعلام العالمية وبعض العربية والمحلية منها والتي لم يكن لديها الجرأة الكافية للإعتراف بهول المجزرة، وقول الحقيقة كون الإرهابي بكل بساطة أبيض، أوسترالي وبالطبع ليس مسلماً. فمرتكب مجزرة نيوزيلاندا تجاوز الارهاب، بتخطيه جميع الخطوط الحمر بقتله أناس لا حول لهم ولا قوة، كانوا يؤدون صلاة الجمعة بسلام في بيت من بيوت الله.

مجزرة نيوزيلاندا ليست عادية، لما تتضمن وتحتوي من أمور غريبة وعجيبة وأهمها:

أولاً، اعتراف الإرهابي مباشرة عبر صفحته على مواقع التواصل الإجتماعي بأنه سيرتكب جريمة قبل وقوعها، وبالرغم من ذلك لم يحرك أحد ساكناً ويقوم بتوقيفه أو بالتبليغ عنه أو بالقبض عليه، الأمر الذي يطرح تساؤلات عدة.

ثانياً، كان الإرهابي يصول ويجول في سيارته المليئة بالأسلحة والذخائر غير آبه بأحد، فأين دور شرطة نيوزيلاندا في هذه الحالة؟ وهل سهل لهذه الدرجة لأي شخص أن يرتكب جريمة أو مجزرة في نيوزيلاندا كما حدث يوم أمس بكل بساطة؟.

ثالثاً والأهم، استعمال الارهابي لسلاح كان قد كتب عليه بعض العبارات مثل ″معركة فيينا″ عام 1683 التي خسرتها الدولة العثمانية والتي أنهت توسعها في أوروبا، وعبارة “توركوفاغوس” وتعني آكل الأتراك، وكذلك كتب عبارات مثل “وقف تقدم الأمويين الأندلسيين في أوروبا، و عبارة ″ضد اللاجئين″ و ″أهلاً بكم في الجحيم″.

كما وكتب أسماء أشخاص آخرين ارتكبوا جرائم قتل على أساس عنصري أو ديني وهم، ″اسكندر بك″ وهو القائد الألباني المتمرد ضد الدولة العثمانية، ″ألكسندر بيسون″ الذي قتل ستة أشخاص بهجوم على مسجد في كندا عام 2017، ″شارل مارتيل″ قائد جيش الفركيين والذي انتصر على المسلمين في معركة بلاط الشهداء، ″ماركو انطونيو براغادينو″ القائد الفينيسي الذي خالف الإتفاقية في فاماغوستا وقتل الأسرى الأتراك، و″أنطونيو لوندين بيترسن″ الذي قتل طفلين مهاجرين الى السود.

رابعاً، سماعه لموسيقى باللغة الصربية تشير إلى رادوفان كارديتش الملقب بسفاح البوسنة، الذي ارتكب جرائم إبادة جماعية ضد المسلمين في حرب البوسنة.

كل هذه الأمور تدل على أن الإرهاب لا دين له ولا لون، وتدل أيضاً على مدى العنصرية والحقد والكراهية المخبأة في نفس المرتكب، والتي من الممكن أن تكون مخبأة في كثير من أمثاله حول العالم، خصوصاً بعد ما شهده يوم أمس من تبريرات لعمل إرهابي إجرامي وحشي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل انتقلت عدوى كأس العالم الى دوري أبطال أوروبا؟.. عزام ريفي

  2. رئيس إتحاد السلة يعترف: 80% من لاعبي المنتخب لا يستحقون أن يكونوا ضمن التشكيلة… عزام ريفي

  3. لم لا ينظم الإتحاد اللبناني لكرة السلة ″ويك أند النجوم″ بنسخته الثالثة؟… عزام ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal