حزب القوات يكرّس نفسه وريثاً شرعياً لـ 14 آذار… مرسال الترس

منذ نحو شهر دخل مسؤولو وقياديو حزب القوات اللبنانية بمن فيهم رئيس الحزب سمير جعجع في شبه سبات إزاء إطلاق المواقف تجاه أي شاردة أو واردة، منذ أن تمت تسوية الصراع على التمثيل المسيحي في الحكومة بينهم وبين التيار الوطني الحر.

لم يتم خرق هذا الصيام الاّ منذ بضعة أيام عندما أطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي عملية درع الشمال التي تهدف الى التفتيش عن الانفاق التي قيل أن حزب الله قد حفرها من الاراضي اللبنانية باتجاه الاراضي المحتلة وعبر الخط الأزرق، وزيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير الى سوريا..

ففي حين آثرت معظم القوى السياسية والاحزاب والتيارات الترقب والحذر الى ما ستؤول اليه الامور في مواضيع حساسة كهذه، إنبرى جعجع الى دعوة الحكومة اللبنانية التي تصرّف الاعمال الى الاجتماع بشكل طارئ من أجل: “أن تطلب رسميا من حزب الله التوقف عن أية أعمال من شأنها ان تشكل خطراً على لبنان واللبنانيين، وإعادة تذكيره (أي حزب الله) بأن القرارات العسكرية والأمنية منوطة حصرا ″بالحكومة اللبنانية″ على حد تعبيره.   

وفي موقف آخر استنكر حزب ″القوات اللبنانية″ الزيارة المفاجئة للرئيس السوداني إلى دمشق معرباً عن ″استغرابه″ إزاءها. معتبراً  أن الوضع في سوريا ″لا يمكن أن يعود طبيعيًا إلا بعد عملية سياسية فعلية تتضمن إصلاحات جذرية في النظام القائم″.

 وإزاء ما تقدم يرى المراقبون في الموقفين، التالي:

أولا: أنه على حزب القوات أن يتمنى على الحكومة اللبنانية أن تعقد اجتماعاً لمواكبة التطورات الجنوبية طالما له ممثلين فيها ويعبر عن رأيه داخل الجلسة بما يجب أن يُتخذ. وليس له الحق برسم خارطة طريق للحكومة اللبنانية بما يجب عليها عمله تجاه قضية وطنية من هذا النوع.

ثانيا: بأي عرفٍ يسمح ″حزب لبناني″ لنفسه أن يقوّم زيارة رئيس دولة عربية أو أجنبية لأخرى، ويحشر أنفه ناصحاً في أحقيتها أو تداعياتها. ولو أن الأمر معكوساً هل يشّرع حزب القوات أي تدخل سوري أو سوداني بالشؤون اللبنانية؟.

ولذلك يعتقد المراقبون أن ما أقدم عليه حزب القوات اللبنانية ليس سوى هروب الى الامام في مسائل له رأي فيها، ولكن ليس هو أو سواه من يحدد خطوات الدولة اللبنانية تجاهها. الاّ اذا كان يهدف الى تسجيل خطوات ترضي هذه الجهة الاقليمية أو تلك. وبالتالي فان الحزب سلك هذه الاتجاهات لسبب واحد وهو تكريس نفسه رأس حربة في مواجهة خط الممانعة الذي يضم سوريا والمقاومة وحلفاؤهما. أو بمعنى أدق تكريس نفسه وريثاً شرعياً لتوجهات قوى الرابع عشر من آذار التي أصبحت في خبر كان منذ سنتين.. 


مواضيع ذات صلة:

  1. جعجع يُسقط أحد أبرز مبادئه… مرسال الترس

  2. جعجع الذي يترحم على ″الصدم″…مصدوم… مرسال الترس

  3. انتصارات بعض المسيحيين على أبواب المدارس والجامعات… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal