“إن بعض الظن إثم”، ولسنا من أصحاب الظن لا سمح الله، ولكن بعض المعطيات الى بعض التصريحات والعديد من التحليلات تدفع الى الظن والشك والارتياب بأن الكثير مما قيل خلال الـ ٦٦ يوماً من العدوان الاسرائيلي على لبنان كان بعيداً جداً عن الحقائق والوقائع على الارض.
لسنا في هذه المقالة نسعى لنكىء الجراح، انما لتصويب بعض الاخطاء التي لامست احياناً الخطايا، وكادت ان تؤدي الى تأليب الناس على بعضها وخلق فتنة اهلية لبنان بغنى عنها.
قيل ان النازحين سيبقون في اماكن نزوحهم ولو انتهت الحرب وان النزوح سيؤدي الى تغيير ديموغرافي وان الهدف من النزوح ليس الابتعاد عن خط النار بل الهيمنة على مناطق الايواء فجاءت عودة النازحين فور اعلان وقف اطلاق وبسرعة قياسية ليدحض كل ما سبق وليعيدنا بالذاكرة الى مشهد يحاكي الرابع عشر من آب ٢٠٠٦ حيث وضب النازحون امتعتهم القليلة وغادروا مراكز الايواء بسرعة قياسية عائدين الى بلداتهم وقراهم ومنازلهم التي دمرتها الهمجية الاسرائيلية.
قيل ان مناصري المقاومة ممتعضون من تدمير منازلهم وان الحرب فرضت بالقوة عليهم وان معظم اهل الجنوب لم يعودوا بيئة حاضنة لحزب الله غير ان مواكب العودة ورفع اشارات النصر وتصريحات العائدين بان بيوتهم ودماءهم فداء للمقاومة عكست حقيقة ان الجنوب بأكمله بيئة حاضنة وما بدلت تبديلا.
قيل ان هناك اسلحة في حوزة النازحين في مراكز الايواء ما يشكل خطراً على المناطق الحاضنة للنزوح وان هذا السلاح قد يستخدم ضد الاهالي الا اننا لم نشهد طلقة واحدة في اي مركز نزوح على طول الخارطة اللبنانية.
قيل ان اليوم الثاني للحرب لن يكون كما سبقه وان حزب الله انتهى عسكرياً وتنظيمياً غير ان جولات كوادره على المناطق المدمرة والبدء بإزالة الركام من قبل ورشه الميدانية ووضع الخطط لاعادة الاعمار، يؤكد ان الحزب لا زال يمتلك القدرة على الوقوف وبقوة الى جانب اهله وناسه.
قيل الكثير والكثير ولكن الوقائع اثبتت ان معظم المتشدقين بالاضاليل كان هدفهم التحريض والاستغلال وتأجيج الفتنة فقط لا غير، اذ بعزيمة كبيرة عاد النازحون الى قراهم وهم على اصرار كامل بان يعيدوا بناء ما تهدم رغم الغصة على الشهداء وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله.
Related Posts