أنهى سفراء “الخماسية” جولاتهم الاستطلاعية على القيادات السياسية من دون تحقيق أية نتائج إيجابية ملموسة، بل على العكس فإن بعض السقوف إزدادت إرتفاعا وأدت الى تعميق الخلافات حول الاستحقاق الرئاسي.
لم يلمس سفراء الخماسية جديدا لدى كل من زاروه، فرئيس تيار المردة مستمر في ترشيحه ولن ينسحب من المعركة، والثنائي الشيعي متمسك به، والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يتبادلان كل أنواع الاتهامات والانتقادات الى درجة التفنن في تصفية الحسابات بين بعضهما البعض، لكنهما يتفقان على رفض ترشيح سليمان فرنجية، ويتقاطعان على المرشح جهاد أزعور لزوم مواجهة فرنجية.
تشير المعلومات الى أن كل ما يشاع عن فشل مبادرة تكتل الاعتدال الوطني بشكل كامل وأنه يستعد لاعلان وفاتها ونعيها، هو أمر غير دقيق، فحتى الآن لم يجد التكتل أي صدّ من أحد أو سلبية من تيار سياسي معين حيال طروحاته التي وصلت مؤخرا الى جمع أكثرية نيابية على قواسم مشتركة، وهي عقد لقاء تشاوري ـ حواري، ينتهي بطرح إسمين أو أكثر مرشحة لرئاسة الجمهورية، وبالالتزام بتأمين النصاب القانوني للجلسة، وبعقد جلسات متتالية لمدة أسبوع وبمعدل أربع جلسات في اليوم الواحد، بما يؤدي الى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.
هذه الايجابية تكمن في المضمون، أما السلبية فهي في الشكل، سواء لجهة الدعوة الى اللقاء التشاوري، أو في رئاسته أو إدارته، حيث تشدد المعارضة على رفضها أن يقوم الرئيس نبيه بري بإدارة أو ترؤس الجلسة، من دون الاعتراض على حضوره كرئيس كتلة نيابية، أو أن تكون الدعوة من الأمانة العامة لمجلس النواب، بل تطلب أن تكون الدعوة من تكتل الاعتدال الوطني، أو أن يتداعى النواب للمشاركة في هذا اللقاء بشكل عفوي، في حين يصر الرئيس بري وحلفاؤه على أن تكون الدعوة رسمية من الأمانة العامة للمجلس النيابي وأن يترأس هو الجلسة حرصا على موقع وهيبة وصلاحيات الرئاسة الثانية التي يتهم مقربون من بري المعارضة وخصوصا القوات بأنهم يسعون الى إستهدافه من خلال هذا الحوار.
لذلك، فإن تكتل “الاعتدال” الذي يتواصل بشكل يومي مع سفراء “الخماسية”، سيقوم إعتبارا من الاسبوع المقبل بجولة جديدة على التيارات السياسية وخصوصا المعارضة منها بهدف تذليل العقبات وإقناعها بالتخفيف من شروطها، فيما سيلتقي سفراء الخماسية الرئيس بري للغاية نفسها، فإذا نجح سعاة الخير من “الاعتدال” و”الخماسية” في الوصول الى تسوية ترضي كل الأطراف عندها يمكن للقاء التشاوري أن يبصر النور، أما إذا فشلوا في ذلك، فإن الأمر سيحتاج الى وقت إضافي وربما يكون طويل، يعلّق خلاله الاعتدال مبادرته من دون أن ينعيها، بإنتظار رفع مستوى تمثيل “الخماسية” من سفراء الى موفدين من الدول المعنية أو وزراء على غرار الموفد الفرنسي جان إيف لودريان والقطري أبو فهد آل ثاني، من أجل رفع مستوى الضغط على التيارات السياسية.
تقول مصادر مواكبة، أن ما يعطل إنعقاد اللقاء التشاوري هو بعض الشكليات، بعدما تم الاتفاق على المضمون، وبالتالي، فإذا كان هناك قرار بإنتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور فإن الأطراف المختلفة قد تتخلى عن الشكليات وتتلاقى على القواسم المشتركة، وإذا لم يكن هناك قرار فإن الأمور ستتجه الى مزيد من رفع السقوف والتعقيدات، وعندها لا بد من إنتظار التسوية في المنطقة والقرار الدولي ـ الاقليمي، ليعرف اللبنانيون ماذا سيكون مصير الاستحقاق الرئاسي.
Related Posts