البترون تلبس الأحمر إحتفالا بالميلاد.. هل تستقطب الزوار؟… لمياء شديد

لا يختلف الواقع البتروني هذا العام عن المناطق اللبنانية الأخرى عشية الاعياد ولا ينفي تجار البترون واصحاب المحال التجارية والمهن الحرة والمؤسسات السياحية والمطاعم وجود أزمة تطال كل مواطن وصاحب تجارة مهما بلغ حجمها.

البترون لبست الأحمر لاستقبال ميلاد يسوع والعام الجديد في ظل نشاطات متواضعة تحاول الهيئات المحلية إقامتها للتغلب على الأجواء التي يشهدها لبنان هذه السنة من تخبط وشلل وتراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين الذين يتحايلون على الواقع المزري في سبيل تأمين استمرارية العيش بالامكانات المتوفرة.

مما لا شك فيه أن الأزمة الحاصلة لم توفر أحدا وهذا ما يجمع عليه المجتمع البتروني بكافة شرائحه ومكوناته ما دفع الهيئات والجمعيات البترونية الى خلق حركة ما في اتجاهات عدة لإضفاء أجواء العيد التي تنشط المساعي لأن تعم المدينة بالرغم من الظروف الصعبة.

من Christmas Tale  الى حملة “ميلاد 2020.. غير كل السنين” وجولات بابا نويل والفرق الفنية والترفيهية، سلسلة نشاطات قامت بها بلدية البترون بالتعاون مع جمعية التجار ولجنة مهرجانات البترون لتحريك العجلة السياحية والتجارية في المدينة.

يوم الأحد الماضي فتحت بلدية البترون أبوابها لاستقبال المساعدات من المواد الغذائية لتوزيعها على العائلات المحتاجة.. ومن جهة ثانية تم إطلاق نشاط تجاري ميلادي في السوق القديم بالتعاون مع التجار ولجنة المهرجانات لإحياء المحلات وتسليط الضوء على تاريخ السوق في محاولة لإحداث عملية إنعاش لهذه المحلات التي كانت تعمل بشكل بطيء والتي كانت مقفلة.

وبالرغم من كل ذلك هناك خشية لدى التجار وأصحاب المحلات من الأيام المقبلة التي قد تحمل الأسوأ كما يؤكد رئيس جمعية تجار البترون وقضائها فارس بولس الذي قال أن “اصحاب المؤسسات والمهن يعيشون “كل يوم بيومه (كما يقال) لكي يسددوا ما عليهم من متوجبات والعيش بالباقي من المردود. ففي البترون كنا نعتمد على القطاع السياحي الذي تشتهر به المدينة من مطاعم ومقاه ومصانع نبيذ باعتبار أن سوقنا التجاري هو سوق متواضع بالنسبة الى الاسواق الأخرى لذلك نحاول في هذا الوضع تنشيط الحركة في السوق لكي يتمكن التاجر من الاستمرار وتأمين حاجاته ولقمة عيش عائلته.”

واضاف: “صحيح أننا قمنا بتزيين السوق لإضفاء أجواء الأعياد على المدينة الا أن الهدف من ذلك كان استقطاب الزوار الى اسواقنا لدخول محلاتنا والتسوق منها” لافتا الى أننا “نشهد في هذه الايام ثورة على مستوى العمل المنزلي لدى السيدات اللواتي لجأن الى العمل من المنزل في تحضير المأكولات على أنواعها أو الاشغال اليدوية والحرفية والبيع من المنازل والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكل ذلك لمواجهة الأزمات المتتالية الناتجة عن انتشار وباء كورونا والوضع الاقتصادي المتردي.”

وأعرب بولس عن أسفه لحال القطاع التجاري عشية الأعياد وقال: “نحن نقوم بكل ما يلزم لدعم التجار الا أننا جزء من هذا البلد الذي يرزح تحت أعباء ومشاكل وأزمات متعددة حيث القدرة الشرائية تدنت بشكل كبير في حين نحن نعتبر أننا أفضل حال من غيرنا لأن محلاتنا شعبية وليست محلات ماركات باهظة الثمن ما يعني أن الفئة المتوسطة تستطيع أن تدخل الى سوقنا لشراء ما يلزم عشية الاعياد.”

وأبدى خشيته من “الأعظم الذي قد يأتي إلينا بعد الأعياد في ظل الكلام عن تفشي لوباء كورونا ما قد يستدعي إقفالا للبلد، من هنا ما يقوم به التجار اليوم هو التحضير للمرحلة المقبلة التي قد تكون أصعب وتأمين مستلزماتها بشكل احتياطي على أمل أن نشهد في القريب العاجل بصيص نور وبادرة خير إذا ما تمت محاصرة وباء كورونا فنعود الى حياتنا الطبيعية من جديد ونعمل على تخطي الازمات الاقتصادية التي تراكمت في المرحلة السابقة واسبابها متعددة.”


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal