الخماسية من دون أنياب.. ورئاسة الحوار غير قابلة للنقاش.. غسان ريفي

بدأت المرحلة الثانية من الحراك الرئاسي لتذليل العقبات وتجاوز الشكليات.. 

سفراء اللجنة الخماسية في عين التينة لوضع الرئيس نبيه بري في أجواء لقاءاتهم مع الأطراف السياسية والاستماع الى وجهة نظره من التطورات والمستجدات والتي لم تخرج عن الثوابت التي يتمسك بها الثنائي لا على صعيد المرشح الرئاسي ولا على صعيد الحوار الذي كان بري أول من دعا اليه في ٣١ آب من العام الفائت في ذكرى الامام المغيّب موسى الصدر.

وكان لافتا، كلام السفير المصري علاء موسى الذي اكد ان “مهام اللجنة الخماسية هو تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء”، في إشارة فسرها البعض ان الخماسية باتت من دون أنياب، وبالتالي فإن الذي لم تستطع تحقيقه بالتهديد والوعيد بفرض عقوبات لن تستطيع بلوغه اليوم حيث تقع أسيرة معضلة سياسية لبنانية تحتاج الى “منجم مغربي” لفك طلاسمها.

تكتل الاعتدال الوطني إستأنف جولاته والتقى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي لمس منه لغة إيجابية فيها شيء من التراجع عن المواقف السابقة، خصوصا لجهة تأكيده أنه “اذا تعذر التوافق على رئيس سيادي إصلاحي ووطني، يبقى التنافس الديمقراطي أفضل من الفراغ”، فضلا عن دعوته الى “التخلي عن الشكليات في إشارة الى الحوار الذي ترفض القوات اللبنانية وبعض حلفائها أن يترأسه الرئيس بري”.

تشير المعلومات الى أن رفض المعارضة إنعقاد الحوار برئاسة بري، أمر غير قابل للنقاش في عين التينة، بإعتبار أن ما يحصل هو عملية تشاطر وابتزاز وعدم رغبة بالتحاور مع الثنائي الشيعي، وبالتالي فإن بري يرفض تكريس أعراف جديدة تصادر صلاحيات الرئاسة الثانية وتضرب صورتها، وهو كما يحافظ على صلاحيات الرئاستين الأولى والثالثة فإنه لن يتهاون في هذا الأمر، خصوصا أنه منذ العام ٢٠٠٦ وكل طاولات الحوار التي دعا اليها كانت برئاسته وبمشاركة كل الافرقاء بمن فيهم المعارضين اليوم.

في غضون ذلك، عاد الى التداول طرح النائب أديب عبدالمسيح الذي قد يشكل مخرجا للأزمة، ويتضمن “دعوة الرئيس بري النواب إلى عقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس، وفي حال عدم إنتخاب رئيس من الدورة الأولى ينتقل النواب قبل بدء الدورة الثانية إلى داخل أروقة المجلس النيابي للتشاور أو التحاور وربما التوافق، على أن يلتزم جميع النواب بعدم مغادرة المجلس حتى إستكمال جلسة إنتخاب الرئيس بدورات متتالية”، وهكذا يتم الحوار على هامش جلسات الانتخاب التي ستكون برئاسة بري.

في خلاصة الأمر، ما يزال الملف الرئاسي يدور في الحلقة المفرغة، وبين أجندات متضاربة للتيارات السياسية التي تختلف على كل شيء، ويرفض بعضها النزول عن الشجرة التي صعد إليها، بإنتظار الوحي الأميركي الذي يرخي بظلاله على مواقفها بشكل دائم، وهو قد تبدأ بوادره مع منتصف أيار المقبل، حيث وبحسب المعلومات، فإن الولايات المتحدة تريد إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل إنشغالها باستحقاقها الانتخابي، وهي تؤيد فكرة الحوار الذي يحاول آموس هوكشتاين ادارته بين لبنان واسرائيل بصورة غير مباشرة حول تطبيق القرار ١٧٠١ لضمان عودة المستوطنين الفارين من المستوطنات الشمالية، وهي عبرت أكثر من مرة عن تأييدها للحوار الذي دعا اليه الرئيس بري ونصحت نواب المعارضة الذين زاروها مؤخرا بالتعاون معه وعدم رفض الحوار.

أمام هذا الواقع، تساءلت مصادر، عما اذا كانت تصريحات باسيل الايجابية أمام تكتل الاعتدال الوطني بداية لعودته الى الواقعية السياسية التي غرد بعيدا عنها منذ انتهاء ولاية عمه الرئيس ميشال عون.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal