بهاء الحريري.. انا انتقد اذاً انا موجود!..

خاص – سفير الشمال

أعطى البيان الصادر عن بهاء الحريري حول تلزيم شركة CMA ادارة وصيانة وتشغيل محطة الحاويات في مرفأ بيروت صورة واضحة عن التخبط والارتجال اللذين يسيطران عليه فضلا عن الشعبوية في طرح الامور لتقديم اوراق اعتماد ما تزال مرفوضة على الصعيد اللبناني عائليا ودينيا وسياسيا وشعبيا. 

حاول الحريري اقناع اللبنانيين بأنه موجود من خلال الانتقادات والاتهامات التي ساقها بحق المشروع والتلزيم، فبدا بعيدا كل البعد عن الواقع واسيرا لمعلومات مغلوطة تبناها وحاول من خلالها اظهار حرصه على لبنان عموما وعلى ابناء بيروت خصوصا وعلى عوائل شهداء المرفأ الذين نسي “شهادتهم” وسمّاهم قتلى، تحديدا، وذلك بهدف تحقيق شعبية ما تزال مفقودة خصوصا ان الاحصاءات التي تجريها بعض المؤسسات المعنية تؤكد انه لم يظهر بعد شعبيا، وكأنه حتى الان غير موجود على الساحة الانتخابية.

اصدر بهاء حكما “همايونيا” على المشروع بمجرد الاعلان عنه، معتبرا انه غير مناسب للبنان ولأهل بيروت، من دون تحديد الاسباب الموجبة لذلك، وانه لم يعتمد الشفافية المطلوبة لاجراء اي مناقصة من دون الاستناد على الادلة والقرائن، علما ان وزارة الاشغال اعدت دفتر شروط بمواصفات دولية ونشرت الاعلان عنه في صحف عالميه وقد تقدمت اربع شركات الى المناقصة وهي شركتان صينية واسبانية و CMA والغولفتاينر، وقد رسى التلزيم على شركة CMA التي تمكن وزير الاشغال والنقل علي حمية من تخفيض السعر الذي طلبته قبل ان يبادر الى الاعلان عن المشروع الذي من شأنه النهوض بالمرفأ واعادة محطة الحاويات الى سابق عهدها.

يمكن القول، ان عبقرية بهاء الحريري تفتقت بدعوته الى اجراء “مشاورات عامة على نطاق واسع تشمل اسر الضحايا حول مستقبل المرفأ”، في وقت يستوطن فيه اهالي الشهداء الساحات وباحات قصر العدل للمطالبة باظهار حقيقة من قتل ابناءهم، وقد كان الاجدى بالحريري الطامح الى ان يلعب دورا سياسيا او نيابيا ان يتبنى هذه القضية الانسانية المحقة، لا ان يستغل معاناة عوائل الشهداء للتصويب على مشروع حيوي بهذا الحجم ربما كان يتطلع الى ان يكون له دور فيه عبر شركاته لزوم العمل السياسي الطامح له ما يعني “اول دخوله مشروع على طوله”..

واللافت، ان “عبقرية” بهاء الحريري الذي ربط هذا التلزيم بالانتخابات من دون ان يكون هناك اي ترابط بينهما، ودعا الحكومة المقبلة الى الغائه ليبقى مرفأ بيروت يتخبط في حالته الكارثية، قد تناغمت مع “عبقرية” اخرى عبّر عنها عمر حرفوش الذي تحدث في فيديو “كوميدي” عن الشيء ونقيضه في آن واحد، واخذته مخيلته الواسعة الى “مؤامرة” افضت الى تلزيم هذا المشروع، متهما رئيس فرنسا ايمانويل ماكرون بالمشاركة فيها، فضلا عن اتهامه لكل رؤساء الجمهورية والحكومات في فرنسا باستثناء الرئيس هولاند بأنهم يحصلون على الاموال عبر صفقات من خارج فرنسا لتمويل حملاتهم الانتخابية، لينهي اتهاماته بالتأكيد على انه لا يمتلك اي دليل حول ما يقول لكنه “يشك ولديه الايمان الشخصي الخاص بذلك”، ما يؤكد ان حرفوش قدم كلاما للاستهلاك غير مبني على أية ادلة ووقائع بل فقط على شك هو اقرب الى تنبؤات، ما يشير الى ان حرفوش يعيش في عالم آخر بعيدا كل البعد عن الواقع الذي يعيشه اللبنانيون.

ما بين شعبوية بهاء الحريري وتنبؤات عمر حرفوش يبدو ان الساحة السنية مقبلة على “مسرحية انتخابية ساخرة” بطلاها مرشحان من كوكب آخر لكل منهما عالمه الخاص البعيد عن توجهات وتقاليد وعادات ومبادئ الشارع السني الذي لن يعطي اصواته لبعض هذه السخافات..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal