عن المختار ومهامه.. صلة وصل بين المجتمع والدولة!.. رضا هاجر

لا ينقضي شهر إلا ونقصد “المختار” لإتمام معاملة ما، ومن منا لم تواجهه عراقيل في السنوات الماضية سواء بتأخير الحصول على المعاملة أو اخطاء فيها أو ارتفاع في رسومها، وهل المختار سبب في ذلك أم شريك أو ضحية كما المواطن!

المختار هو من إختاره الناس لتولي مهمة معينة، وفي لبنان يتم اختيار 3080 مختارا موزعين على المناطق اللبنانية وذلك حسب سجلات النفوس التي تم تثبيتها اثناء تعداد السكان في لبنان في زمن الانتداب عام 1932، ولمدة ست سنوات، مدة مماثلة للمجالس البلدية و الاختيارية.

وأمام التغييرات الديمغرافية والهجرة والتهجير وتوسع المدن والهجرة من واليها، لا شك أن ذلك أدى إلى وجود مناطق سكنية جديدة وتوسع أخرى بالتالي فإن توزيع المخاتير وعملهم يواجه كثيرا من الضغوط والعراقيل.

وكثير منا يجهل المهام الحقيقية للمختار لذلك وعلى أبواب الانتخابات البلدية و الاختيارية لا بد من تعريف الناخب حول أهمية دور المختار ليتمكن من حسن الاختيار، توجهنا بالسؤال إلى المختار عمر عصام سنجقدار، المرشح لمركز مختار التل والذي استمر في خدمة ابناء المنطقة طيلة ١٤ عاما . أشار سنجقدار إلى أن المختار ليس كما يظن البعض، معقب معاملات أو يدير مكتب عقاري وليس منصبا للوجاهة، المختار هو صلة وصل بين أهل المنطقة والسلطة. فالمختار إضافة إلى مهامه الشائعة بالتصديق على وثائق الزواج والطلاق والولادة والوفاة وطلبات إخراج القيد الفردي والعائلي وطلبات الهوية والتصديق على الصور الشخصية وإنجاز إفادات سكن صالحة لطلبات جواز السفر أو غيرها من المعاملات، للمختار مهام أخرى تتعلق بالشؤون المالية والعقارية والتربوية، هو ممثل للضابطة العدلية فهو يواكب السلطات العسكرية والقضائية في التبليغ وجرد محتويات الأماكن التي صدر فيها قرار خلع وفتح، كما يقوم بالمصادقة على تحديد العقارات وفرزها، أما ماليا فهو يساهم في إصدار إفادات تساهم في تحديد الضريبة في الدوائر المالية، كما له دور على الصعيد التربوي بمواكبة حالات تفشي الأمراض والأوبئة في المدارس وأعلام وزارة الصحة بذلك.

وبسؤاله عن الصعوبات التي واجهت المخاتير خلال السنوات العصيبة الماضية التي مرت بها البلاد ، أكد سنجقدار ان الصعوبات المعيشية هي الأبرز بسبب عدم اهتمام الدولة بوضع المختار في ظل الظروف الاجتماعية التي تمر بها البلاد، عدا عن فقدان الطوابع الأميرية مما شكل ويشكل عبئاً عليه وعلى المواطن في تكبيده رسوما اضافية تدفع لدى شركات تحويل الأموال، فضلا عن رسوم إضافية على معاملات الأحوال الشخصية كإخراج القيد ووثائق الولادة وغيرها، والتي فاقت قيمة تكلفتها المليون ليرة لبنانية أضف إلى ذلك رسوم تحديد التواريخ وتصديق طبق الأصل، كل هذه التكاليف زادت من معاناة المواطن.

أضاف المختار سنجقدار أن من المشاكل التي يجهلها المواطن ويعاني منها المختار قلة الموظفين في دوائر النفوس، ضعف الإنترنت، انقطاع الكهرباء والإضرابات التي لجأ إليها الموظفون العامون لفترات طويلة.

ختم سنجقدار مناشدا الدولة ووزارة الداخلية بالسعي لتأمين أبسط حقوق المختار بعد انتهاء ولايته وهو إقرار الضمان الصحي والاجتماعي له ولعائلته كما شدد على ضرورة العودة بتكريم المختار في يومه السنوي في 19آذار من كل عام الذي تقاعست عنه الوزارة في السنوات الماضية .

رغم هذا الواقع نجد أن اعداد المرشحين لمركز مختار ، كبيرة، فتوجهنا بالسؤال إلى المرشح عن مركز مختار الرمانة الشاب أمين مأمون هاجر عن الدوافع التي شجعته للترشح، فأكد أن الدافع الأساسي هو ضرورة تصحيح الصورة حول مهام ودور المختار، فدوره أوسع مما نعرف، مؤكدا ما سبق أن صرح به المختار سنجقدار بان المختار إضافة لدوره الإداري أدوار تشمل النواحي الصحية، التربوية، البيئية، التوعوية حول تاريخ طرابلس وضرورة حفظ آثارها، وشدّد على ضرورة أن يقوم المختار بنقل المشاكل التي يعاني منها ابناء دائرته إلى الجهات الإدارية المختصة ربما المشاكل المتعلقة بالنفايات أو الكلاب الشاردة، وشدد على ضرورة التعاون بين المخاتير لتحقيق مصلحة طرابلس وابناءها.

كما لفت إلى الدور الإعلامي للمختار بنقل الصورة الجميلة لمدينة العلم والعلماء فكفى طرابلس أهمالا وظلما.

أشار المرشح هاجر إلى ضرورة تعاون المخاتير على تنظيم سجلات النفوس في ظل الفوضى في السجلات الرسمية لرفع الضرر عن أي مواطن ومنع الاخطاء التي يمكن أن ترد في المعاملات بسبب تلك الفوضى.

وختم، آملا أن يكون العهد الجديد بارقة أمل بمستقبل لبنان، ما يشجع الشباب على المشاركة في العمل البلدي و الاختياري، ترشحا، انتخابا وتحملا للمسؤولية.

أخيرا نؤكد أن القَسَم الذي سيحلفه المخاتير الفائزون “أقسم بالله العظيم أني اقوم بالمهمة الموكولة إليّ بكل تجرد وأمانة وإخلاص” يعكس الخصال التي يجب أن تتوافر فيمن سيتولى هذا المركز والتي نحن بأمس الحاجة إليها “تجرد، أمانة وإخلاص” فمن لا يجد بنفسه تلك الصفات فليترك المجال لمن هو أهل لها… والشكر أخيرا لمن سيحسن الاختيار في صناديق الاقتراع في ١١ أيار شمالا!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal