خلال وجود “سفير الشمال” في أميركا كان لها هذا اللقاء مع الناشطة الإجتماعية السيدة رولا جمهوري..
يعتز لبنان بجناحيه المقيم والمنتشر ويكبر بالسيدة الناشطة الإجتماعية رولا جمهوري التي إستطاعت بفضل جهودها المكثفة ومساعيها الحثيثة أن ترفع إسم لبنان عالياً على جميع الأصعدة لاسيما المستويات العلمية الأكاديمية والثقافية بالإضافة إلى العمل الجاد توطيداً وترسيخاً للجذور اللبنانية في نفوس اللبنانيين عموماً وفي بلاد الإغتراب خصوصاً تشويقاً لهم أكثر فأكثر للحرص على التمسك بهويتهم وتقاليدهم الأصيلة بدليل أن السيدة رولا جمهوري قد أنشأت مؤسسات وجمعيات وروابط تعزيزاً وتكريساً لأواصر الشعور الوطني المشترك والتضامن العميق من أجل إحياء التراث اللبناني الأصيل وإرساء القواعد الوطنية على أسس سليمة من شأنها الحفاظ على لبنان في شطريه المقيم والمغترب تكريساً لوجوده التاريخي وحرصاً على تقرير مصيره بإرادة شعبه وأبنائه الحريصين على سلامته وسيادته أرضاً وشعباً ومؤسسات..
س: بداية لا بد أن نتعرف على شخصك الكريم.. من هي رولا جمهوري ؟ وماذا عن نشاطاتك المتعددة التي تقومين بها في كاليفورنيا بالإضافة إلى عملك الخاص بك.
ج: لبنانية، ولدتُ في بعبدا التي تقع ضمن محافظة جبل لبنان وترعرعت فيها. من خريجي مدرسة Notre Dame de Jamhour وحاصلة على شهادتي البكالوريا الفرنسية واللبنانية. مجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية وحاصلة على دبلوم دراسات عليا في القانون العام من جامعة الحكمة.
متزوجة ولديّ إبن وإبنة. قمت بتأسيس AlDalil SF وهو الدليل الوحيد المنشور لخدمة الشركات والمؤسسات اللبنانية والعربية في شمال كاليفورنيا.
بالإضافة إلى ذلك، لقد أسست أول جمعية نسائية لبنانية أميركية (LAWA- Lebanese American Women Association) في كاليفورنيا، وحالياً مديرة في المؤسسة المارونية للإنتشار في الولايات المتحدة الأمريكية.
كرست أكثر من 15 سنة في خدمة الجالية اللبنانية في شمال كاليفورنيا من خلال عملي في جمعيات مختلفة وأواصل عملي حالياً في خدمة الجالية اللبنانية في قنصلية لبنان الفخرية في سان فرنسيسكو.
س: متى هاجرت إلى أميركا وكيف كانت بداية حياتك المهنية الناجحة؟
ج: إنتقلت للعيش في كاليفورنيا بعد أن تزوجت عام 2001. كان زوجي وهو من أصل لبناني قد أنهى دراسته في سان فرنسيسكو وإستقر فيها. كرست سنواتي الأولى للعائلة وللأولاد. ولم أبدأ حياتي المهنية إلا في العام 2008.
س: ما هي العقبات التي واجهتك في الإغتراب؟
ج: لم يكن هناك عقبات إنما فقط يقتضي التأقلم مع نمط العيش في مجتمع جديد.
س: ماذا تخبريننا عن عملك مع القنصلية اللبنانية في كاليفورنيا، وما هي أبرز المشاكل التي يواجهونها اللبنانين في أميركا من أجل إتمام معاملاتهم الرسمية؟
ج: تم تأسيس القنصلية الفخرية في سان فرنسيسكو في شباط من عام 2020 . ويعود الفضل في تأسيسها للقنصل الفخري جورج شماس.
وجود قنصلية فخرية في سان فرنسيسكو قد سهّل كثيراً على اللبنانيين عملية إتمام المعاملات إذ كانوا قبل ذلك يعانون من عبء السفر إلى لوس انجلوس أو من عبء إجراء العديد من المصادقات قبل إتمامها في لوس انجلوس عبر البريد.
س: كيف جاءت فكرة جمعية المرأة اللبنانية الأميركية ” LAWA” وما هي أبرز النشاطات التي تقوم بها الجمعية ؟
ج: من أهم الإنجازات التي أفتخر بها قد تكون تأسيس جمعية LAWA
(Lebanese American Women Association)
خطرت لي فكرة إنشاء جمعية نسائية لبنانية أميركية، بعد إنخراطي وعملي المكثف في خدمة الجالية اللبنانية في كاليفورنيا ورغبتي في إنشاء مجتمع داعم للنساء الأميركيات اللبنانيات. وقد سلطت المحادثات مع نساء أميركيات لبنانيات أخريات الضوء على تطلعات مشتركة، مما عزز ضرورة مثل هذه المنظمة. ينصب التركيز الرئيسي لـ LAWA على تمكين المرأة من خلال البرامج التعليمية وفعاليات التواصل والمبادرات الثقافية. نحن نخطط لتقديم فرص الإرشاد وورش عمل التطوير الوظيفي وأنشطة التبادل الثقافي لتعزيز العلاقات داخل مجتمعنا وتعزيز النمو الشخصي والمهني. هدفنا هو خلق بيئة داعمة حيث يمكن للمرأة اللبنانية الأميركية أن تزدهر، وتحتفل بتراثها، وتساهم بشكل هادف في مجتمعاتها المحلية وفي الإغتراب.
تعمل LAWA من خلال عدد من اللجان أبرزها اللجنة الإجتماعية وتعنى بتنظيم إحتفالات ولقاءات إجتماعية سنوية واللجنة الثقافية وهدفها إقامة البرامج التعليمية ودعم القطاع التربوي وتعزيز التبادل الثقافي والنمو المهني.
كما أني أطلقت مؤخراً النادي اللبناني للشبيبة LYNC :
Lebanese Youth Networking Club
إن LYNC ليس مجرد نادي؛ إنها رؤية مميزة تهدف لجمع شمل الشباب اللبناني في شمال كاليفورنيا بهدف التواصل ودعم لبنان وسد الفجوة بينهم وبين جذورهم وثقافتهم اللبنانية، كل ذلك بالإضافة الى دعم جمعية LAWA في رسالتها وأهدافها.
س: رولا جمهوري هي أيضاً المديرة في الرابطة المارونية في العالم فرع أميركا، ماهو دور المؤسسة في الإغتراب وهل من نشاطات تقومون بها تجاه لبنان ؟
ج: بدأ عملي مع المؤسسة المارونية للإنتشار في عام 2014. للمؤسسة 17 مكتباً في بلاد الإنتشار وهدفها مساعدة المتحدرين من أصول لبنانية على إستعادة جنسيتهم من خلال تنسيق دائم مع القنصليات والسفارات والمؤسسات والجمعيات والنوادي اللبنانية في مختلف أنحاء العالم. كان للمؤسسة دور كبير في إقرار مشروع قانون إستعادة الجنسية الذي يعطي الحق بالجنسية للبنانيين المسجلين على سجلات الأحوال الشخصية 1921 و1924 مقيمين ومهاجرين و 1932 مهاجرين.
ولمواجهة الأزمة الأقتصادية الأخيرة، تعمل المؤسسة بالتنسيق مع مؤسسة رينيه معوض وبدعم من USAID على تنمية المشاريع الزراعية والصناعية والسياحية في 17 بلدة لبنانية موزّعة على سبعة أقضية.
كما أنشأت المؤسسة ما يسمى بالأكاديمية المارونية والتي تهدف إلى التواصل مع الشباب اللبناني في الإنتشار لاسيما الذين لا يعرفون لبنان، بحيث قام أكثر من 500 شاب وشابة بزيارة لبنان من 34 بلد في الإنتشار على حساب المؤسسة للتعرف على حضارة لبنان وتراثه بعد أن يتم إخضاعهم لدورات تدريبية. توقف عمل المؤسسة خلال السنوات الأخيرة بسبب الأزمة الإقتصادية والوضع الأمني في لبنان وهي الآن في إطار تحضير لدورة ميشال إده التي ستطلق في تشرين الأول 2024 لبدء قبول الطلبات على أن تستقبل الطلاب في آب 2025
س: من خلال تواصلك الدائم مع أبناء الجالية اللبنانية في كاليفورنيا، ما هي هموم المواطن اللبناني التي تواجهه في الإغتراب؟
ج: من خلال إتصالاتي المستمرة مع الجالية اللبنانية، أشعر بأن همهم الأكبر هو النضال من أجل الحفاظ على إرتباط قوي بهويتهم الثقافية وتراثهم. يعبر العديد من اللبنانيين في الإغتراب عن شوق عميق للتقاليد واللغة والمجتمع التي تعتبر جوهرية بالنسبة إليهم. وغالباً ما يتفاقم هذا القلق بسبب عدم الإستقرار السياسي والإقتصادي في لبنان، مما يجعل الزيارات والتواصل مع العائلة في الوطن أمراً صعباً. بالإضافة إلى ذلك، هناك قلق واضح بشأن مستقبل لبنان، حيث يخشون من أن الأزمات المستمرة في البلاد قد تؤدي إلى مزيد من تآكل نسيجه الثقافي الغني وتجعل من الصعب على الأجيال القادمة إعادة التواصل مع جذورها.
س: هل تعتقدين بأن المرأة اللبنانية في الإغتراب حاصلة على جميع حقوقها الإجتماعية مقارنة مع الإمرأة اللبنانية المقيمة في لبنان؟
ج: بكل تأكيد. ونأمل دائماً أن تحظى المرأة اللبنانية بحقوقها كاملة لا سيما حق إعطائها الجنسية لأولادها.
س: هل تفكرين بالعودة الدائمة إلى ربوع الوطن الحبيب لبنان؟
ج: أقوم بزيارة لبنان سنوياً وأحياناً مرتين في السنة. عند بلوغ سن التقاعد سوف أمضي وقتاً أطول في لبنان بلا شك. لن يكون هناك عودة دائمة بل تنقل مستمر وربما متساوٍ بين لبنان وكاليفورنيا .
في ختام هذا اللقاء، ما هي الرسالة التي ترغبين بتوجيهها لجميع اللبنانين المقيمين والمغتربين وخاصة المرأة اللبنانية؟
للمقيمين أدعوهم لمزيد من الصبر وعدم فقدان الأمل وللمغتربين أدعوهم للحفاظ على جذورهم عن طريق تسجيل أولادهم وعدم التوقف عن حب لبنان ودعمه بشتى الوسائل.