قراءة في زيارة بارولين ولقاء بكركي.. ماذا عن جعجع وباسيل وفرنجية؟!.. ديانا غسطين

على جناح السرعة، وعلى وقع تصريحات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الأخيرة والتي وصفت عمليات المقاومة ضد العدو الاسرائيلي في الجنوب بالـ”إرهاب”، حط امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في بيروت، في محاولة للاطلاع على الأوضاع الراهنة والعمل على استشراف حل للازمات التي تعصف بالبلاد.

وقد حضر “الاستحقاق الرئاسي” كمادة وحيدة على طاولة البحث مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكان لافتاً توافق تصريح الكاردينال بارولين عقب اللقاء مع ما عكف الرئيس بري على ترداده بأن الافرقاء المسيحيون يتحملون مسؤولية عدم انتخاب رئيس للجمهورية. وقد علقت مصادر عين التينة على اللقاء بأنه كان جيداً جداً وديبلوماسياً بإمتياز، لافتة الى ان هذه الزيارة اعدّ لها مسبقاً بالتنسيق مع السفير البابوي في لبنان.

الى ذلك، طغى الهم الرئاسي ايضاً على لقاء بارولين مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي حمّل ضيفه دعوة رسمية الى البابا فرنسيس لزيارة لبنان، وقد اعرب امين سر دولة الفاتيكان عن قلق قداسة البابا العميق لعدم انتخاب رئيس للجمهورية، ولافتاً الى ان قداسته سيكون سعيداً جداً بإتمام الاستحقاق.

في سياق متصل، ارخى الانقسام العامودي الحاد الذي خلفته ازمة الشغور الرئاسي والحرب الإسرائيلية على الجنوب، بظلاله على “اللقاء العائلي” الذي دعا اليه البطريرك الراعي في بكركي بحضور السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا. فالصرح البطريركي الذي عهد استضافة اجتماعات رؤساء الطوائف ابان الازمات اللبنانية وما اكثرها، خرق صفته الجامعة هذه المرة غياب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، الذي اكد ان عدم حضوره يأتي في اطار الاعتراض على المواقف الأخيرة التي أصدرها سيد بكركي، وليس موجهاً ضد امين سر دولة الفاتيكان المونسنيور بارولين.

الى ذلك، تحدثت مصادر مطلعة على اللقاء عن امتعاض الدوائر البطريركية من غياب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وايفاده النائب غسان حاصباني لتمثيله، علماً انه كان قد اكد حضوره. وإذ اعتبرت أن ما جرى إهانة للبطريرك الراعي وللكاردينال بارولين، لفتت الى ان دوائر الصرح وضعت الامر في خانة التماهي مع موقف الثنائي الشيعي في محاولة ضرب دور بكركي الوطني الجامع.

المصادر تحدثت ايضاً عن التقارب الذي كان ظاهراً في الاحاديث بين رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وعزت هذا المشهد الى كون الرجلين يتفقان على ضرورة ابعاد شبح الحرب عن لبنان وإيجاد منفذ لانتخاب رئيس للجمهورية رغم الاختلاف على طريقة التنفيذ.

اما في مضمون اللقاء، فقد تركز كلام امين سرّ دولة الفاتيكان بيترو بارولين على ضرورة تضافر جهود جميع الافرقاء للوصول إلى حلّ للوضع في لبنان، ومشدّداً على أن بلد الرسالة يجب أن يبقى مثلًا للعالم أجمع كبلد التعايش بين جميع مكوّناته. واللقاء الذي جاء بطلب من بارولين شخصياً، وصفه البطريرك الراعي بأنه “اجتماع العائلة اللبنانية للحوار وليسمع كل واحد الآخر، خصوصاً في ظل المرحلة الصعبة التي نعيشها”، ومؤكداً على انه كان مهماً وجيداً”.

وفي سياق متصل، انتقدت بعض المصادر تشبث البطريرك الراعي بنظرية “الحياد” من جهة ومهاجمته اسبوعياً في عظة الاحد حزب الله ومقاومته للعدو الاسرائيلي واعتبارها “ارهابية”، وهو التعبير الذي لم يستخدمه سيد الصرح يوماً في ادانته للاعتداءات والمجازر الاسرائيلية. ولفتت الى ان هذا التناقض في المواقف يزعزع الثقة بالدور الذي يجب على بكركي تأديته في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد.

اذاً، هو اهتمام فاتيكاني بلبنان “بلد الرسالة” يعكس اهمية هذا الوطن الصغير للحبر الاعظم، فعسى ان تلاقي الصلاة المنوي اقامتها الاحد المقبل لاحلال السلام في غزة والجنوب، الصلوات المنطلقة من حاضرة الفاتيكان فتكون المعجزة ويتصاعد الدخان الابيض من اقبية مجلس النواب ايذاناً ببدء حل المعضلات اللبنانية.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal