عن العلاقات الخليجية الإيرانية.. ثابتة وتتقدّم!.. وسام مصطفى

يومٌ تلو آخر تمضي العلاقات الخليجية – الإيرانية قدمًا نحو ما فيه خيرٌ لمنطقة الخليج خصوصًا، وللعالم العربي والإسلامي عمومًا. هذه العلاقات، مع مرور الأيام تتقدم لتصبح أقوى وأوثق، بالرغم من المحاولات الخبيثة للعدو الإسرائيلي لإعادة بث الفتنة لتفريق الخليج عن إيران وزجّه بمعركة لا يريدها الجانبان؛ بل يسعيان إلى تكريس سياسة حسن الجوار.

تكلّلت سياسة حسن الجوار التي انتهجتها إيران بالنجاح، بعد وصول الرئيس الراحل الشهيد إبراهيم رئيسي إلى سدة الرئاسة، ومع الوساطة التي قامت بها الصين التي نجحت في إبرام الاتفاق السعودي- الإيراني برعايتها. لتنطلق رحلة إعادة ترميم العلاقات بين إيران من جهة وبين السعودية والإمارات والبحرين من جهةٍ أخرى، كون العلاقات بين إيران والكويت وسلطنة عمان وقطر لم تشهد تغيرات على مرّ السنوات التي مضت.

تكرّست العلاقات الخليجية الإيرانية عبر السنين، وتمظهرت من خلال الآتي :

1- الزيارات المتبادلة، والتي لم تنقطع منذ العام 1997 إلى الآن، بين مسؤولين إيرانيين وبين ممثلين عن دول مجلس التعاون الخليجي.

2- التوقيع على اتفاقيات تعاون بين إيران ومجلس التعاون تغطي المرحلة الزمنية ما بين 1997 و2002، وبلغت 42 اتفاقية في مختلف مجالات التعاون، مع العمل على إبرام اتفاقية حسن الجوار بين الطرفين.

3- اتفاقيات عسكرية وأمنية، أبرزها اتفاقية للتعاون العسكري بين إيران وسلطنة عمان في التسعينيات من القرن الماضي، واتفاقية للتعاون الأمني بين إيران والسعودية، وتشمل أوجه التعاون في مجالات مكافحة الجريمة والإرهاب وغسيل الأموال وغيرها.

4- توجد ثماني لجان مشتركة بين إيران ودول المجلس؛ أبرزها اللجان العليا بين الجانبين.

5- من الناحية الاقتصادية، بلغت الصادرات الإيرانية إلى دول الخليج العربي 25.01 مليون طن بضائع بقيمة 8.87 مليارات الدولارات، بينما بلغت الواردات 8.19 ملايين طن بقيمة 11.35 مليارًا، حيث تداولت إيران 33.2 مليون طن من البضائع – باستثناء صادرات النفط الخام- بقيمة 20.22 مليار.

6- إعفاء مواطني دول مجلس التعاون من الحصول على تأشيرات دخول إلى إيران.

وتجلّت متانة العلاقات الإيرانية – الخليجية بعد وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له، حين أصدر مجلس التعاون الخليجي بيانًا أكد “تضامن مجلس التعاون مع حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها، معربًا عن خالص العزاء وعميق المواساة”. وبدورها نعت الدول الخليجية كلٍ على حدا الرئيس الإيراني. في السعودية، نعاه الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. وفي الإمارات نعاه الرئيس محمد بن زايد آل نهيان، وفي البحرين نعاه الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وفي قطر نعاه أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفي سلطنة عمان نعاه السلطان هيثم بن طارق، وفي الكويت نعاه أميرها الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

لقد كان لافتًا التمثيل الخليجي الرفيع في مراسم تشييع الشهيد رئيسي، حيث مثّل السعودية الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز(مستشار الملك سلمان) والأمير فيصل بن فرحان (وزير الخارجية)، والبحرين عبد اللطيف الزياني (وزير الخارجية، وقطر الأمير تميم بن حمد آل ثاني، والكويت عبد الله علي اليحيا (وزير الخارجية)، والإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان (وزير الخارجية، وسلطنة عُمان عبد الله الحراصي (وزير الإعلام).

تأكيدًا على مواصلة العلاقات الممتازة بين إيران والدول الخليجية، ما أكده الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان على أن: “طهران تضع تعزيز العلاقات مع جيرانها على رأس أولوياتها، وستعمل على إرساء أسس منطقة قوية، بدًلا من منطقة تسعى فيها دولة واحدة لفرض هيمنتها وسيطرتها على الدول الأخرى”.

كما أعرب بزشكيان عن اعتقاده بأنّ: “الدول المجاورة والشقيقة ينبغي ألّا تهدر مواردها الثمينة في منافسات استنزافية، أو سباقات تسلح، أو تقييد بعضها بعضًا بلا داعٍ، وبدلًا من ذلك، يجب أن يكون هدفنا خلق بيئة تمكّن الدول من تخصيص مواردها لتحقيق التقدم والتنمية في المنطقة لمصلحة الجميع”.

في الختام، العلاقات الإيرانية- الخليجية ثابتة، ولم تتأثر بالكثير من الظروف التي مرت فيها، وليس آخرها رحيل الرئيس إبراهيم رئيسي. وهي تتقدم بخطى ثابتة تسعى إليها الدول الخليجية من ناحية وإيران من ناحية أخرى.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal