لماذا توقفت التحركات المطلبية في لبنان.. وهل من اشارات محلية او اقليمية؟… عمر ابراهيم

كثرت التحليلات السياسية مع بداية التحركات المطلبية في لبنان، حول الجهات التي تدعمها، وعما إذا كان هناك خلفيات من وراء تحريك الشارع في ظل تعثر ولادة الحكومة، وان كان الجميع يقف على احقية مطالب المحتجين وعلى ضرورة ايجاد حلول ناجعة للازمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الكبيرة التي يرزح تحت وطأتها شعب لبنان.

تباينت تلك التحليلات بين مطلقيها بحسب انتماءاتهم السياسية، بين من شكك بوجع الشارع وبين من اعلن دعمه لهم، انطلاقا من واقع معيشي صعب لا يستطيع عاقل في لبنان اخفاءه، وهو مستمر مع تعاظم المخاطر من ان يصل البلد الى مرحلة الانهيار الاقتصادي، لكن لماذا فجأة توقفت التحركات؟.

سؤال تجيب عليه مصادر مطلعة بالقول: ″لقد بدأت الحركة الاعتراضية على تردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية تنمو بشكل مضطرد على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبرت عن نفسها على الارض من خلال بعض التحركات الخجولة بدءا من طرابلس، الى ان انفجرت على نطاق اوسع مع وفاة الطفل الفلسطيني محمد وهبة واتهام بعض المستشفيات بعدم استقباله بسبب عدم توفر الاموال مع اهله″.

وتتابع المصادر: ″ردة فعل الشارع مع الطفل محمد كانت عاطفية ولا يمكن التشكيك بها باي حال من الاحوال، لكن سرعة الشارع في الاستجابة لدعوات التحرك في وسط بيروت أثار شكوك البعض حول وجود جهات تحاول استغلال الشارع لمآرب سياسية، يراد منها تشكيل عامل ضغط على العهد بكل مكوناته″.

وتضيف هذه المصادر: ″بعد التطورات الاخيرة في سوريا بدءا بالعدوان الاسرائيلي، مرورا بالانسحاب الاميركي وصولا الى الانفتاح العربي على اعادة بعض الدول سفاراتها الى دمشق، ومع استمرار الضغط التركي للدخول الى المناطق التي يسيطر عليها الاكراد لا سيما في مدينة منبج، تبدلت الحسابات على الساحة اللبنانية وباتت التهدئة في الشارع ضرورية لتمرير هذه المرحلة، وهو ما دفع قوى سياسية الى التراجع عن دعم تلك التحركات ولو معنويا، ما ادى الى تراجع الناشطين عن تهديداتهم السابقة في استمرار التحركات كل اسبوع، حيث اقتصرت التحركات في طرابلس يوم الاحد (امس) على بضعة محتجين في حين غابت السترات الصفراء عن العاصمة بيروت ومعهم جحافل المتظاهرين″.

ويختم المصدر: ″ان حركة الاحتجاج التي ولدت من رحم معاناة المواطنين سرعان ما اصبح لها أب وأم واقارب يتبنونها ويتحكمون بمصيرها، وربما تعود مجددا لكن ليس على خلفيات مطلبية صرفة، انما لغايات سياسية وما اعلان وزير الخارجية جبران باسيل عن استعداده للمشاركة في تلك التحركات الا دليل على امكانية استغلال هكذا تحركات مجددا ولكن من طرف اخر ولاهداف اخرى″.  


مواضع ذات صلة:

  1. من يبدد هواجس اللبنانيين من الانهيار الاقتصادي والأمني؟… عمر ابراهيم

  2. تظاهرة بيروت تنطلق.. والخوف من طابور السلطة… عمر ابراهيم

  3. من يقف خلف تسيييس التحركات الشعبية.. وماذا يُحضر لها؟… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal