كعادته حول الشعب اللبناني فضيحة عاصفة ″نورما″ الى حفلات نكات على مواقع التواصل الاجتماعي وخلال جلساتهم الخاصة، في مشهد يعطي انطباعا عن حالة اليأس المسيطرة على شريحة كبيرة من اللبنانيين الذين سئموا الانتقاد السلبي لدولتهم العاجزة و″النق″، فكانوا منسجمين مع واقعهم المرير لدرجة جعلتهم يتعاطون بروح الفكاهة التي يتطبعون بها منذ فترة وكشفت مواهبهم وسائل التواصل على اختلافها.
لا يخفى على أحد خيبة الامل الكبيرة التي اصابت اللبنانيين بعدما اكتشفوا ان دولتهم العاجزة عن معالجة الازمات السياسية والاقتصادية والمعيشية قد عيشتهم في وهم الانماء الذي صرفت عليه مليارات من الدولارات ليتبين ان ما صرف قد ذهب بمعظمه الى جيوب السياسيين والمنتفعين، وهذا ما جسدته الاضرار الكبيرة التي تسببت بها العاصفة وحالة الشلل التي فرضت على البلد باكمله وجعلته يغرق بالمياه وبالتساؤلات عن الاسباب التي كشفت ضعف مؤسسات الدولة وهشاشة بنية البلد التحتية.
لكن الشعب اللبناني الذي اعتاد منذ فترة على تلك المصائب يبدو انه اختار ان يعبر بطريقته الخاصة عن المه، فاجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي عبارات السخرية بدلا من المواقف السياسية او التعليقات المعتادة من شعب بدا وكأنه في منافسة مع اشقائه في مصر الذين ابدعوا في اختلاق النكات مع كل مصيبة تلم بهم، لكن اللبنانيين ترجموا ذلك على ارض الواقع من خلال بعض الاستعراضات التي قدموها بعدما استعانوا بقوارب مطاطية وغيرها لاجتياز بحيرات المياه في الطرقات فضلا عن مواكبة هذه الاستعراضات من قبل بعض السياسيين الذين نزلوا على الارض وقاموا بالاستعراض على طريقتهم.
″اسرائيل مصدومة لانها لن تجد بنى تحتية لقصفها في حال حصلت مواجهة مع لبنان″، ″الله يستر من اقارب نورما اذا فكروا يبحثوا عنها في لبنان ساعتها مش راح يبقى بلد″، ″ما كانت نورما لترفع عن سترها لو ان في هذي الديار رجال″.
هذه التعليقات وغيرها بدت وكانها ترياق مهدىء لهذا الشعب الذي ينتظر عاصفة جديدة لتقديم افضل ما عنده من تعليقات ربما تجعله في المقدمة بين شعوب المنطقة الساخرة من دولتها.
مواضيع ذات صلة:
-
النائب الطبش تنطق الشهادتين.. هل تعامل معها دار الفتوى كخارجة من الاسلام؟… عمر ابراهيم
-
من يقف خلف عمليات السرقة.. واين تُنقل المسروقات؟… عمر ابراهيم
-
لماذا توقفت التحركات المطلبية في لبنان.. وهل من اشارات محلية او اقليمية؟… عمر ابراهيم
