فعلها بنيامين نتنياهو وتحدى كل القرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية، و”دعس” على القوانين والأعراف الإنسانية، وصوّب فوهات مدافعه لتطلق قذائفها على مخيمات النازحين في “رفح” وتحوّل الأطفال والنساء والرجال والشيوخ الى جثث متفحمة في مشهدية اعادت الى الاذهان اجرام النازية.
فمنذ يوم الاحد الماضي تتعرض المدينة الواقعة اقصى جنوب قطاع غزة وعلى الحدود مع مصر لهجوم إسرائيلي عنيف بالقذائف المدفعية، وسجّل امس الثلاثاء دخول عدد من الدبابات الإسرائيلية الى احياء رفح.
هذا وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة خروج مستشفى أبو يوسف النجار، وعيادة أبو الوليد المركزية، ومستشفى رفح الميداني ٢، ومستشفى الكويت التخصصي من الخدمة. كما أعلنت عن استشهاد عدد من الاطقم الطبية العاملة فيها.
كل هذا وسط صمود المقاومة وابهارها العالم بقدرتها على مواجهة من يحسب نفسه اقوى جيوش العالم.
وفي السياق، تلفت مصادر مقربة من حركة حماس الى ان كل ما يقوم به العدو الإسرائيلي يعود لفشله في احراز أي تقدم على طاولة المفاوضات او في الميدان. وتضيف: لقد تلقى الصهاينة صفعات عدة في الأيام الماضية، أهمها قرارات محكمة العدل الدولية، وإعتراف بعض العواصم الأوروبية بدولة فلسطين، وأسر وقتل جنود إسرائيليين في عملية جباليا، وقصف تل ابيب، ما جعل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يخرج عن طوره ويمعن في اجرامه.
ورداً على سؤال حول مصير المفاوضات بين حركة حماس والعدو الاسرائيلي عبر الوسطاء القطريين والمصريين، فتؤكد مصادر الحركة ان الملف يراوح مكانه وذلك بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي على رفح وجباليا وسواها من المناطق الفلسطينية. وتشير الى انه في الفترات السابقة أبدت الحركة مرونة عالية خلال عملية التفاوض من اجل التوصل الى هدنة، ولكن كل العروض والمبادرات التي اطلقتها الحركة افشلها تعنت رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، فهو يريد استمرار الحرب لتحقيق اطماعه السياسية وأهدافاً شخصية. كما انه يريد ان يفاوض المقاومة تحت النار وهذا ما لم ولن تقبل به حماس بأي حال من الأحوال.
وتشدد المصادر على ان حماس منفتحة على أي مبادرات او طروحات جديدة شريطة أن يوافق العدو الاسرائيلي على شروط المقاومة والتي باتت معروفة: وقف اطلاق النار، انسحاب العدو من قطاع غزة وعودة اللاجئين الى الشمال وعملية تبادل اسرى تكون حقيقية.
واذا ما حصل ذلك فسيتم درس الاقتراحات التي ستعرض على الحركة ليبنى على الشيء مقتضاه.
توازيا، تلفت المصادر الى انه على العدو الصهيوني والجميع ان يعلموا ان الكلمة الفصل هي للميدان، وهذا ما اثبتته المقاومة الفلسطينية في الأيام القليلة الماضية حيث استطاعت تسديد ضربات قوية للعدو في عمليات نوعية غير مسبوقة. وتجزم على انه بعد اكثر من ٢٣٥ يوماً على الحرب، لم يستطع العدو ان يوظف او ان يحول العملية العسكرية الى اهداف سياسية وهذا يعتبر فشلاً ذريعاً وهزيمة مدوية.
اذاً، قرابة الثمانية اشهر مرّت على العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولا تزال المقاومة صابرة صامدة لم ولن ترفع الراية البيضاء، ولم ولن تسمح للعدو ان ينتزع لا نصرا عسكريا ولا سياسيا من يدها، فهي جنباً الى جنب مع أبناء الأرض المقدسة يرددون “وما النصر الا صبر ساعة”.
Related Posts