رفض سياسي وديني لتجميع النازحين السوريين في عكار!..

خاص ـــ سفير الشمال

وضعت فاعليات عكار الدينية والسياسية النقاط على الحروف في ما يتعلق بأزمة النازحين الى المحافظة، حيث فاق العدد الـ 75 ألف نازح وفقا لاحصاءات غرفة إدارة الكوارث. وجرى طرح كل التحديات المرافقة للنزوح وتقييم الواقع القائم وذلك بناء على دعوة مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا في دار الافتاء في حلبا، وشارك في الاجتماع  نواب عكار، المحافظ عماد لبكي، أعضاء اللقاء الروحي في عكار والذي يضم رجال الدين من مختلف الطوائف وأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى.
استمع المجتمعون لعرض محافظ عكار عماد لبكي حول الحاجات والواقع القائم، مؤكدا أن التحديات كبيرة وتحديدا في ما يتعلق بأزمة النفايات جراء عجز البلديات عن تحمل تكاليف جمع ونقل النفايات الباهظة وعدم توفر أموال في الصناديق خصوصا أن المستحقات لدى الدولة يتم صرفها على سعر الصرف القديم وذلك عن العام 2022، إضافة الى التطرق لمسألة التدفئة وأهمية تزويد المراكز بمادتي المازوت والغاز مع إقتراب فصل الشتاء.
أما النقطة الأكثر حساسية فكانت متابعة مسألة نقل النازحين السوريين من مختلف المناطق اللبنانية الى عكار تحديدا، ومحاولة منظمة الـUNHCR توسيع عدد المخيمات في المحافظة وذلك بعد أن تمت دراسة 28 موقعا على أن لا يزيد عدد الخيم عن الـ 50 في كل موقع الأمر الذي عارضه لبكي وسائر المجتمعين.
وأكد لبكي أن السعي القائم حاليا هو لتأمين إيواء 1900 نازحا سوريا جرى نقلهم في أوقات سابقة الى المحافظة، بالرغم من أنه جرى رصد دخول ما يزيد عن 3 آلاف، وللغاية يتم توسيع بعض المخيمات.
وإتفق المجتمعون على رفع الصوت أمام رئيس الحكومة والوزراء المعنيين لرفض هذا الأمر، وأكدوا على ضرورة الحفاظ على كرامة كل نازح فالإنسان إنسان بعيدا عن لونه وطائفته ومنطقته وجنسه، وعدم تحميل عكار لوحدها عبء النازحين غير اللبنانيين خصوصا وأنها قد تحملت ما فيه الكفاية وعدم توسيع المخيمات أو إقامة أي مخيمات جديدة.
واستحوذت الأمور المتعلقة بالاعانات والأعمال الاغاثية على حيز واسع من النقاش، حيث  إستنكر المجتمعون التعاطي السلبي تجاه المحافظة والقائم على أنها شريكة في الغرم وليس الغنم، وطالبوا بالتوزيع العادل للمساعدات، إذ أن ما يصل الى عكار هو جزء بسيط جدا، مستنكرين عدم تخصيص مستشفى حلبا الحكومي بأي مساعدة بالرغم من أنها المستشفى الوحيد  الذي يتحمل أعباء كل المحافظة.
وحذر المجتمعون من تفشي الأوبئة في مراكز الايواء بسبب عدم نظافة المياه المستخدمة وعجز النازحين عن تأمين مياه الشفة. وطالب المجتمعون بضرورة فتح وتشغيل مطار الرئيس رينيه معوض (القليعات) وخاصة في مثل هذه الظروف الصعبة، وأن لا نعرض حياة المسافرين لأي خطر من الطيران الحربي الصهيوني، والجميع يدرك أن المماطلة في افتتاح مطار القليعات سببها سياسي وليس تقنيا ولا لوجستيا، وافتتاحه يساهم في تأمين وتسهيل حركة المسافرين وأيضا طائرات الإغاثة العاجلة.
وفي الختام، شدد المجتمعون على التنبه من الفتن وإشعالها بين المناطق والطوائف، فالحرب بطبيعتها كرب وشدة، وهناك من ينمو على الفتن والفتنة، وما لم ينله العدو بالسلاح قد يناله بصورة أخرى عبر فتنة طائفية أو مذهبية أو حزبية.


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal