يختلف روتين النوم من شخص إلى آخر، إذ ثمة أناس يفضلون السهر بينما يحرص آخرون على أن يخلدوا مبكرا إلى النوم حتى يستفيقوا صباحا، وهم في كامل النشاط والحيوية. وإزاء هذين التوقيتين في النوم، ثمة من يتساءل حول ما إذا كان “توقيت النوم” لدى الإنسان يخضع لتأثير جيني، أم إنه نتيجة عادات، وبالتالي، فهو قابل للتغيير.
وبحسب موقع “هيلث لاين” المختص في شؤون الصحة، فإنه غالبا ما تجري الإشارة إلى توقيت نوم ما بالمقارنة مع الحيوانات، فيقال إن فلانا ينام مبكرا مثل الدجاج أو يسهر مثل البوم.
ويشرح المصدر أن توقيت نوم الإنسان، يرتبط إلى حد كبير بعوامل جينية، لكن هذا الأمر قابل للتغيير عبر اتباع بعض الخطوات العملية.
وأهم نصيحة يسديها الأطباء هي تغيير توقيت النوم بشكل تدريجي، أي أنه لا يحصل دفعة واحدة، بل يستغرق عدة أسابيع وربما أطول.
والمطلوب أن يقوم الشخص الذي يريد تغيير توقيت النوم، بإحداث فرق من عشرين دقيقة إلى ساعتين في موعد النوم، سواء عند النوم والاستيقاظ.
ويجب على الشخص الراغب في تغيير موعدي النوم والاستيقاظ، أن ينتبه إلى مسألة الإضاءة في غرفة النوم، لأن الضوء يلعب دورا مهما.
ويقول الخبراء إن جسم الإنسان يستطيع إفراز هرمون مرتبط بالنعاس والنوم، عندما يكون ثمة ضوء منبعث من غروب الشمس، أما اللون الأقرب إلى الأزرق فيحفز استجابة مسؤولة عن الاستيقاظ. وبالتالي، يتوجب عليك أن تبعد الأجهزة التي تبعث الضوء الأزرق، في حال كنت تتفادى الاستيقاظ مبكرا، لأن الأفضل في هذه الحالة هو الاستعانة بمصابيح ضوء جانبية تنير بلون أحمر مثل الغروب، لأن هذا الأمر يساعد على النوم.
وبما أن تغيير توقيت النوم ليس بالأمر السهل، فإنه بوسع الإنسان أن يستعين ببعض التقنيات البسيطة قبل الخلود إلى السرير مثل أخذ نفس عميق، والتأمل، وقراءة الكتب، واتباع عادات هادئة، لأن هذه الخطوات تساعد على بدء دورة النوم.
وفي حال لاحظت تغييرا إيجابيا تدريجيا، فأنت تستحق أن تكافئ نفسك عبر القيام ببعض الأشياء التي تحبها، لأن هذا الأمر سيشجعك على المضي قدما وتحقيق المزيد من التقدم.
وينبه الأطباء إلى تأثير كبير للطعام، لاسيما أن أناسا كثيرين يفضلون تناول وجبة العشاء في وقت متأخر من الليل.
وكشفت الدراسات أن الأشخاص الذين ينامون حتى وقت متأخر، يميلون في الغالب إلى عدم تناول الإفطار، بينما يأكلون خضارا أقل ويكثرون من القهوة والكحول مقارنة بمن يستيقظون في وقت مبكر.
وفي خطوة صحية أخرى، يوصي الأطباء بممارسة الرياضة لأن الشخص الذي يقوم بمجهود بدني مرهق سيميل أكثر إلى النوم مبكرا مقارنة بالشخص الذي ظل “خاملا” طيلة النهار.