استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان النائب نعمت افرام وعقد معه خلوة لنحو نصف ساعة، قال بعدها افرام: “عقدنا خلوة مع صاحب الغبطة وتطرقتا فيها الى مجمل الاوضاع، لا سيما ما يحصل اليوم في الدوحة واهميته بالنسبة لكيان لبنان، وهذا الصرح يهمه جدا وضع اللبنانيين بمختلف طوائفهم واحساسهم بأن الوطن لجميع ابنائه، وطن آمن، وطن تعايش اسلامي مسيحي حقيقي بكل ما للكلمة من معنى، وعلينا دائما التفكير في ايجاد حلول تريح اللبناني وتبعد عنه الخوف على مستقبل اولاده، فلا يعود هناك تناقض بين حبه لوطنه وحبه لاولاده لأنه من الصعب جدا ان يختار الانسان بين مستقبل ابنائه ووطنه، وهذا ما يدفعنا اليوم لنسعى من اجل تأمين مستقبل الشباب في وطنهم”.
اضاف: “علينا اليوم ايضا في حال حصل وقف لاطلاق النار في غزة والجنوب، التفكير في كيفية الاستفادة من الفرصة لإعادة تصويب الهدف في لبنان ووضع اولى الاولويات قيد التحقيق، وهي انتخاب رئيس للجمهورية بمهمة واضحة وبناء مؤسسات الدولة التي تنهار واعادة التوازن فيها ليشعر المواطن بأن كل المكونات تستعيد دورها، ونزيل الهواجس والخوف ونعيد تصويب البوصلة ونعمل في العمق لإعادة بناء المساحة المشتركة في لبنان وهي الدولة اللبنانية”.
وتابع: “تطرقنا ايضا الى موضوع الاقتصاد اللبناني وكيف ان الاقتصاد الغير شرعي ينمو على حساب الاقتصاد الشرعي، وهذا خطر كبير يجعل الاقتصاد الذي يغذي خزينة الدولة صغيرا جدا، لذا علينا تدارك الامر ونأمل من هنا من هذا الصرح وبمناسبة عيد السيدة ان نكون على مشارف هدنة، لا بل وقف لإطلاق النار في غزة وعلى الحدود الجنوبية لنتحمل مسؤوليتنا في اعادة الاعمار وبناء ما تهدم في لبنان واعادة الثقة بين اللبنانيين”.
وترأس البطريرك الراعي الاجتماع الفصلي لمجلس أمناء رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث، في حضور رئيسها نوفل الشدراوي وأعضاء المجلس الأب يوسف طنوس، الأخت لينا الخوند، المحامي جوزف فرح، الدكاترة ميغال عبود، جان نخول، ايلي ضناوي ومروان أبي فاضل، جنى فارس، سمر زغريني عرب، المحامي ميشال الحاج، الدكتورين آيليا أيليا وعماد الزاخم وجورج عرب.
وتم خلال الاجتماع عرض لمجمل نشاطات عمل رابطة قنوبين المنجزة وبرامجها والتي سيتم افتتاحها خلال شهر أيلول المقبل، وتلك التي قيد الانجاز وأبرزها: زيارة مطران METÉORA تايوكليتوس للبنان أوائل أيلول. استكمال مبنى دير مار اسطفان لاقامة الراهبات الأنطونيات وانطلاق خدمة المسنين بدءا من أول تموز الماضي (التكريس والتدشين في أيلول المقبل). إقامة واحة وزراء الثقافة العرب (الافتتاح في أيلول المقبل). المشاركة في فعاليات “طرابلس عاصمة ثقافية للعالم العربي” بعنوان “الوادي المقدس بضفتيه أرض الرجاء من قنوبين الى الفيحاء” (فيلم وثائقي، كتاب، رسيتال اسلامي مسيحي) تتم المشاركة في تشرين الأول المقبل. وضع ديري مار أبون وسيدة الكرم (الرهبانية الأنطونية، جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة). إقامة محطة تكرير للصرف الصحي في موقع حديقة البطاركة. إقامة بركة ري لتطوير الزراعات الطبية والعطرية وتقطيرها في المشغل الحرفي. تأهيل دروب مشاة جديدة في موقع حديقة البطاركة الديمان – وادي قنوبين. استكمال تجهيزات المشغل الحرفي (آلات العصر والتقطير …). تأهيل درب حديقة البطاركة، دير سيدة قنوبين مرورا بمعالم مغارة القرنة (شبيهة بمغارة جعيتا)، مغارة البطرك، مغارة الرواديف (حيث وجد أول كتاب للصلاة مطبوع) البيدر، سيدة الكرم ومدرستها (تأسست 1913) كنيسة مار سمعان، مدرسة قنوبين (الأستاذ وديع لحود) وصولاً الى دير سيدة قنوبين مع كامل اشارات الدلالة ومطبوعات الارشاد المتعددة اللغات والسلامة العامة. تنظيم الدورة الثالثة من المؤتمر الدائم حول تراث الوادي المقدس بعنوان “الأبعاد الوطنية لتراث الوادي المقدس بضفتيه”. جمع وتحقيق كل ما كتب عن الوادي المقدس وجبل لبنان على أقلام الرحّالة الأجانب. جمع وتحقيق INDEX علمي بكل ما كتب عن الموارنة. بناء قاعة استقبال في مدخل حديقة البطاركة مجهزة بتقنيات سمعيّة بصريّة ومطبوعات تاريخية وارشاديّة. استكمال سمبيوزيوم الوادي المقدس (معرض رسم وتصوير ونحت). تحقيق أنشطة سنة الطوباوي الدويهي الثقافية”.
وأثنى البطريرك الراعي على “جهود رابطة قنوبين التي تحقق انجازات متوالية متعلقة بتراث الوادي المقدس”، مقدرا “تقديمات داعميها ماديا ومعنويا لتحقيق هذه المبادرات الكبيرة”.
وبعد اللقاء أشار رئيس الرابطة الى انه وضع البطريرك في “صورة النشاطات التي قامت وتقوم بها الرابطة هذا العام، طالبا بركته الابوية، وقال: “وضعنا غبطته في صورة النشاطات التي قمنا بها خلال هذا الصيف والبرامج المتبقية واخذنا بركته لإكمال رسالتنا رغم الأوضاع التي تمر بها البلاد. وستبقى دائما بكركي الديمان المرجعية التي تمنحنا القوة لإكمال عملنا لمصلحة الكنيسة والمجتمع اللبناني”.
وكان البطريرك الراعي استقبل صباحا المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار الذي هنأه بعيد انتقال السيدة العذراء، وعرض معه لأوضاع الدفاع المدني والمهمات الملقاة على عاتقه في ظل الظروف التي يمر بها الوطن.
كما استقبل الراعي رئيس مؤسسة “شبل عيسى الخوري للخدمات الاجتماعية” المحامي روي عيسى الخوري وعرض معه للأوضاع الراهنة، لا سيما الوضع في الجنوب وتداعيات الحرب على لبنان واللبنانيين، إضافة إلى موضوع رئاسة الجمهورية وضرورة انتخاب رئيس يعيد الانتظام العام لعمل المؤسسات.
Related Posts