لماذا جعجع خارج لبنان في هذه المرحلة؟… مرسال الترس

يُجمع العديد من المراقبين والمتابعين على ان المرحلة الحالية التي يمر بها لبنان هي مرحلة حساسة بامتياز لانها تمهد لرسم خارطة طريق النظام اللبناني في العقود المقبلة، بعد الفشل الذريع في تطبيق إتفاق الطائف الذي كان من المفترض أن ينظم اسلوب الحكم خلال العقود الثلاثة المنصرمة. وتالياً تحديد أفق المسارات العربية والاقليمية التي من المفترض اعتمادها في بيروت، طالما ان اسرائيل هي العدو الدائم كونها تعرقل دوماً العمل على أي حل جدي وموضوعي للقضية الفلسطينية.

وانطلاقاً من هذه المحورية لوحظ أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد شد الرحال الى خارج لبنان بدون سابق اعلان، كما حصل اثناء سفره بعد خروجه من السجن مباشرة، أو قبل سفره الى القارة الاوسترالية عشية الانتخابات النيابية الاخيرة.

واذا كان السفر بعد الخروج من السجن هو لاعادة هيكلة معطياته قبل انخراطه مجدداً في الحياة السياسية اللبنانية. والسفر الثاني هو لدعم الحضور القواتي في الندوة البرلمانية. فما هي المستجدات التي دفعته الى الظهور في أحد المطارات الفرنسية بدون أية ملحقات؟ أجوبة عدة وعلامات استفهام تبرع العديد من المراقبين بطرحها وأبرزها التالي:

هل هو قرفٌ من المعمعة السياسية في لبنان بعد العرقلة الطويلة في انتاج حكومة جديدة، متزامنة مع انهيار اتفاق معراب مع التيار الوطني الحر. أم أنه ترفٌ سياحي لمرحلة قصيرة وهو الامر الذي لم يسبق لجعجع القيام به؟.

يأتي سفر جعجع قبل أيام من إفصاح البطريركية المارونية عن نيتها استمزاج اراء القيادات المارونية (لم تتضح الفكرة اذا كانت الدعوة ستتم جماعياً أم افرادياً) في ما آلت اليه الاوضاع السياسية في لبنان واحتمالات زعزعة الصيغ التوافقية في منهاج الحكم المعتمد منذ اتفاق الطائف، وبالتالي فإن غيابه يحمل أكثر من تفسير!.

بعض المراقبين ذهب أبعد من ذلك حين رصد مؤشرات تلمح الى أن جعجع يعمل على استشراف آفاق المرحلة المقبلة، بعد التطورات اللافتة التي سُجلت على صعيد الازمة السورية، ليس على الصعيد الامني وحسب، وانما على ضوء تسارع العودة العربية الرسمية الى ربوع الشام مع التحضير المكثف لأن تشارك دمشق في القمة العربية المقررة في شهر آذار المقبل في تونس، وبالتالي ربما هو يحضّر نفسه لنقلة نوعية تكون شبيهة بالتي أقدم عليها عام 1994 حين زار بلدة القرداحة لتعزية الرئيس الراحل حافظ الأسد بوفاة نجله الأكبر باسل، وذلك بشكل غير متوقع!..


مواضيع ذات صلة:

  1. جعجع يلبي تمنيات الرئيس عون… مرسال الترس

  2. حزب القوات يكرّس نفسه وريثاً شرعياً لـ 14 آذار… مرسال الترس

  3. جعجع يُسقط أحد أبرز مبادئه… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal