إرتدت زيارة اللجنة الخماسية الى دارة رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه اهمية لناحية الزمان والمكان، ففي الزمان استمرت الزيارة لاكثر من ساعة كاملة، وفي المكان انعقاد اللقاء في عرين المرشح الاول لرئاسة الجمهورية في بنشعي، وان كانت الزيارة ليست لكونه مرشحاً بل قطباً سياسياً بارزاً.
بعيداً عن الزمان والمكان تظّهرت ثلاث ثوابت رئيسية على هامش اللقاء ابرزها:
أولا: ان فرنجيه ثابت في ترشحه وليس بوارد الانسحاب من معركة رئاسة الجمهورية.
ثانيا: أن لا فيتو من قبل اللجنة لا على سليمان فرنجيه ولا على اي شخص اخر على ما اكد السفير المصري اثر اللقاء، ما يعني ان الدول الخمس التي ينضوي سفراؤها في اللجنة ليس لدى اي منها فيتو تجاه وصول فرنجيه الى سدة الرئاسة.
ثالثا: أنه حتى الساعة لا ارضية مشتركة بين القوى السياسية المختلفة وان الطريق الى رئاسة الجمهورية لا تزال غير سالكة ودونها عقبات يجب تعبيدها بالحوار والنقاش وتبادل الافكار والطروحات.
في الشكل كانت الزيارة ناجحة، ولم ينغصها الا اعتذار السفير السعودي وليد البخاري عن المجيء بسبب وعكة صحية طارئة المت به، ما عكس سلسلة تكهنات لدى الاعلاميين الذين يغطون اللقاء، سرعان ما تبددت، بعد التأكد ان الوعكة ليست عذراً بل حقيقة واقعة حرمته من زيارة فرنجيه وغيره من السياسيين المدرجين على جدول لقاءات اللجنة أمس واليوم.
اما في المضمون وعلى ما اكدت مصادر مقربة من اللجنة لسفير الشمال فان الاجواء كانت إيجابية وتخللها الكثير من تطابق الأفكار، وان اعضاء اللجنة استمعوا بامعان الى تطلعات فرنجيه ورؤيته للازمة والحلول المفترضة ولمسوا لديه الاستعداد الكامل للتفاعل مع الطروحات الوطنية التي تؤدي الى وحدة واستقرار وسلامة لبنان.
في المضمون ايضاً كان تأكيد على ان الحوار هو الطريق الصحيح للوصول الى توافق وتذليل العقبات ولكن الحوار من دون نوايا صافية وبشروط لا يؤدي الى حلول.
في المحصلة لا يزال ملف رئاسة الجمهورية بحاجة الى المزيد من الاخذ والرد والمشاورات والى الكثير من الثقة المفقودة بين المكونات الاساسية في الوطن.
Related Posts