تتجه الأنظار نحو واشنطن حيث ستعقد يوم الخميس المقبل جولة جدية من مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة، وسط ترقّب العالم لما اذا كانت ايران سترد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والذي حصل على أراضيها، قبل الخامس عشر من آب المقبل، وكيفية تأثير هذا الرد على مسار المفاوضات.
الى ذلك، أعلنت حكومة بنيامين نتنياهو عن شروط جديدة لاستئناف المفاوضات، وبحسب المعلومات فإن رئيس وزراء العدو الإسرائيلي يريد السيطرة على محور فيلادلفيا، وإخراج حركة حماس من معبر رفح بشكل نهائي، وزيادة عدد الرهائن الإسرائيليين الاحياء الذين ستفرج عنهم حركة حماس، والإبقاء على حرية الكيان الإسرائيلي في اتخاذ القرار بشأن الأسرى المدرجين ضمن الفئة الإنسانية، وبالحق في طرد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم الى خارج قطاع غزة، كما طالب نتنياهو بنفي بعض الاسرى لا سيما ذوي المحكوميات العالية الى قطر او تركيا. ووفق ما افادت المعطيات فإنه من المتوقع ان يترأس رئيس الموساد ديفيد برنيع الوفد الاسرائيلي الى واشنطن.
من جهتها، طلبت حركة حماس من الوسطاء القطريين والمصريين والاميركيين، تنفيذ وقف اطلاق النار وفقاً لمقترح الرئيس الاميركي جو بايدن والذي كانت قد اعطت موافقتها عليه في تموز الماضي. معتبرة ان اي مفاوضات جديدة ستمنح العدو الاسرائيلي الذريعة لارتكاب المزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني. واشار مصدر مقرب من الحركة الى ان التعنت الذي يمارسه رئيس وزراء العدو لن يقابل بعد اليوم بمرونة، وكل تصعيد سواء في المفاوضات او في الميدان سيردّ عليه بالمثل، مؤكداً ان الحكومة لم تعلن بعد ما اذا كانت ستشارك في المفاوضات المنوي عقدها الخميس المقبل ام لا.
توازياً، بات جلياً الانقسام الحاصل في الداخل الاسرائيلي على مختلف المستويات، مع ازدياد التظاهرات والمطالبات بالذهاب الى صفقة لوقف اطلاق النار واطلاق سراح الاسرى مهما بلغ الثمن. وكان لافتاً تصريح وزير الدفاع في حكومة العدو يوآف غالانت الذي وصف حديث نتنياهو عن نصر مطلق “بالهراء”، لافتاً الى ان “تأخر الوصول الى صفقة هو بسبب إسرائيل.
وفي سياق متصل، تشير مصادر متابعة لملف المفاوضات الى ان استمرار اسرائيل بالاعتداء على الفلسطينيين وقصف مراكز الايواء والمدارس وتدميرها وقتل الاطفال والنساء والشيوخ، يهدد بعرقلة المفاوضات او حتى وقفها. واذ لا تخفي المصادر قلقها من ان الرد الايراني اذا ما حصل قبل موعد استئناف التفاوض قد يعيق الجهود الرامية الى وقف اطلاق النار، تؤكد ان الديبلوماسية الغربية والدولية تسعى جاهدة لاقناع محور المقاومة وايران بشكل خاص بأن يكون الرد على اغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر محدوداً من اجل ان يساهم في حلحلة العقد وتسهيل التوصل الى وقف لاطلاق النار.
اذاً، هي ساعات حاسمة يعيشها العالم اجمع، وسط حالة ارباك يسود المجتمع الاسرائيلي خوفاً من الرد المنتظر. والى ان تتبلور الصورة الكاملة مع اقتراب يوم الخميس، سيبقى الاسرائيليون “واقفين على اجر وربع”، يستمرون في استجداء محور المقاومة لئلا يوجعهم، وهم يدركون في قرارة انفسهم ان اي خيار ستتخذه حكومتهم سيعمّق من خسارتهم واذلالهم.
Related Posts