في تطور مثير للقلق، يواجه التلاميذ في عدة مناطق تطرفا جديدا في سياسات التعليم، حيث يتم طردهم من المدارس من دون مبرر، وإجبارهم على اختيار مجالات تعليمية محدودة، مما يقيّد حرية اختيارهم ويحدّ من فرص تطوير قدراتهم.
في العديد من الحالات، يُطرد التلاميذ من المدارس من دون أي تفسير رسمي أو منحهم فرصة للدفاع عن أنفسهم، مما يتركهم في حالة من الإرباك والضياع.
هذا النهج القاسي لا ينطبق فقط على الطلاب الذين يواجهون تحديات في التحصيل العلمي، بل يشمل أيضًا الطلاب الذين يتمتعون بأداء متميز.
يُجبر هؤلاء التلاميذ على اختيار مجالات تعليمية محدودة، مثل العلوم الاجتماعية واللغات الأدبية والعلوم الإنسانية، دون إعطائهم فرصة لاختيار مجالات أخرى تناسب ميولهم وقدراتهم الفردية، حيث تمنعهم هذه القيود من استكشاف اهتماماتهم وقدراتهم الحقيقية، وتجبرهم بمجالات لا يشعرون بالراحة أو إمكانية الإنجاز فيها.
يفتقر هذا النهج إلى التفريق والاعتراف بتنوع قدرات الطلاب واحتياجاتهم، ويعرضهم لخطر فقدان الدافعي والثقة في النظام التعليمي. وهو ينعكس على التلاميذ بشكل سلبي ويؤثر على تطورهم الشخصي والأكاديمي على المدى الطويل.
بالنظر إلى ذلك، يجب أن تتخذ الجهات التعليمية والحكومية إجراءات فورية لمنع هذه الممارسات الظالمة والمضرة. ويجب تعزيز حوار مفتوح وشفاف بين المدارس والطلاب وأولياء الأمور، وتوفير آليات للطلاب للتعبير عن مخاوفهم ومشاكلهم بشكل فعال.
كذلك، ينبغي توفير دعم إضافي للطلاب الذين يواجهون تحديات في التعلم، بدلاً من استبعادهم وتحديد إختصاصاتهم في مجالات تعليمية محددة. يجب أن يكون التعليم محفزًا ومشجعًا لجميع الطلاب، بغض النظر عن خلفياتهم أو قدراتهم.
لذلك، يُفترض أن يكون التركيز على خلق بيئة تعليمية شاملة ومتساوية، تعكس تنوع الاحتياجات والميول الفردية للطلاب، وتسمح لهم بتطوير مهاراتهم وتحقيق إمكاناتهم بالشكل الأمثل.
الكاتبة: الأستاذة جويل خالد طبو
ماجستير في إدارة المؤسسات التربوية وأخصائية في علم القيادة من جامعة هارفرد
Related Posts