اختتمت جمعية الكشاف العربي في لبنان مخيماتها التدريبية لصيف العام 2023، في احتفال أقامته في مركز الكشاف العربي للتدريب ـ منشأة العزم والسعادة في بلدة سير ـ الضنية، برعاية الرئيس نجيب ميقاتي ـ الرئيس الفخري لجمعية الكشاف العربي في لبنان ممثلا بوزير الشباب والرياضة جورح كلاس، وبحضور النائب طه ناجي، مدير عام مؤسسات الرعاية الإجتماعية بشار قوتلي ممثلا بسلوى الزعتري، نائب رئيس إتحاد كشاف لبنان حسين عجمي وأعضاء الهيئة الإدارية للإتحاد، رؤساء الجمعيات الكشفية، رئيس جمعية الكشاف العربي في لبنان علي حمد ممثلا بعضو اللجنة الكشفية العربية وأمين السر العام لاتحاد كشاف لبنان ونائب القائد العام للكشاف العربي سعيد معاليقي، قادة من كافة الجمعيات الكشفية، وفاعليات.
بعد النشيد الوطني ونشيد الجمعية وكلمة ترحيبية من العريفة آلاء كبارة، القى المفوض العام للجمعية قائد المخيم واصف الزيلع كلمة بالمناسبة، تلاه النائب طه ناجي رئيس كشافة الأنوار، الذي شكر الكشاف العربي على “الدور الجامع الذي يقوم به في تنمية قدرات الشباب”.
ثم ألقى عجمي كلمة قال فيها: “نلتقي اليوم بدعوة كريمة من جمعية الكشاف العربي في لبنان احتفالا باختتام المخيمات التدريبية وفعالياتها لهذا الصيف، لنوجه التحية والسلام الكشفي من خلالكم لكل القادة والقائدات العاملين من أجل الشباب التربية والتعليم والتدريب، والمساهمة في تنمية الأفراد وذلك لرفع الكفاءات والمهارات من خلال تطوير قدراتهم العقلية والبدنية وتحقيق بناء الفرد في المجتمع الصالح والسليم والمنتج في وطنه. كما أشير الى تنفيذ العديد من الدراسات التدريبية ذات المستويات الرفيعة لتمكين القادة على التدريب وتنفيذ البرامج والمناهج الكشفية باحتراف وتميز، وهذا ما شهدناه هذا العام كما الأعوام السابقة في الدراسات التي نفذت خلال الأشهر السابقة وتقام حاليا دراسات الشارة الخشبية لقيادة وحدة كشفية في الجنوب في زفتا وجبل لبنان في النيو سهيلة وفي الشمال هنا في منشأة العزم والسعادة”.
أضاف: “كما ويسرنا أن نعلن أنه سيقام هذا العام وخلال الأشهر المقبلة المخيم الكشفي الوطني في عاصمة الشمال – في معرض رشيد كرامي الدولي – في طرابس وبرعاية كريمة من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي تحت عنوان “طرابلس تجمعنا”، كما سيقام ملتقى الشباب الكشفي العربي ضمن فعاليات بيروت عاصمة للشباب العربي وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة واهتمام خاص من الوزير الدكتور جورج كلاس وبمشاركة شبابية وكشفية وطنية وعربية أيضا في عاصمة الشمال طرابلس، آملين أن تحقق هذه الفعالية أهدافها الشبابية ودعم الأنشطة التي تقام ماديا ومعنويا”.
وختم: “ان اقامة هذه النشاطات وغيرها يدل على الاصرار والمثابرة في تفعيل العمل الكشفي في لبنان لأنه الأسلوب الصحيح والفعال وأثبت نجاحه لتحقيق أحلام الشباب وطموحاتهم ومنع الفراغ القاتل والتسرب نحو المجهول، ولم تمنعنا التحديات الكبيرة التي واجهتنا بسبب الأزمات الاقتصادية من تنفيذ وعدنا لفتح نافذة الأمل للشباب نحو المستقبل الواعد”.
معاليقي
ثم القى معاليقي كلمة قال فيها: “ما زلنا نبني في اصعب وادق اللحظات التي يمر بها الوطن اللبناني، لا تمنعنا أزمات اقتصادية ولا تثنينا جائحة من هنا ووباء من هناك ولا يردعنا انفجار عاصمتنا بل كل ذلك يزيدنا اصرار على البناء للبشر بالتربية والتنمية. ما زلنا نبني بإصرار يملأ الروح وعزيمة تحدو الوجدان وإرادة تحرك الجبال تربينا عليها في كشفيتنا وشربناها مع مناهجنا وبرامجنا التربوية التي نشأنا عليها وعلمنا اياها قادتنا الاوائل الذين أوصلو لنا جمعية الكشاف العربي إلى ما هي عليه اليوم. ما زلنا نبني افقيا وعاموديا بالعدد والنوع بالجودة والتجدد بروحية وطنية لا تعرف التفرقة او العنصرية، لا تعرف الطائفية او المذهبية، لم ولن تعرف الا الايمان بلبنان السيد الحر المستقل الذي يحمل معاني قيم الشهامة والشجاعة العربية”.
أضاف: “هذا العام كان متميزا بكل المعايير لمعت به أعيننا مرارا وتكرارا عندما شاهدنا شعارنا “ما زلنا نبني” ممارسة حقيقية على أرض الواقع، وتنفيذا عمليا بكل نشاط او فعالية شهدها مخيمنا وكل أنشطتنا التي سبقته ولعل أبهاها ما رأيناه من صقل لمهارات، وبناء لقدرات أكثر من ٥٠٠ عريف وقائد الذين هم مستقبل جمعية الكشاف العربي وما شهده مخيمنا من استضافة لاتحاد كشاف لبنان في دراساته التدريبية التي ضمت أيضا اكثر من ٥٠٠ مشارك لبناء القادة ومدربي القادة والقادة الاستراتيجيين لاتحاد كشاف لبنان”.
وتابع: “ما زلنا نبني برواد الكشاف العربي الذين كانوا وما زالو المحرك في امداد جمعية الكشاف بالخبرات وامتداد للكشاف العربي في كل الأعمار والساحات، فهم القادة الأوائل ومنهم نستمد القوة والصلابة التي حافظت على استمراريتنا بالبناء والتطوير وقد كان هذا العام حافلا بأنشطتهم وتوج بمؤتمر رواد الكشاف العربي الاول الذي عقد هنا في سير الضنية. وما زلنا نبني بدعم وتأييد ورعاية من الرئيس نجيب ميقاتي الذي آمن بفاعلية العمل الكشفي والفرق الذي تحدثه التربية الكشفية في الأجيال”.
وقال: “شكرا لكم الرئيس نجيب ميقاتي على رؤيتكم التي نعرفها عنكم والتي تفعلوها ولا تقولوها وتمارسوها ولا تنظروا بها في كل القضايا الوطنية وانتم كنتم وما زلتم يد الانقاذ والاقدام في الأزمات في وقت يحجم فيه الآخرون وتفتر فيها الهمم. دمتم لنا سندا ورئيسا نفخر برئاسته وحضوره معنا في كل صغيرة وكبيرة ومتابعة يومية. وهذا يتم بالتنسيق الكامل مع قائدة الكشافة العربية السيدة مي ميقاتي التي ترعى وتدعم وتتابع كل أنشطتنا بعين المحبة والعرفان”.
أضاف: “وهنا لا بد لي من أنوه بدورين كان لهما الأثر الكبير ومن الجدير ذكرهم في هذا المقام. الدور الأول دور من هو موجود معنا وهو وزير الشباب والرياضة الدكتور الأخ جورج كلاس الذي أصبح يسمى وزير الكشاف من كثرة دعمه للعمل الكشفي بكل ما يملك من امكانات متاحة وهو ليس غريبا عنه فهو الاعلامي والأكاديمي المؤمن بدور الشباب في صنع التغيير ودور الكشاف في اعادة القيم للمجتمع. أما الدور الثاني فهو لهذه المؤسسة التي احتضنتنا وتحتضننا بين جنباتها مؤسسة دار الأيتام الإسلامية هذه المؤسسة الجامعة التي نجل ونحترم والتي كان وجودنا في واحد من مجمعاتها هنا في منشأة العزم والسعادة محرك أساس لأنشطتنا ومخيماتنا الصيفية وهذه الشراكة ستنمو وتثمر وتزازد قوة وصلابة بوجود الدكتور بشار قوتلي الذي نوجه من خلاله الشكر لكل العاملين في هذا الدار فردا فردا”.
وختم: “ما زلنا نبني ونعاهد قائدنا العام القائد علي حمد قائد مسيرة البناء للكشاف العربي أن نبقى دائما في الطليعة وأن نستمر بالبناء بنفس الزخم وبنفس الإرادة والطاقة التي نستمدها من وجوده بيننا وعلى رأس القيادة العامة”.
كلاس
واختتم الاحتفال بكلمة الراعي ألقاها كلاس بالنيابة عنه وقال فيها: “كم يزيدني عزا أن يكرمني الرئيس نجيب ميقاتي بأن أمثله في بيته، بين إخوة أعزاء، لهم في القلب مطرح الصدارة، إحتفاء بإختتام المخيمات الصيفية لجمعية الكشاف العربي، التي يرتكز عليها في توطيد العلاقات بين الاجيال الكشفية، والتي صورتها من صورة لبنان ورسالتها من رسالته ووظيفتها من وظيفته”.
أضاف: “إن شرف تمثيل دولته في احتفالية إختتام المخيمات الصيفية هو مسؤولية أعتز بها، وأعيش زهوها أكثر كلما زرت كشافة العزم ومؤسسات العزم الشبابية والرياضية. ان ديمومة المؤسسات تكون برعايتها وفن قيادتها، على قاعدة إستثمار الخير وتشجيع صناعة النجاح و إختراع المستقبل بين صناع خير من جيل يهتدي وشباب يقتدي”.
وتابع: “للكشفية، التي أنحاز الى قيمها ودورها، موقع وطني متقدم، في الخدمة والتطوع والاندفاع والإغاثة والتعارف بين الاعضاء والتعرف الى شخصية وأهداف كل جمعية، بمثل ما لها من دور أساس في بناء الجسور بين الجماعات والاجيال، بما يمكن أعضاءها من تركيز الافكار والتشجيع على أخذ المبادرات، في الوقت الذي نقوم فيه في ظرف تصريف الاعمال الحكومية بكل ما يمليه علينا الضمير، ونلتزم بما ينص عليه الدستور، بعيدا عن المزايدات الموسمية والإحتماءات الظرفية والإختباءات السياسية”.
وأردف: “إنه واجبنا ان نبقى “معا للإنقاذ”، وان نشهد للحق جهرا وننتصر للحقيقة ونبقى في خدمة الكلمة والشباب ولبنان. يوم اطلقنا “وثيقة السياسة الشبابية”، اعتبر دولة الرئيس انها اشبه ببيان حكومي يلتزم قضايا الشباب، وميثاق شرف شبابي يصح ان يكون قاعدة سلوك للشباب، يماشيهم في تطلعاتهم، ويواكبهم في نجاحاتهم ويقيهم الكثير من المخاطر، ويساعدهم على تجاوز التحديات. وقد نجحنا بأن نقدم هذه الوثيقة ونشرح اهدافها و نناقش مضامينها مع اللجان النيابية المتخصصة، وفي ندوات حوارية مع الجمعيات والاتحادات، بقصد تعزيز قدرات الشباب من خلال بنودها، وان نعلن انه صار للبنان إستراتيجية شبابية يبنى عليها في صناعة الغد”.
وسأل: “أي دور للشباب في دعم المجتمع مؤازرة الدولة؟ ليس من اليسر ان ندعي ان بإمكان الشباب ان يؤازر الدولة من دون ان نقدم أي دعم او مساعدة للجمعيات الكشفية. بل انه واجب وطني ان يكون للشباب موازنة مستحقة ورؤية واضحة وأهداف يسعى الى تحقيقها، بإعتباره شريكا مسؤولا في عملية بناء مستقبله، لا ان يكون ضيف شرف على المجتمع. ليس أصح من ان يكون الكشاف في فلسفته وسلوكاته وعلاقاته. هو المدرسة التي تنشئ، والمؤسسة التي تربي، والجمعية التي تنمي، والجهة الداعمة والراعية والمواكبة للشباب في مسيرتهم الحياتية ومسارهم الاجتماعي ومصيرهم المستقبلي. فنعمل معا، حكومة وجمعيات واتحادات لتقديم خدمات الحماية على صعد التخصص، بحيث نحمي مستقبلهم ونقدم لهم تعليما ذا جودة عالية واختصاصا معترفا فيه من جامعات راقية وعريقة، لا تزوير فيها ولا تبييض شهادات ولا إتجار بالافادات”.
وتابع: “نحن معنيون بحماية التخصص وحماية المستقبل ومنع الاعتداء على كرامة الشباب وحقوقهم، بمثل ما نسعى للحد من مخاطر الهجرة وأخطار البطالة، ومنع التفلت الخلقي ووجوب التربية على النهج الروحي القويم. أفتخر في هذه الاحتفالية التي تلتقي في رحاب قيادات شبابية وكشفية من كل لبنان، ان اعتبر ان هذه اللقاءات التفاعلية تؤكد ان لبنان العيش السلامي والتلاقي الديني والقيم المجتمعية هي المثل الذي يحتذى به في الحوار الصحيح والمثال الذي يبنى عليه، في كل مرة يتبارى فيها المنظرون في رسالة لبنان الإنسانية ودوره الحضاري”.
وقال: “للسياسين أقول: تعالوا وانظروا الكشاف كيف يعيشون، وكيف يتفاعلون وكيف يتلاقون وكيف يتنافسون وكيف يقولون نحن من كل لبنان ولكل لبنان. فلنتمثل بالكشاف ونهتدي بالقيم ونرفع لواء ان الشباب هم قبلة المستقبل. ويطيب ان أؤكد في كل مرة اتشرف بها بلقاء الكشاف انه البديل الأصح عن “خدمة العلم”.
وختم: “هنا في مخيمات الكشاف يلتقون ويتطوعون ويخدمون ويتكاملون. فيكتمل بهم لبنان. وهناك في ساحات السياسة، يتخاصمون ويتعادون ويتقاتلون ويتشظون ويضعف معهم الوطن. فكم حسن ان تتمثل السياسة بالكشفية وتقتدي بسلوكاتها وتهتدي بقيمها. المجد للكشاف في عطاءاته وتضحياته وروحيته، والشكر والتقدير للقيمين على هذه الأجيال التي تنمو بالمعرفة وتكبر ببعضها وتتكافل على الخير”.
Related Posts