شكّل قرار مجلس شورى حزب الله بإختيار الشيخ نعيم قاسم أمينًا عاما خلفا للسيد الشهيد حسن نصرالله خطوة هامة على طريق إستعادة المقاومة عافيتها على الصعيدين التنظيمي والعسكري، والتأكيد على أن كل ما قامت به إسرائيل من إغتيالات للقادة ومن مجازر عبر تفجير أجهزة البايجر والأجهزة اللاسلكية تم إستيعابه وتجاوزه، إنطلاقا من أن المقاومة هي نهر هادر من الدماء والتضحيات وتقديم الشهداء على طريق القدس.
دلالات عدة يمكن إستنتاجها من إختيار الشيخ نعيم قاسم أمينًا عاما لحزب الله، أبرزها:
أولا: إعادة تنظيم هيكلية وهرمية الحزب وصولا الى رأس الهرم المتمثل بالأمين العام، ما يؤكد أن كل المراكز التي شغرت بالاغتيالات قد تم ملؤها بالكامل، وليس من الضروري الاعلان عنها، خصوصا أن غموض المقاومة على صعيد قياداتها العسكرية والميدانية يمنحها المزيد من القوة أمام العدو الاسرائيلي.
ثانيا: شكّل إختيار الشيخ قاسم تحديا كبيرا لإسرائيل التي سبق وأعلنت مرارا أنها إستهدفته، وفي ظل الحرب المستعرة وإستمرار إسرائيل في محاولات الاغتيال وقصف المدنيين وتدمير المدن والأبنية على رؤوس قاطنيها.
ثالثا: جاء إختيار الشيخ قاسم ليطمئن بيئة المقاومة ويزيدها صلابة وصمودا.
رابعا: التأكيد على أن الحزب ومن خلال أمينه العام الجديد سيعود للإمساك بكل الملفات، إضافة الى تحديد السياسات وتنظيم العلاقات مع المكونات اللبنانية الأخرى، فضلا عن الدور الذي سيلعبه في المساعي الجارية لوقف إطلاق النار.
خامسا: التأثير الايجابي لاختيار أمين عام للحزب على وحدات المقاومة في الميدان والتي مطلوب منها اليوم تكثيف ضرباتها وتعزيز صمودها وتفعيل مواجهاتها وإلحاق أفدح الخسائر بالعدو الاسرائيلي لدفع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الى القبول بالطروحات الموجودة على طاولة المفاوضات.
سادسا: رسالة مباشرة الى الداخل اللبناني والخارج على حد سواء، بأن من يراهن على إنهيار الحزب أو إنهائه هو مخطئ، وبالتالي فإن المقاومة ولّادة وهي قادرة على تحمل كل أنواع الضغوط مهما كان حجمها.
سابعا: قدرة الحزب على إنتاج قيادة جديدة، حيث جاء إختيار الأمين العام الجديد بعد شهر من إستشهاد السيد حسن نصرالله، وأن الاختيار وقع على شخصية رافقت السيد الشهيد منذ توليه مهام الأمانة العامة قبل ٣٢ عاما، وهو كان يشغل منصب نائب الأمين العام منذ العام ١٩٩١.
لا شك في أن هناك جرأة كبيرة من حزب الله بالاعلان عن إسم خليفة السيد نصرالله في هذه الظروف، ما يؤكد أن المقاومة ماضية بمسيرتها الجهادية وبمواجهاتها البطولية في الميدان الذي يتطلب إنجازات لن تكون بعيدة لدعم ثبات موقف لبنان الرسمي في المفاوضات الجارية..
Related Posts