الحراك الرئاسي.. “دق الميّ ميّ”!.. غسان ريفي

تستأنف اللجنة الخماسية حراكها اليوم بزيارة عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما يبدأ تكتل الاعتدال الوطني جولة جديدة على مختلف التيارات السياسية تحت عنوان: “تذليل العقبات وتجاوز الشكليات” التي يبدو أن عدم وجود قرار داخلي وخارجي بإتمام الاستحقاق الرئاسي جعلها تتقدم على الجوهر المتعلق بالحوار والتشاور ومن ثم الاتفاق على الذهاب الى مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد.

لذلك، يبدو حراك الخماسية معطوفا على الاعتدال كمن “يدق الميّ وهي ميّ” خصوصا أن كل المساعي التي بذلت لم تستطع أن تُحدث ثغرة في جدار التعطيل الذي يرتفع يوما بعد يوم، وينفض المعطلون يدهم منه ويتبادلون الاتهامات مع الأطراف الأخرى.

بات واضحا، أن لا أحد يستطيع أن يقف بوجه الحوار أو يرفضه، خصوصا أن الخماسية كانت ولا تزال معه، وكذلك الولايات المتحدة الأميركية التي لجأ اليها بعض نواب المعارضة وفوجئوا بدعوتها إياهم الى عدم رفض الحوار، ونصيحتها بالتعاون مع الرئيس بري.

كل ذلك يؤكد بما لا يقبل الشك، أن المجتمع الدولي يتبنى الحوار كونه الطريق الوحيد لاتمام الاستحقاق الذي تشير المعلومات الى ان الادارة الأميركية ترغب بأن يحصل قبل الانتخابات الأميركية وانها تعطي مهلة أقصاها أيلول المقبل.

أمام هذا الواقع، يبدو رفض المعارضة وخصوصا القوات اللبنانية وحلفائها لإنعقاد الحوار برئاسة الرئيس بري هو فقط لوضع العصي في الدواليب، خصوصا أنهم شاركوا في جلسة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، وفي جلسة مناقشة الموازنة، اللتين عقدتا برئاسة بري، كما أن جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية التي قد تنتج عن الحوار ستكون برئاسة بري، فماذا يمنع أن تكون الجلسات الحوارية برئاسته.

رفض القوات يُفسره البعض بأنه إستهداف واضح لمكون لبناني أساسي يتمثل بالثنائي الشيعي، فضلا عن مصادرة صلاحيات رئاسة مجلس النواب، ومحاولة ضرب هيبتها، لذلك فإن الثنائي أبلغ من يعنيهم الأمر بأنه لن يسمح بذلك، وأنه موافق على الحوار بكل مندرجاته شرط أن تتم الدعوة اليه من الأمانة العامة لمجلس النواب وأن يُعقد برئاسة بري.

وترى مصادر مواكبة أن مرور سنة ونصف السنة من الفراغ الرئاسي ناتج عن تعطيل متعمد، لأسباب عدة أبرزها:

أولا: أن البعض يراهن على متغيرات في المناخات الدولية – الاقليمية تُضعف محور المقاومة وتعزز فرص وصول فريقه الى رئاسة الجمهورية.

ثانيا: أن البعض الآخر يمني النفس في أن تحتاج المقاومة مجددا الى الغطاء المسيحي ليمارس الابتزاز الذي يدفعها الى أن تدعم إنتخابه.

ثالثا: أن بعض أصحاب الرؤوس الحامية ممن يجولون على العواصم الغربية باتوا على قناعة بأن إنهيار لبنان بشكل كامل وإعادة بنائه من جديد أقل كلفة من ترميمه، لذلك فهم يمارسون كل أنواع التعطيل، ويمعنون في النفخ بأبواق الفتنة للوصول الى هذا الانهيار.

حتى الآن، ما تزال كل المساعي قاصرة عن بلوغ النهاية السعيدة للاستحقاق الرئاسي، وما يحصل لا يعدو كونه إضاعة للوقت، بإنتظار أن يحين أوان الجد، عندها سيكون الحديث مع الطرف الأقوى الذي سيكون له اليد الطولى في إيصال رئيس الجمهورية!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal