محمد مشيك يعود من معسكرات الحرب بوساطة قادها اللواء ابراهيم

وصل صباح امس إلى مطار رفيق الحريري الدولي الشاب اللبناني محمد مشيك قادمًا من موسكو، بعد أن علق في المعسكرات الروسية على الحدود مع أوكرانيا في ظروف غامضة. وكان في استقباله اللواء عباس إبراهيم الى جانب افراد عائلته.
وقاد اللواء ابراهيم لأكثر من شهر وساطة حثيثة مع الجانب الروسي للسماح لمحمد بالعودة إلى لبنان بعد أن حصل على الجنسية الروسية ووقع على اتفاقية للانضمام إلى الجيش الروسي.
سافر محمد إلى روسيا في عام 2017 لدراسة طب الأسنان، ثم عاد إلى لبنان بسبب جائحة كورونا. وبعد انهيار الوضع الاقتصادي، قام والده بجمع الأموال ليعود إلى موسكو لاستكمال دراسته ودفع نفقات المعيشة. ولكن بعد فترة قصيرة، قرر محمد، الذي لم يحمل سلاحًا من قبل، الانضمام إلى الجيش الروسي بعد أن تناهى اليه أنه سيحصل على راتب مرتفع قدره حوالي 7000 دولار شهريا، بالاضافةً إلى الجنسية الروسية.
لكن سرعان ما وجد نفسه في خضم الحرب مع أوكرانيا، حيث تعرض لأشد أنواع المخاطر والضغوط. وأثناء وجوده في أحد الخنادق، تعرض لاعتداء شديد، مما أدى إلى إصابته بجروح بالغة شلت ذراعيه وجعلت جسده أزرق من شدة الضرب، بينما فقد القدرة على تحريك رجليه. لم يكن يعلم ما الذي حدث له حتى اكتشف لاحقًا أنه على حافة الموت وفقد ذاكرته جزئيا.
وبعد اتصالات حثيثة أوفدت السفارة اللبنانية في موسكو طبيبا لتشخيص وضعه، فإذا هو على شفير الموت، وقد فقد ذاكرته تقريبا. اتصل الطبيب بالعائلة التي سرعان ما تحركت وطلبت موعدا من اللواء عباس ابراهيم بعد أن سدّت في وجهها السبل، ولم يكن أحدا مستعدا للخوض في هذه المهمة الشاقة لمواطن أصبح روسيا بين ليلة وضحاها. وبعد وساطة قادها اللواء ابراهيم شملت السفارة الروسية في لبنان التي تعاونت بشكل حثيث للسماح لمحمد بالعودة وخصوصا وأنه صار مواطنا روسيا، وهو ليس أمرا سهلا، وبالتعاون مع السلطات الروسية، عاد محمد اليوم وهو في صحة متدهورة، حيث نقل فورا الى مستشفى الزهراء للعلاج.

وقد كتبت عائلة آل مشيك منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي وجهت عبره الشكر الى اللواء ابراهيم ومما جاء فيه: “الحمد لله الذي وفقنا اليكم في هذه البلية التي على أفئدتنا كانت عظيمة الحمد لله أنه للوطن رجال امثالكم يغيثون المحتاج ويلبون النداء ويفون بالوعود حين ينبسون بها. الحمدُ للّه ثالثًا أنّه لم يرُدَّ القضاء و لكنّه أمر باللُّطفِ فيه على أيديكم و بمساعيكُم. ما شهدناهُ مع حضرتكم لَهُوَ بالحقّ مشهديّةٌ محفورةٌ في أذهاننا من أخلاقكم الكريمة و رقّة قلوبكم و صلابة جأشكم فأنتم رجال المهمّات الصّعبة جملةً و تفصيلًا ؛ و لكنّ نعرفُ حقّ المعرفة أنّهُ يومٌ يشبه جميع أيّامكم فلكلّ يومٍ عندكم قضيّة و مهمّة لا يقدرُ عليها من بعد الخالق غير حضرتكم. اليوم نتنفسُّ الصّعداء بعد ما عادت إلينا الحياة و عاد الأملُ «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا» (المائدة: ٣٢)” التوقيع آل مشيك وآل عباس .
تجدر الاشارة أن مهاما مماثلة ليست جديدة على سجل اللواء إبراهيم، فقد قام بها في الكثير من المناسبات. وبالرغم من تقاعده من منصبه كمدير عام للامن العام اللبناني فإنه ما زال حاضرا في السياسة متابعا لقضايا الناس وشجونهم ومستمرا في عمله الإنساني الذي لم يتوقف، ولا يزال يحقق نجاحات ملحوظة إذ يواصل اللواء إبراهيم استخدام علاقاته داخل لبنان وخارجه لخدمة المواطنين وتلبية احتياجاتهم.


Related Posts

Post Author: SafirAlChamal