لبنان يستعد لمواجهة عدوانٌ إسرائيلي عليه باللحم الحيّ!.. عبدالكافي الصمد

عندما بدأ العدوان الإسرائيلي على لبنان في 8 تشرين الأوّل من العام الماضي، غداة عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، في اليوم السّابق، ردّاً على الإعتداءات المستمرة لجيش الإحتلال الإسرائيلي، إرتفعت موجة القلق في لبنان خشية أن يؤدي تدهور الأوضاع الأمنية إلى حرب شبيهة بتلك التي يتعرّض لها قطاع غزّة، وأن يشهد لبنان دماراً وقتلاً وموجات نزوح غير مسبوقة، وأن تعيش البلاد تحت عبء أزمة إقتصادية ومعيشية خانقة، وسط تساؤلات حول التدابير المتخذة لمواجهة أي حرب مقبلة عليه من قبل العدو.

نسبة القلق والخوف في مختلف الأوساط المحلية إرتفعت كثيراً بعدما تجاوز العدوان الإسرائيلي على غزّة ولبنان يومه الـ300، خصوصاً بعد اغتيال جيش الإحتلال فؤاد شكر، أحد أبرز قادة حزب الله، في 30 تمّوز الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، قبل أن تغتال إسرائيل صبيحة اليوم التالي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، ما جعل القلق يُخيّم على الشرق الأوسط كلّه، بعدما لوّح محور المقاومة بأنّه سيرد بقوة على “تجاوز العدو الخطوط الحمراء”، وفق قول الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في خطاب تشييع شكر.

وفي حين تتهيّب المنطقة بأكملها الأيّام والمرحلة المقبلة، وتستعد لها بشكل إستنفرت فيه دولها قدراتها وإمكاناتها لمواجهة الأيّام الصعبة المنتظرة، سياسياً وأمنياً وصحيّاً وتربوياً وإجتماعياً وغذائياً وتموينياً واستنفاراً على كلّ المستويات، يبدو لبنان وكأنّه سيواجه المرحلة الصعبة المقبلة باللحم الحي، نظراً لضعف الإمكانات لديه وغياب أيّ خطط جديّة ومطمئنة.

فالقطاعات المختلفة المعنية بأيّ حرب مقبلة، وما سيرافقها من تطوّرات وتداعيات، وأبرزها قطاعات المستشفيات والصيدليات والأفران ومعامل إنتاج الكهرباء ومحطات مياه الشرب وأمثالها، تبيّن أنّها أعدت خططاً بما تيسّر لديها، وأوضحت أنّ قدرتها على الصمود، في حال إنزلاق الوضع الأمني نحو مرحلة خطيرة وانقطع لبنان عن الخارج، لا تتجاوز شهراً إلى أربعة أشهر على أبعد تقدير، وهي قدرة تظهر أنّ البلد مقبل على كارثة ضخمة لم يعرفها في تاريخه، خصوصاً إذا ما استمر العدوان الإسرائيلي على لبنان فترة زمنية تقارب حدود فترة عدوانه على قطاع غزّة التي تجاوزت 10 أشهر.

وما يزيد من نسب القلق والمخاوف الإنقسام السّياسي الدّاخلي حول التطوّرات الخطيرة المرتقبة، وإذا كان البعض لم يجرؤ على إعلان وقوفه بجانب العدو، إلا أنّ قسماً كبيراً من القوى السياسية شرعت منذ بدء العدوان على طعن المقاومة في الظهر، وتحريض شارعها ضدها، بشكل أظهر البلد منقسماً على ذاته.

وفي حين كان لبنان يجد في سوريا ملاذاً آمنا له وقت الأزمات والحرب الأهلية، ومأوى لغالبية اللبنانيين، فإنّ سوريا التي تعاني اليوم من أزمات خانقة نتيجة الحرب الكونية عليها التي بدأت قبل 13 عاما ونيّف، سيجعل من معاناة البلدين مضاعفة إذا انزلقت المنطقة نحو حرب شاملة نتيجة العدوان الإسرائيلي وغطرسته.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal