الانتخابات الأميركية.. “العربيّات حتموّن بدل البنزين برفان”!.. غسان ريفي

بالإذن من الشيخ إمام..

دونالد ترامب يا جدعان وكاملا هاريس كمان..

حيجيبوا الديب من ديله

ويشبعوا كل جعان

يا سلاملم يا جدعان

ع الناس الجنتلمان

داحنا حنتمنجه واصل

وحتبقى العيشه جنان

التليفزيون حيلوّن

والجمعيات تتكون

والعربيات حتمون

بدل البنزين بارفان..

هوذا حال العرب مع الإنتخابات الأميركية التي يبنون عليها الآمال والأحلام العريضة، وكذلك هو حال المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كمالا هاريس مع العرب والمسلمين في تدفق الوعود وبيع الأوهام بشرق أوسط يتمتع بالسلام والأمن والاستقرار.

على مدار 13 شهرا وأميركا بحزبيها الديمقراطي والجمهوري تخوض إنتخاباتها الرئاسية على دماء الفلسطينيين واللبنانيين، وعلى وعود بوقف إطلاق النار في غزة وفي لبنان، قبل أن يتضح أن كل ذلك كان مجرد ممارسات شعبوية إنتخابية ووعود ممنوعة من الصرف لإرضاء هذا الفريق الأميركي أو تلك الشريحة الصهيونية في الولايات المتحدة.

مع إنطلاق التحضيرات الفعلية للإنتخابات الأميركية، رفع الرئيس الأميركي جو بايدن شعار وقف الحرب وإتمام صفقة التبادل وذلك في رسالة الى العرب والمسلمين بأنه يسعى الى حماية الفلسطينيين في غزة وأنه يستأهل الحصول على أصواتهم ومن بعده نائبته المرشحة الرئاسية كامالا هاريس.

كما رفع بايدن ومعه هاريس شعار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأغدق الدعم المالي والعسكري على الكيان، فاتحا الخزائن لتحويل المليارات من الدولارات، ومخازن الأسلحة والصواريخ المتطورة التي تم إختبارها في أجساد الأطفال والنساء والشيوخ المدنيين والأبرياء وفي قوتها على تسوية المباني ودور العبادة بالأرض، وذلك لإقناع الداعمين لإسرائيل والمتصهينين في أميركا بأن التصويت لحزبه سيساهم في تقوية ومنعة الكيان الصهيوني، وصولا الى تحقيق أهدافه من الحرب.

في حين كانت جهود المرشح الجمهوري دونالد ترامب تصب في إقناع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعدم وقف الحرب على غزة ولبنان بهدف إضعاف الحزب الديمقراطي في الولايات ذات الأغلبية العربية والاسلامية، دون أن يأبه لجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو.

قبل أيام قليلة، بلغ التنافس أشده بين ترامب وهاريس في الإعراب عن الحب للعرب والمسلمين وفي السعي الى إنهاء الحرب في غزة وفي لبنان، وفي إعادة إعمار ما دمره العدو، وفي إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة بما في ذلك حل الدولتين، فضلا عن مساعدة لبنان على النهوض مجددا وتجاوز آثار العدوان الاسرائيلي الهمجي، كل ذلك ضمن التسابق على الأصوات العربية والاسلامية لا سيما في ولاية متشيغان التي يعتبرها الكثيرون أنها ستكون بيضة القبان في الانتخابات الأميركية.

فجأة ومن دون سابق إنذار، إرتدت هاريس قناعا ملائكيا، فصارت فلسطين وحقوق شعبها أولوية بالنسبة لها، وإعمار غزة هدفا رئيسيا ضمن برنامجها، والسلام في الشرق الأوسط من الثوابت، وراح مستشاروها يروجون ذلك عبر مختلف وسائل الاعلام، لا سيما العربية واللبنانية منها، متناسين 13 شهرا من المجازر في فلسطين ولبنان من دون أن تحرك ساكنا أو أن تتخلى عن حق النقض لقرارات مجلس الأمن.

أما دونالد ترامب فتخلى عن عنجهيته، وجالس اللبنانيين والعرب في أحد مقاهي ديربورن في ميتشيغان، متعهدا بإيقاف الحرب على لبنان، وبوقف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وووقف الحروب وتثبيت السلام في الشرق الأوسط، متناسيا الموبقات التي إرتكبها خلال عهده بنقل السفارة الأميركية الى القدس، وإعلانها عاصمة لإسرائيل، وتبني صفقة القرن الهادفة الى إنهاء القضية الفلسطينية.

هي الوعود الزائفة لمرشحيّن،ن هما وجهان لعملة واحدة، والتي تنتهي مفاعليها مع إعلان النتائج، حيث سيعود الفائز الى الحضن الاسرائيلي لحماية الكيان وتأمين مصالحه ونفوذه وتغطية جرائمه، فيما سيمضي العرب والمسلمون أربع سنوات في التفتيش عن “السلام والعيشية الجنان والتلفزيونات والجمعيات والعربيّات اللي هتموّن بدل البنزين برفان”..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal