إكتسب لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع النواب السنّة في السراي الحكومي يوم أمس، أهمية كبرى، كونه شكل نقطة إنطلاق جدية نحو توحيد جهود الطائفة في ظل الاستحقاقات الكبرى والمخاطر التي تحيط بلبنان بفعل العدوان الاسرائيلي المتمادي والمستمر، وهو كان سبقه أمس الأول، لقاء جمع ميقاتي مع مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ومفتييّ المناطق، بما يصب في تحقيق مصلحة الطائفة وبلورة وحدتها وقوتها رغم التنوع الحاصل فيها، ويكون مقدمة لعقد سلسلة لقاءات وطنية ترسم خارطة الطريق لإنقاذ لبنان.
اللقاء من حيث الشكل جاء متنوعا بين كل الأطياف السياسية السنية، حيث شارك 22 نائبا، وغاب خمسة نواب، ثلاثة منهم بداعي السفر هم: محمد الحوت، إبراهيم منيمنة وفؤاد نخزومي، وإثنين لأسباب خاصة هما: أسامة سعد وحليمة قعقور، وقد أظهر اللقاء تناغما واضحا بين ممثلي الطائفة في البرلمان اللبناني وبين المرجعية السنية الأولى المتمثلة برئاسة الحكومة.
أما من حيث المضمون، فقد جاء اللقاء إستكمالا للقاءات سابقة، بهدف توسيع النقاش وتعزيز التشاور بين المكونات السنية لجهة الحضور والتأثير والدور والنفوذ في المرحلة المقبلة، وبالتالي قطع الطريق على كل من يحاول النيل من الطائفة والايحاء بأنها تواجه تشرذما يمنع إكتمال عقدها السياسي أو يؤدي الى إضعافها.
لا شك، في أن سلوك الرئيس ميقاتي منذ تسلمه رئاسة الحكومة في عهد الرئيس ميشال عون، والأهوال السياسية التي واجهها خلال العهد وبعده من حرب شعواء وإستهدافات وأزمات غير مسبوقة، إضافة الى حركته الخارجية بهدف فك العزلة عن لبنان ودعم قضيته، وجهوده الداخلية من أجل معالجة المشاكل الحياتية والحفاظ على هيكل الدولة ومؤسساتها، وتعاطيه الايجابي مع كل الأطراف اللبنانية، والمساواة التي حرص عليها في علاقاته مع الأطراف السنية، كل ذلك ساهم في إلتفاف أكثرية النواب السنة حوله، وصولا الى تشكيل إطار جامع لأركان الطائفة التي كانت ولا تزال وستبقى تلعب دور صمام الأمان في البلاد.
تشير المعلومات التي توفرت لـ”سفير الشمال” من عدد من النواب المشاركين الى أن اللقاء الذي إستمر زهاء الساعة ونصف الساعة، عرض لعناوين عدة جرى نقاشها بروح وطنية إيجابية، خصوصا ما يتعلق بالأزمات الاقتصادية والمالية، وبالحرب الاسرائيلية على لبنان وتداعياتها.
وتقول المعلومات، إن المجتمعين أكدوا على ضرورة تطبيق القرار 1701 وفقا للرؤية اللبنانية التي كرسها الرئيس ميقاتي في مؤتمر باريس، وعلى أهمية التركيز على تطبيق إتفاق الطائف الذي يعتبر الأنسب لكل المكونات اللبنانية، وشددوا على دعم المؤسسات العسكرية والأمنية وتأمين كل المقومات التي تمكنها من القيام بالمهام الموكلة إليها في المرحلة المقبلة.
كما شدد المجتمعون بحسب المعلومات، على دور الطائفة الوطني في مواجهة الفتن لا سيما تلك التي لديها غايات وأهداف من وراء الحدود، ودعوا الى الحفاظ على بُعد لبنان العربي، وعلى علاقاته مع كل الدول العربية الشقيقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.
وقد أجمع النواب الحاضرون على أهمية الدور الذي يقوم به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في ظل هذه الظروف الصعبة، وعلى دعم مشاركته في القمة العربية الاسلامية التي ستعقد في السعودية، للمطالبة بأمرين أساسيين، هما إيجاد لوبي عربي إسلامي ضاغط من أجل وقف الحرب الاسرائيلية على لبنان، وتقديم المساعدات للبنان ودعم إقتصاده من قبل أشقائه العرب.
كما تشير المعلومات الى أن عددا من النواب طلبوا من الرئيس ميقاتي أن يُعقد هذا اللقاء بشكل دوري..
Related Posts