سُجّلت عطلة نهاية الاسبوع حركة اتصالات نيابية ناشطة استعداداً لانتخابات رئاسة مجلس النواب ونيابة الرئاسة الذي يجب أن يحصل خلال 15 يوماً من تاريخ اليوم.
وكانت كتلة “التنمية والتحرير” اجتمعت أمس برئاسة بري، وأعلنت ترشيح رئيسها نبيه بري لمنصب رئاسة المجلس، آملة “من جميع الزملاء تأييد هذا الترشيح والعمل له”. كما أعلنت “تبنّيها خريطة الطريق التي تضمّنتها الرسالة التي توجّه بها رئيس الكتلة نبيه بري عشية إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الثلثاء، وتعتبرها دعوة مفتوحة لكلّ الكتل للحوار تحت قبة البرلمان ومقاربة القضايا والعناوين المتصلة بإيجاد الحلول الناجعة لإنقاذ لبنان من دائرة الخطر الذي يتهدّده وإنسانه على مختلف المستويات، فوحده الحوار يمثل مدخلاً حقيقياً للإنقاذ”.
وفي هذا الاطار كتبت” الديار”: يذهب مجلس النواب الجديد الى انتخاب رئيس المجلس ونائبه واعضاء هيئة مكتبه في الايام المقبلة خلال مهلة الخمسة عشرة يوما، ليجدد لبري باكثرية نسبية مقدرة بحوالى الخمسين صوتا من دون التيار الوطني الحر، الا اذا حصلت متغيرات في الايام القليلة المقبلة لصالح زيادة هذا الرقم.
وعلمت «الديار» ان بري في اجتماع كتلته التنمية والتحرير امس، وصف الانتخابات النيابية بانها كانت تحديا صعبا، لكن الاصعب كان عدم اجرائها.واذ نوه بالتفاف الناس مرة اخرى حول «حركة امل» وحزب الله في ظل الضغوط التي مورست عليهما، قال: ان المجلس المقبل عليه اعباء كبيرة، وعلينا ان نتحمل مسؤوليتنا للقيام بها على كل الصعد والمستويات. وشدد على دور المجلس في مناقشة واقرار العديد من الملفات والمشاريع بالاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية وباستكمال اقرار القوانين الاصلاحية.
واكد على تحمل المؤسسات الدستورية للقيام بدور استثنائي في هذه المرحلة الصعبة، مجدداً الدعوى الى التعامل مع المرحلة بتغليب الحوار والعقلانية بعد الخطابات الانتخابية العالية السقف.
وفي هذا المجال، قال مصدر نيابي في كتلة بري انه وضع في خطابه الاخير خارطة طريق حول كل الامور المطروحة، والدعوة مفتوحة لكل الاطراف ومنهم «القوى التغييرية» للحوار كمدخل اساسي لنشارك جميعا بالانقاذ.
وعن موعد جلسة انتخاب رئيس المجلس قال المصدر: «معنا 15 يوما لعقد الجلسة، وهناك اتصالات تجري قبل ان يدعو الرئيس بري بصفته رئيسا للسن اليها، والمهم ان تأخذ الامور مجراها في اطارها الدستوري والديموقراطي، وان المجلس سيد نفسه كما عبر بري».
وحول نتائج الانتخابات رأى المصدر «ان ما حققه ثنائي امل وحزب الله كان انجازاً قياسا لحجم الاستهداف الذي تعرض له»، لافتا الى «حجم التصويت الكبير لصالح لوائح الثنائي».
من جهة ثانية، يبرز ايضا انتخاب نائب رئيس المجلس، خصوصا بعد خسارة ايلي الفرزلي لمقعده النيابي في البقاع الغربي، ووفقا للمعلومات المتوافرة حتى الآن ستكون بين مرشح «التيار الوطني الحر» الياس بوصعب ومرشح «القوات» غسان حاصباني، خصوصا في ضوء الحديث عن ان النائب الجديد الذي فاز عن «قوى التغيير» ملحم خلف غير مرشح حتى الآن.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان هذا الأمر غير محسوم، وان «قوى التغيير» لم تحسم موقفها بعد لجهة ترشيحه ام لا، لكن هناك مداولات تجري للبت بهذا الموضوع. وقال زميله في اللائحة النائب الجديد ابراهيم منيمنة امس، ان موضوع ترشيح خلف « لم يطرح بعد، لأننا لا نزال نعمل على تأسيس التكتل، ولم يحصل اي نقاش في هذا الموضوع”.
وأشارت مصادر مطلعة عبر “الانباء” الالكترونية الى أن ترشيح كتلة التنمية والتحرير في اجتماعها بري لرئاسة المجلس، لا يعني أن انجاز هذا الاستحقاق يسير على ما يرام، في ظل مواقف كتل نيابية لم تحسم قرارها بعد، بما فيهم نواب المجتمع المدني الذين لا موقف واحد بعد لديهم.
ورجحت المصادر ان تدعم بعض الكتل ترشيح بري، لكن هذه القوى وحدها قد لا تؤمن الفوز بالرئاسة وهذا يتطلب المزيد من التواصل مع كافة القوى السياسية واستمزاجها للخروج بصيغة مقبولة قد يكون من ضمنها الاتفاق على موقع نائب الرئيس.
المصادر تخوّفت من العودة الى الانقسام العمودي بين 8 و14 أذار ومن دخول البلد في أزمة جديدة نتيجة عدم التوافق وتلطي البعض خلف متاريسه السياسية، وانطلاقا من هذه المعادلة طالبت المصادر حكومة تصريف الاعمال اكمال الاهتمام بشؤون الناس الحياتية وتأمين احتياجاتهم الضرورية ووضع حد لارتفاع سعر الدولار.
Related Posts