في زمن الاوبئة والامراض التي تجتاج العالم حملت جيسيكا حكيّم إبنة عرطز البترونية حلمها وأفكارها وتوجهت الى أرض الآباء والأجداد لإطلاق مشروع زراعي بيئي وصحي قد يكون الأول والفريد من نوعه في محافظة الشمال.
″الزروع″ هو إسم مشروع الشابة الخريجة الجامعية جيسيكا حكيم، المشروع الكائن في أرض زراعية في بلدة عرطز في وسط البترون والذي تبذل صاحبته كل ما لديها من إمكانات وطاقات لإنجاحه خصوصا أنه لاقى ترحيبا وإعجابا من كل من زاره وإطلع على طريقة العمل فيه.
في الاساس تخصصت جيسيكا بالمحاسبة وعملت فيها الى أن قررت أن تعود الى أرض أجدادها في بلدتها واستقطاب الزوار ومحبي البيئة وهواة الجلسات الهادئة في ربوع الطبيعة وتناول الأطعمة الصحية من خلال إنتاج خضار عضوية 100%.
تمضي جسيكا معظم وقتها لا بل كل وقتها في تلك المزرعة الصغيرة بجانب منزل عمره اكثر من 200 عام كان يملكه جد والدها استحدث بجانبه قنا لتربية الدجاج البياض بما يتلاقى مع مشروعها الأساس وهي بذلك تثبت أن للمرأة قدرة فائقة على خلق المشاريع إذا ما وجدت لديها الإرادة والرغبة والأفكار المنتجة.
“الزروع” حلم راود شابة بترونية تحقق وإنطلق بنجاح ليحول حياتها وأسلوب عملها من موظفة وراء الحاسوب والمكتب الى مزارعة تداعب تراب أرض أجدادها وتشكل دافعا لإبناء جيلها لأن يحذوا حذوها ويؤسسوا لمشاريع منتجة وبناءة ومفيدة في ظل الظروف التي يمر بها الشباب اللبناني وفي زمن الحاجة للنضال في سبيل البقاء والصمود في لبنان.
تقول جيسيكا: “حبي للزراعة والطبيعة هو ما دفعني لتغيير مسار حياتي والانتقال إلى العمل في الزراعة وهذا ليس بالأمر الصعب.”
وتشرح تقنية عملها فتقول: “إنها تقنية الزراعة العامودية بألواح من نفايات معاد تدويرها متصلة بري رشيد. ولا أستخدم سوى المياه في مزرعتي الصغيرة لإنتاج مزروعات عضوية 100%. هذه التقنية هي تقنية اعادة التدوير من خلال Planters أي ألواح Ecoboards المصنوعة من نفايات تمت إعادة تدويرها بالاضافة الى استخدام 92565 كيس نفايات و1440 كيلو من السماد العضوي.”
وتؤكد: “العمل في الأرض هو أجمل ما يمكن أن يعمل فيه الإنسان ما لم أكن أعرفه من قبل وقد اختبرته اليوم من خلال مشروعي “الزروع” بالاضافة الى أن الاقبال على طلب الانتاج فاق توقعاتي لاسيما وأن المواطن بات يبحث عن طعام صحي عضوي، والفكرة لاقت إعجابا لدى الجميع لجهة تشجيع عنصر الشباب وخصوصا الشابات لاطلاق مثل هذه المشاريع على أمل أن تعمم هذه التجربة النموذجية في مجتمعنا اللبناني وفي كل المناطق وتحديدا لدى كل شاب أو شابة طموحة ترغب في العمل والانتاج في أرض وطنها.”
مشروع “الزروع” بات يشكل واحة راحة واستجمام يقصده عدد كبير من كل المناطق ومن العاصمة بيروت لتمضية يوم كامل وتناول الطعام اللذيذ على الطريقة اللبنانية البدائية والبلدية في ذاك البيت القديم الذي تنطق حجارته بحكايات من الماضي البعيد.
مواضيع ذات صلة: