ليست الازمة الديبلوماسية التي تظهرت بالامس، خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إلى القدس المحتلة وتخللها رفضه الدخول الى كنيسة تديرها فرنسا احتجاجاً على اقتحام أفراد “مسلحين” من الشرطة الإسرائيلية “من دون إذن” الى الكنيسة وتوقيف عناصر من الدرك الفرنسي، هي الاولى من نوعها بين فرنسا واسرائيل وبالتأكيد لن تكون الاخيرة اذ يبدو ان الثانية تحاول الاقتصاص من الاولى بعد ان عمد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى عقد مؤتمر دولي لحشد الجهود الدولية من اجل مساعدة وانقاذ لبنان.
قد يكون المؤتمر هو القشة التي قصمت ظهر البعير اذ ان قلوب الاسرائيليين “مليانة” من البلد الذي حتى الامس القريب كان يوصف بالصديق الاوفى، فهو من وقف الى جانب اسرائيل خلال العدوان الثلاثي وهو من زودها بطائرات الميراج وبالتكنولوجيا العسكرية النووية ويقال انه ساهم من دون شوشرة ببناء مفاعل ديمونة النووي فما الذي جرى ولماذا ساءت العلاقة الى هذا الحد بين إسرائيل وفرنسا؟.
يقول مصدر مطلع على مسار الامور بين فرنسا واسرائيل ان “تأثيرات هذه الازمة تبقى سطحية ولن تأخذ منحى اوسع طالما لا تزال فرنسا تردد ان لاسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها وان ما جرى في الكنيسة ما هو الا زكزكة بسيطة لبلد احتضن مؤتمراً لانقاذ لبنان بحضور دول انتقد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين وجودها بحجة انها ترفض الاعتراف بحق اسرائيل بالوجود”.
ورأى المصدر ان “اسرائيل تحاول فرك اذن فرنسا التي منع رئيسها شركات اسرائيلية من المشاركة في معرض عسكري في فرنسا ما دفعها الى اتخاذ اجراءات قانونية لاسيما ان ذلك يحصل للمرة الثانية هذا العام”.
ويضيف: “لا يتردد نتنياهو في زيادة الضغط على ماكرون بشتى الطرق خصوصاً بعدما استفزه تصريحه لجهة، “أن قيام دولة اسرائيل جاء بقرار من الامم المتحدة” حيث سارع نتنياهو الى الرد “أن الذي ادى الى قيام اسرائيل هو النصر الذي تحقق في حرب الـ ٤٨ وليس بفضل قرار الامم المتحدة وان من قام بذلك كثير من الناجين من المحرقة ومن نظام فيشي في فرنسا حسب تعبيره”.
ازمة اخرى تجلت بدعوة ماكرون وقف توريد الاسلحة لاسرائيل وهذا استدعى ايضاً رداً وقحاً من نتنياهو الذي دعا ماكرون للشعور بالعار بعد قوله ذلك.
ومن سلسلة الازمات، يقول المصدر، تلك التي تجلت بعد ان عمدت اسرائيل الى قصف مواقع قوات حفظ السلام “اليونيفل” في الجنوب “الخوذ الزرق”، بالاضافة الى التراشق الكلامي اثر تشديد ماكرون على ضرورة وقف اطلاق النار في لبنان وفي غزة حيث انتقده نتنياهو قائلاً: “ان اسرائيل تتوقع الدعم من فرنسا بدل فرض قيود عليها”.
ويعتبر المصدر ان كل هذه الازمات لا تزال تحت السيطرة وما هي الا زكزكات من رئيس حكومة مأزوم تجاه رئيس دولة يعاني داخلياً، ولكن السؤال الاهم هل تبقى تحركات ماكرون محدودة التأثير وتكتفي فرنسا باستدعاء السفير الاسرائيلي في باريس فقط لا غير؟ ام سيكون لها الدور المهم في الحد من العدوان الاسرائيلي المستمر على غزة ولبنان والوصول الى وقف اطلاق النار؟”.
Related Posts