المخيمات في عرسال تدق ناقوس الخطر… وتحذير من كارثة صحية!.. صبحية دريعي

كارثة صحية تتفاقم في بلدة عرسال وتهدد سلامة أكثر من مئة ألف ساكن من لبنانيين ونازحين سوريين بعد أن كشف رئيس البلدية باسل الحجيري عن تسجيل إصابات بالطفح الجلدي والتهاب الكبد، في ظل إعتماد المنظمات الدولية سياسة إدارة الظهر للمجتمعات التي تستضيف نازحين بعد قرارها بـ”تشحيل” إضافي للخدمات إلى ما دون الـ 50%، وهو ما دفع منظمة “اليونيسف” إلى تقليص كمية المياه النظيفة التي تزوّد بها المخيمات من 20 ليتراً يومياً لكل شخص إلى 12 ليتراً.

وإنسحب هذا القرار على عدم سحب مياه الصرف الصحي التي تسربت وتجمعت بين الخيم والأزقة والأحياء ما أدّى إلى إصابات بأمراض مختلفة من الطفح الجلدي الى التهاب الكبد.

وقد حذر وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض من تفشي الأمراض في مخيمات اللاجئين السوريين، داعيا إلى البدء بمكافحتها وعدم انتظار انتشار الأوبئة. وفي هذا السياق جال المدير العام لوزارة الصحة وليد عمار داخل مخيمات النازحين السورين في عرسال يرافقه الطبيب المعتمد في محافظة بعلبك الهرمل علي هزيمة وممثلون عن وزارتي الصحة و البيئة والصليب الأحمر واليونيسيف ومركز عرسال للرعاية الصحية، حيث عاينوا المخيمات وإطلعوا على حجم الكارثة الصحية والبيئة، كما أُخضع عدد من النازحيين للفحوصات الطبية وإنتهت الجولة بعقد لقاء مع فاعليات عرسال الذين اشاروا الى حجم المعاناة التي يعيشها السكان وطالبوا بمعالجة سريعة.

من جهته أشار مدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزيف الحلو لـ”سفير الشمال” الى أن “عرسال تضم 164 مخيما للنازحين السوريين ويبلغ عدد اهالي عرسال 40 ألف بينما عدد النازحين فيها تجاوز الـ 80 ألفا، وقد قامت منظمة اليونيسيف بتقليص الإعتمادات التي كانت مخصصة لمساعدة النازحين السوريين الى ما دون ال 50% كما أعلمنا مندوب اليونسيف أنه اذا بقي الحال هكذا في نهاية تموز سيتوقف الدعم كلياً”.

وتابع الحلو: “توجهنا الى منطقة عرسال لنقوم بالكشف على المخيمات بعدما كنا قد إجتمعنا مع لجنة البيئة النيابية وما شاهدناه داخل المخيمات خطير جدا، واذ لم يعالج فسنكون أمام كارثة صحية”.

وعن أعداد المصابين، أشار الحلو الى أن “اعداد المصابين التي يصرح بها هي غير دقيقة، فالإحصاءات التي أجرتها وزارة الصحة تشير الى تسجيل 123 حالة صفيرة في عرسال (74% من النازحين السورين و 26% من اللبنانيين) وحتى الآن لا يوجد إصابات بالكوليرا”.

وأضاف: “في السنوات الماضية سجلت إصابات بالصفيرة أكثر من هذا العام ولكن الفرق أن الدعم من الجهات الدولية كان كافيا، أما اليوم فكميات الدعم التي تأتي من الجهات المانحة في الخارج لليونسيف في لبنان غير كافية، لذلك نحن ندق ناقوس الخطر ونتمنى على اليونسيف إيصال صرختنا الى الخارج في القريب العاجل لتعود الجهات المانحة عن قرارها وتزيد من الأموال المخصصة للدعم كي تتوفر كميات المياه المستعملة من قبل النازحين، وكذلك شفط المياه كي لا تتفاقم الأمور أكثر”. وأشار رئيس بلدية عرسال السابق باسل الحجيري الى ان “عرسال تحتضن أكبر تجمع مخيمات للنازحين السورين حيث يبلغ عدد النازحين فيها ثلاثة أضعاف عدد سكّانها، أما شح المياه وعدم الإلتزام بالنظافة داخل المخيمات اضافة الى تراجع الخدمات المقدمة لأكثر من 70 ألف نازحا سوريا، ادى الى سرعة انتشار الوباء كما أن بعض أصحاب الصهاريج المستفيدة من توزيع المياه وشفط مياه الصرف الصحيّ من الحفر المخصّصة لكلّ مخيم يرفضون شفط المياه الآسنة بعد تخفيض النسبة مما يضاعف من حجم الكارثة”.

وتابع الحجيري: ” كشفت وزارة الصحة على المخيمات، والمرضى يتلقون العلاج ولكن المشكلة الأساسية تكمن في مياه الصرف الصحي التى تطفو على الأرض وبين الخيم، ونحن بحاجة ماسة الى دعم من المنظمات والتعامل بجدّية مع هذه الكارثة وإيجاد الحلول”.

منذ عام 2020، بدأت اليونيسيف تخفيضا ملحوظاً في تمويل خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة في مخيمات اللاجئين السوريين، حتى بلغ هذا الانخفاض مستويات غير متوقّعة وتحتاج اليونيسف هذه السنة، كما جاء في بيانها، إلى “ما لا يقل عن 12 مليون دولار أميركي للمواصلة، من خلال شركائها، تقديم الحد الأدنى المقبول من خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية لمخيّمات اللاجئين السوريين. لكن، وبسبب التقليص الإضافي في التمويل، لم يصل مجمل التمويل لهذا العام الى الأربعة ملايين دولار”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal